أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح الثلاثاء، أن الوزير سيرغي شويغو، زار القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا حصيلة ضربة روسية على مبنى سكني في دنيبرو في شرق أوكرانيا في نهاية الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة الدفاع في بيان على تليغرام: "شكر سيرغي شويغو الجنود الذين يؤدون بشجاعة المهام في منطقة العملية العسكرية الخاصة، وقدم جوائز من الدولة للجنود لتفانيهم وبطولاتهم".
"الحصيلة الأعلى"
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة ضربة روسية على مبنى سكني في دنيبرو في شرق أوكرانيا في نهاية الأسبوع الماضي إلى 40 قتيلا، بحلول مساء الاثنين، في حصيلة مرشحة للارتفاع وتعد من الأعلى منذ بدء
الحرب.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على لسان ناطقة باسمه، بالضربة الصاروخية الروسية القاتلة واصفا إياها بأنها "جريمة حرب"، وبأنها مثال جديد على "ما يشتبه بأنه انتهاكات لقانون الحرب".
من جهتها، قالت السويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي الاثنين، إن القصف الروسي الذي استهدف نهاية الأسبوع مبنى سكنيا في دنيبرو يشكل "جريمة حرب".
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في كلمتها بأكاديمية لاهاي للقانون الدولي، إنها ناقشت مع نظيرها الأوكراني دميتري كوليبا، إمكانية إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة القادة الروس، بحسب ما ذكرت قناة "ARD" المحلية.
وأوضحت الوزيرة أن "المحكمة يجب أن يكون مقرها في الخارج، لكن قوانينها يجب أن تستمد من القانون الجنائي الأوكراني، وأن تكون قادرة على التحقيق مع القادة الروس ومحاكمتهم".
وقالت بيربوك إن إنشاء مؤسسة خاصة "ليست حلا مثاليا"، مشيرة إلى أننا "بحاجة إلى هذا الحل الخاص لأن قانوننا الدولي به ثغرات"، مشددة على الحاجة إلى "إيصال رسالة واضحة جدا إلى القيادة الروسية وإلى أي شخص آخر في العالم بأن الحرب العدوانية لن تمر دون عقاب".
ودعت الوزيرة الألمانية إلى "إصلاح القانون الجنائي الدولي لسد الفجوة القانونية الصارخة فيه"، قائلة إن "الأساس القانوني للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي يجب تعديله على المدى المتوسط، حتى يمكن محاكمة جريمة الحرب العدوانية دون قيود".
والاثنين، بعد 48 ساعة على الضربة، انتشلت 40 جثة، بحسب أجهزة الطوارئ فيما بلغ عدد الجرحى 75، لكن مصير 29 شخصا ما زال مجهولا مع استمرار عمليات الإنقاذ لمحاولة العثور على ناجين تحت الأنقاض.
وكانت رافعات تعمل الاثنين، لتسهيل وصول عمال إنقاذ إلى الشقق المدمرة التي يتعذر الوصول إليها أو لرفع كتل من الإسمنت.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، أكدت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا، أن الروس لم يتمكنوا من تحطيم روح المقاومة لدى الأوكرانيين. وقالت: "لقد مرّ عام تقريبا ويمكننا الصمود لفترة أطول"، مشيرة إلى أن "الأطفال في البلاد أصبح بإمكانهم الآن التمييز بين صوت صاروخ ومسيّرة ومنظومات الدفاع المضاد للطائرات".
نفي روسي
في المقابل، نفى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، اتهامات كييف لبلاده باستهداف مبنى سكني شرق أوكرانيا، حيث قال للصحفيين إن القوات الروسية لا تستهدف المباني السكنية والبنية التحتية المدنية لأوكرانيا.
وأضاف أن هذه المأساة في الواقع كانت نتيجة عمل أنظمة الدفاع المضادة للطائرات.
وردا على خطط المملكة المتحدة لإرسال دبابات "Challenger 2" إلى أوكرانيا، قال بيسكوف: "نتعامل مع هذا بشكل سلبي للغاية"، مضيفا أن "نية المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى في تزويد أوكرانيا بمعدات عسكرية جديدة أكثر تطورا لا يغير الوضع على الأرض".
وتابع بالقول إن الشحنات المعنية لا تؤدي إلا إلى إطالة أمد العملية وتفاقم الوضع في أوكرانيا، والتي تستخدم كأداة لتحقيق أهدافهم المعادية لروسيا.
دعم عسكري
وعلى صعيد آخر، أعلنت كييف أنها بحاجة إلى دبابات ثقيلة ومدرعات خفيفة وأنظمة صواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع مضادة للطائرات لاستعادة جميع الأراضي التي تحتلها موسكو في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وأعلنت بريطانيا السبت تسليم أوكرانيا 14 دبابة تشالنجر 2 "في الأسابيع المقبلة" لتكون أول بلد يسلم كييف دبابات ثقيلة غربية الصنع.
وكتب زيلينسكي في تغريدة أن "دبابات ومدرّعات وسلاح المدفعية هي تحديدًا ما تحتاج إليه أوكرانيا لاستعادة وحدة أراضيها".
والاثنين، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إنه ينتظر موافقة ألمانيا بسرعة لتزويد أوكرانيا بدبّابات من نوع "ليوبارد".
وندد الرئيس فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان بشحنات الأسلحة الغربية المتزايدة لأوكرانيا.
وقال الكرملين عقب المكالمة الهاتفية بين الزعيمين الروسي والتركي: "أشار فلاديمير بوتين إلى الخط المدمر الذي ينتهجه نظام كييف والذي يراهن على تكثيف الأعمال العدائية بدعم من رعاة غربيين يعززون إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية" لأوكرانيا.
اظهار أخبار متعلقة
بعد انتكاساتها الكثيرة في الخريف، تحاول
روسيا استعادة زمام المبادرة بقصف منشآت الطاقة ومضاعفة جهودها في معركة الاستيلاء على مدينة باخموت في شرق البلاد، التي تشهد معارك دامية منذ الصيف.
ويتوجه وفد كبير من الأوكرانيين بقيادة أولينا زيلينسكا إلى دافوس (سويسرا) هذا الأسبوع، لإقناع الغربيين المجتمعين في القمة الاقتصادية العالمية بتسليمهم المزيد من الأسلحة.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، الاثنين: "لهذا السبب سأكون حاضرا" مشيرا إلى أنه "من الضروري إقامة علاقات شخصية" بغية تحقيق ذلك.