وصفوه ببداية الصراع بين اليسار واليمين المتطرف..البرازيل تعيش سيناريو مُشابها لحادثة اقتحام الكونغرس الأمريكي بعد رفض الرئيس بولسونارو الاعتراف بهزيمته في الانتخاب..مالقصة؟
وصفت بمحاولة انقلاب.. أعطيت الأوامر باعتقال قيادات بارزة وكبار المسؤولين الأمنيين، لتورّطهم في تأجيج مظاهرات قد تحمل البلاد نحو حرب أهلية مُدمرة، بعد أعمال شغب واقتحام لمقرات حكومية..
ماذا يحدث في البرازيل ؟.. وما علاقة ترامب بهجوم الثامن من يناير؟
اقتحام الكونغرس في البرازيل! كنا نتوقع أن نشاهد صبيحة 1 من يناير/كانون الثاني 2023، ذلك المشهد الديمقراطي للانتقال السلمي للسلطة، بين الرئيس السابق جايير بولسونارو والرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المعروف على نطاق واسع باسم "لولّا".
لكن الظاهر أن الديمقراطية مازالت تعاني في البرازيل بسبب مرض "حب السلطة" التي يراها بولسونارو مازالت من حقه، رغم خسارته في انتخابات تشرين الأول/ أكتوبر 2022، رافضا الاعتراف بهزيمته في الرئاسيات ليغادر البلاد قبل يوم من تسليم منصبه، ويُطلق العنان لأنصاره الرافضين لعودة اليسارية إلى الحكم في إشارة منهم إلى الرئيس اليساري الجديد "لولاّ".
مؤسس "حزب العمال" أول حزب اشتراكي في البلاد، جعله السياسي الأكثر شعبية في العالم
الذي سُجن وعاد مُجددا لرئاسة البلاد بعد أن شغلها لفترتين متتاليتين بين عامي 2003 و2010.
وشهدت البرازيل خلال تلك الفترة قفزة اقتصادية أخرجت ملايين الناس من الفقر والطبقية عن طريق ضخ المليارات في البرامج الاجتماعية، وضمان الحقوق النقابية والعمالية أكسبته قلوب البرازليين الذين أعادوه إلى سدة الحكم، وأزاحوا به اليميني المتطرف "بولسونارو" أو كما يُلقبه الكثيرون بـ"ترامب المناطق المدارية" لتأثره الكبير بترامب "الرئيس الأمريكي السابق" في مواقفه المُثيرة للجدل وميوله الاستبدادية المفزعة.
اعتبر الكثيرون استبدادية بولسونارو "أكبر تهديدٍ للديمقراطية" طيلة أربع سنوات من وجوده في السلطة هاجم فيها النساء والأقليات بتصريحات عنصرية تمييزية، ناهيك عن فشله في حماية قضايا البيئة والمناخ والاقتصاد دون أن ننسى إدارته الكارثية لجائحة كورونا التي أودت بآلاف البرازليين جعلته منبوذا أولا في صحافة العالم، ثم بين جزء من شعبه الذي أطاحه في الانتخابات.
لكنه يرفض هو وأنصاره نتائج الصندوق وسط دعواتهم إلى التظاهر والتمرد على النتائج رغم نفي صلتهم بأحداث الشغب الأخيرة، في سيناريو شبيه لحادثة مبنى الكابيتول في العاصمة الأمريكية قبل عامين… كانت ستجر البلاد نحو حرب أهلية مدمرة.