توجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني
بلينكن، صباح الأحد، إلى العاصمة
المصرية القاهرة، في مستهل زيارة للمنطقة، تشمل
فلسطين المحتلة.
وقال بلينكن إن زيارته إلى مصر وفلسطين، تأتي لـ"تؤكد التزامنا بتعميق العلاقات الثنائية والعلاقات بين الشعوب، وتعزيز حقوق الإنسان، وتقوية الأمن الإقليمي والعالمي".
ويلتقي بلينكن نظيره المصري سامح شكري، قبل أن يعقد لقاء مع رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
ومن المفترض أن يغادر بلينكن غدا الاثنين إلى فلسطين المحتلة، للقاء الجانب الإسرائيلي في
القدس المحتلة، والسلطة الفلسطينية في رام الله.
وتأتي زيارة بلينكن على وقع تصعيد عنيف في القدس والضفة، بدأته قوات الاحتلال باغتيال تسعة شبان في جنين، قبل أن ينفذ شاب عملية إطلاق نار أردى خلالها سبعة مستوطنين قتلى، قبل أن يستشهد في القدس المحتلة.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات في اليوم نفسه على غزة ردا على إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ من القطاع المحاصر.
وشهدت بلدة سلوان في القدس المحتلة السبت، عملية إطلاق نار نفذها فتى يبلغ من العمر 13 سنة، أدت إلى إصابة مستوطنين اثنين بجراح.
دعوات للتهدئة
قالت وسائل إعلام أمريكية، إن بلينكن يعتزم أن تأتي زيارته بنتائج إيجابية، حيث سيدعو رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى ضرورة "اتخاذ تدابير عاجلة لخفض التصعيد".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، الجمعة، إن التصعيد في فلسطين قد يهيمن أيضا على لقاء بلينكن مع عبد الفتاح السيسي الذي تلعب بلاده تاريخيا دور الوسيط لدى الفلسطينيين.
اظهار أخبار متعلقة
وبرغم ذلك، فإن هامش المناورة المتاح لوزير الخارجية يعدّ محصورا ضمن حدود الدعوات إلى الهدوء في وقت يبدو فيه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي متجها إلى طريق مسدود، بحسب وكالة "فرانس برس".
ونقلت الوكالة عن آرون ديفيد ميلر، المفاوض الأمريكي السابق والخبير في معهد كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن، قوله: "أعتقد أن أفضل ما يمكنهم التوصل إليه هو أن يستقر الوضع لتفادي تكرار أيار/ مايو 2021" في إشارة إلى الحرب في قطاع غزة.
من جهته، رأى غيث العمري الخبير في معهد واشنطن أن "هذه الزيارة لا تشير إلى أي تغيير في الموقف الأمريكي حيال النزاع الإسرائيلي الفلسطيني" لكنه توقع أن "المحادثات (مع محمود عباس) لن تكون مريحة".
سلسلة زيارات
وتشير زيارة بلينكن لفلسطين المحتلة إلى عزم واشنطن على معاودة العلاقات سريعاً مع نتنياهو الذي عاد إلى السلطة على رأس حكومة هي الأكثر تطرفا في تاريخ دولة الاحتلال.
وكانت علاقات نتنياهو مع إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن متوترة وخصوصا في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، لكن من المتوقع أن يساهم الجمود الحالي في مفاوضات إحياء اتفاق 2015 في تقريب المواقف.
وسبق أن زار مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك ساليفان، إسرائيل ليؤكد لنتنياهو دعم الولايات المتحدة.
وقال آرون ديفيد ميلر: "لم يسبق أن رأيت هذا العدد من الزيارات على مثل هذا المستوى الرفيع في أي إدارة كانت".
وشدد على أن "هذا غير مسبوق" مشيرا إلى احتمال قيام نتنياهو بزيارة للبيت الأبيض يجري التحضير لها اعتبارا من شباط/ فبراير.
وعلق خبير آخر هو ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن بالقول: "يبدو وكأنّهم يُغرقون المنطقة"، لافتا إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز زار المنطقة مؤخرا.
وسيشدد بلينكن على "أهمية الحفاظ على الوضع القائم التاريخي" لباحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية.
وكان وزير الأمن إيتمار بن غفير، أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف الإسرائيلي، أثار موجة تنديد دولية بدخوله باحة المسجد الأقصى في مطلع كانون الثاني/ يناير.
وستتناول محادثات بلينكن "اتفاقات أبراهام" التي تم التوصل إليها في 2020 برعاية أمريكية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، ويأمل نتنياهو أن تنضم السعودية إليها.