صحافة إسرائيلية

مؤرخ إسرائيلي يحذر من تغيير "الوضع الراهن" في الأقصى

زيسر: استطاعت إسرائيل تجاوز الأزمة التي تسبب بها بن غفير - جيتي
زيسر: استطاعت إسرائيل تجاوز الأزمة التي تسبب بها بن غفير - جيتي
حذر مؤرخ إسرائيلي بارز، من الخطورة المترتبة على إثارة الرأي العربي العام تجاه المسجد الأقصى المبارك بتصرفات استفزازية من الحكومة اليمينية الجديدة، مشددا على أهمية الإبقاء على "الوضع الراهن" هناك، لأن السيادة الفعلية على الأرض هي لـ"إسرائيل".

وأوضح أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"، إيال زيسر، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "رئيس الوزراء الجديد-القديم بنيامين نتنياهو، وشركاؤه في العالم العربي (في إشارة إلى الدول المطبعة) خصوصا في دول الخليج، اجتازوا العقبة الأولى التي وقعت في طريقهم منذ الأسبوع الأول من ولاية الحكومة؛ وهي اقتحام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، رغم التنديدات التي سمعت من كل صوب، بل وأخذت الإمارات على عاتقها دور المبادرة ورفعت باسم الفلسطينيين شكوى في مجلس الأمن".

وزعم أن الأنظمة العربية التي يسرها إيجاد حل للقضية الفلسطينية "دفعة واحدة وإلى الأبد" لا تبدي أي اهتمام بالفلسطينيين وبمطالبهم من إسرائيل.

اظهار أخبار متعلقة



وفي الجانب الآخر، نبه المؤرخ أن "المسألة الفلسطينية في الرأي العام العربي،  تحتل مكان الشرف الذي يصعب على الأنظمة العربية تجاهله، ولهذا السبب، تحتاج الأنظمة العربية إلى تعاون من جانب إسرائيل موضوعه إبداء ضبط النفس والامتناع عن عروض مغطاة إعلاميا لأغراض داخلية ليس وراءها شيء حقيقي، لكن من شأنها أن تؤدي إلى اشتعال كبير".

ولفت إلى أن "الادعاء بأن الوضع الراهن القائم اليوم في المسجد الأقصى ليس مريحا لإسرائيل، يمكن الموافقة عليه، ولكن بالمقابل، فمعنى الوضع الراهن، أن إسرائيل هي صاحبة السيادة على الأرض بالفعل، وبهذا تعترف الأنظمة في العالم العربي".

وبين أن "الصراع الإسرائيلي الذي يشتعل صبح مساء في المسجد الأقصى، لا يتعلق بالسيطرة الفعلية في الحرم بل موضوعه الاستعراضات والصورة الإعلامية، ويوجد في إسرائيل من يسعون إلى تغيير الوضع الراهن من الأساس، حيث في إطاره الحالي يخضع المسجد الأقصى كمكان مقدس إلى إدارة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تتبع الأردن وليس السيطرة".

وأشار إلى أن "إسرائيل" فوتت أكثر من مرة الفرصة لإحداث تغيير في الوضع الراهن، الأولى؛ بعد فشلنا في الأيام الأولى بعد حرب 1948، واحتلال البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفي وقت لاحق أيضا، عندما رجحت الكفة في الحرب لصالحها، اختار زعماء "إسرائيل" منح أولوية لمسائل أخرى على جدول الأعمال؛ "تثبيت الدولة التي ولدت لتوها، وضمان الحدود واستيعاب الهجرة، وهكذا تركوا مهمة السيطرة على البلاد كلها (فلسطين التاريخية) للأجيال القادمة"، وفق رأيه.

اظهار أخبار متعلقة



وفي المرة الثانية، فوتت الفرصة بعد استكمال احتلال مدينة القدس في حزيران/ يونيو 1967، لكن "حكومة إسرائيل اختارت إبقاء الحرم بإدارة الأوقاف، وكان هذا تفويتا لفرصة تاريخية، بمثابة بكاء للأجيال، إذ في تلك اللحظات التاريخية كان بوسع إسرائيل أن تملي شروطها وتقرر وضعا راهنا جديدا في المسجد الأقصى، دون أن تراعي الدول العربية التي شنت حربا عليها".

وزعم زيسر، أن "حكومات إسرائيل منذ ذلك الوقت تمسكت بالوضع الراهن الذي تقرر في 1967، بل وبعضها سار شوطا أبعد، وعندما أديرت مفاوضات مع الفلسطينيين أعربوا عن الاستعداد للتخلي عن السيطرة في المسجد الأقصى".

وقال: "اليوم لا أحد من الأنظمة والحكام يطالب إسرائيل بأن تتخلى عن سيطرتها في المسجد الأقصى، والعالم العربي والفلسطينيون يسلمون، عمليا بتواجدها فيه، كل ما نحتاجه هو أن نبدي ضبطا للنفس والحفاظ على الوضع الراهن، الذي يوجد فيه، كما أسلفنا، ليس ظلال فقط بل وأيضا نقاط إيجابية..، وهذا هام بالنسبة لإسرائيل ومصالحها".

ورأى أن "المصالح الإسرائيلية تتركز اليوم بالدفع قدما في علاقاتها بالتطبيع مع العالم العربي وبإقامة جبهة موحدة حيال إيران، وهذه أهداف قابلة للتحقق ولها يجب أن تمنح الأولوية".
التعليقات (0)