أثار الرئيس
التونسي قيس سعيّد جدلا واسعا؛ بسبب تصريح وصف فيه معارضيه بالسرطان، قائلا إنه لا ينفع معه سوى "العلاج الكيماوي".
وخلال قيامه أخيرا بتدشين أحد المشاريع في ولاية قابس جنوب شرقي البلاد، قال سعيّد: "الدولة نخرها الفساد، والشعب التونسي سيطهّر جميع المؤسسات من السرطان الذي يعربد في البلاد".
وأضاف: "يريدون التنكيل بالشعب، والحديث عن غياب المواد الأساسية كالسكر والقهوة، رغم أنها موجودة بكثرة. هذه الخلايا السرطانية التي تريد ضرب البلاد لا بد من علاج كيماوي للقضاء عليها".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل التونسيون مع مقطع الفيديو وزيارة الرئيس، حيث أعرب عدد منهم عن استيائهم من العبارات التي يستخدمها سعيّد.
شيماء عيسى، القيادية في جبهة الخلاص الوطني، قالت في تغريدة إنه "بعد التهديد بالتطهير والتصفية، الرئيس يهدد
المعارضة بالكيماوي!".
واعتاد الرئيس
قيس سعيد على مهاجمة المعارضين لتدابيره الاستثنائية، مستخدما نعوتا من قبيل "المخمورين" و"الحشرات" و"الشياطين"، فضلا عن اتهامهم بالتآمر على البلاد والدعوة للتدخل الأجنبي.
والأسبوع الماضي، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد قيادات الحرس الوطني (الدرك) إلى "التصدي لمن تآمر على الدولة"، مشددا على أنه "لا يمكن أن يُترك أعداء الدولة وأعداء الوطن خارج المساءلة".
ودون أن يسميهم، قال سعيد: "لا يمكن أن يُترك أعداء الدولة وأعداء الوطن بل وأعداء الشعب التونسي خارج المساءلة أو خارج دائرة أي جزاء".
وتوجه إلى قيادات الحرس الوطني قائلا إن "الشعب يريد المحاسبة، ومطلبه الأساسي المحاسبة، ودوركم تاريخي في الاستجابة لمطالب الشعب".
وتابع: "واجبكم المقدس أن تتم محاسبة كل من أجرم في حق الوطن (...) ولا يمكن أن يُترك مجرم واحد دون مساءلة.. اليوم نخوض معركة تحرير وطني للحفاظ على الدولة، وكفى من يستخفون بالدولة ما اقترفوه من جرائم، وما يدبرونه من جرائم في المستقبل".
ومشددا على مطلبه، استطرد سعيد قائلا: "عليكم (قيادات الحرس الوطني) وعلى القضاة الشرفاء أن يقوموا بدورهم كاملا؛ حتى يتم التصدي لمن تآمر على الدولة في السنوات الماضية، وما زالوا إلى حد هذه الساعة يتآمرون على الدولة".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن "الشعب يريد تطهير البلاد، الشعب يريد المحاسبة؛ لأنه سئم بالفعل من طول الإجراءات، وسئم بالفعل من القضايا التي بقيت منشورة لمدة أكثر من عقد دون أي حكم، وحتى إن صدرت بعض الأحكام فقد صدرت للأسف على المقاس".
وفي رد، حذر رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، أحمد نجيب الشابي، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة، من أن "توظيف المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية مضر بالبلاد وبحياد الجيش وسمعته العالية".