كتاب عربي 21

لماذا رجعت أكشنير إلى الطاولة السداسية؟

إسماعيل ياشا
عربي21
أعلنت رئيسة الحزب الجيد في تركيا ميرال أكشنير، السبت الماضي، انسحابها من تحالف الطاولة السداسية، واتهمت رؤساء الأحزاب الخمسة بالتآمر عليها، قائلة إنهم اتفقوا مسبقا فيما بينهم على ترشيح رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، وأرادوا أن يفرضوا عليها قرارهم في الاجتماع الذي عقد يوم الخميس لمناقشة تحديد المرشح المشترك. إلا أنها عادت إلى الطاولة بعد ثلاثة أيام، لتشارك في إعلان كليتشدار أوغلو مرشحا للتحالف المعارض، الأمر الذي أثار علامات استفهام كثيرة حول أسباب قرارها المفاجئ وتراجعها عنه.

الأزمة التي هزت الطاولة السداسية وكادت تعصف بها، كشفت أن مسألة المرشح المشترك لم تطرح على الطاولة للنقاش حتى اجتماع الخميس، بل كان رؤساء الأحزاب الستة يبدون آراءهم حولها من خلال التصريحات الإعلامية، كما كشفت أن كلا من أكشنير وكليتشدار أوغلو كان يتآمر ضد الآخر.

الأزمة التي هزت الطاولة السداسية وكادت تعصف بها، كشفت أن مسألة المرشح المشترك لم تطرح على الطاولة للنقاش حتى اجتماع الخميس، بل كان رؤساء الأحزاب الستة يبدون آراءهم حولها من خلال التصريحات الإعلامية، كما كشفت أن كلا من أكشنير وكليتشدار أوغلو كان يتآمر ضد الآخر

أكشنير رفضت حتى اللحظة الأخيرة ترشيح كليتشدر أوغلو لرئاسة الجمهورية، بحجة أنه غير قادر على منافسة أردوغان، وسعت إلى ترشيح رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو أو رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش. وأرادت أن يكون ولاء رئيس الجمهورية القادم لها، وليس لكليتشدار أوغلو أو غيره، في حال فاز مرشح التحالف المعارض. وهذا ما اعتبره كليتشدار أوغلو وأنصاره تدخلا سافرا في شؤون حزب الشعب الجمهوري ومحاولة لشق صفوفه.

رئيسة الحزب الجيد لديها أسباب أخرى تبرر رفضها لترشيح رئيس حزب الشعب الجمهوري وانسحابها من الطاولة السداسية؛ أولها أن نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تراجع شعبية الحزب الجيد في مقابل ارتفاع شعبية حزب الحركة القومية برئاسة دولت بهتشلي، كما أن ترشيح كليتشدار أوغلو لمنافسة أردوغان يجعل التنافس بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري، كما يجعل الحزب الجيد مجرد داعم لهذا الأخير سواسية مع الأحزاب الأربعة الصغيرة.

وفي المقابل، لم يجلس كليتشدار أوغلو مكتوف الأيدي أمام مناورات أكشنير، بل أغلق الباب أمام ترشيح أحد رئيسي البلديتين من خلال التشديد على أنهما سيواصلان القيام بمهامهما في أنقرة وإسطنبول، كما أقنع رؤساء الأحزاب الأربعة الصغيرة بضرورة ترشيحه لرئاسة الجمهورية، بعد أن وعدهم بترشيح عدد كبير من أعضاء تلك الأحزاب ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البرلمانية. وبالتالي، قاموا جميعا بالضغط على أكشنير كي تقبل ترشيح رئيس حزب الشعب الجمهوري.

أكشنير تعرضت لضغوط وشتائم هائلة بعد إعلان انسحابها من الطاولة السداسية، وهاجمتها وسائل الإعلام الموالية لحزب الشعب الجمهوري بشدة، واتهمتها بالتسبب في ضياع فرصة إسقاط رئيس الجمهورية أردوغان عبر صناديق الاقتراع. ثم قام إمام أوغلو وياواش بزيارة رئيسة الحزب الجيد في مقر حزبها، ليعقبه اجتماع كليتشدار أوغلو مع الثلاثة في فندق ماريوت بأنقرة، ما أسفر عن عودة أكشنير إلى الطاولة السداسية.

رئيسة الحزب الجيد قامت بمناورة أخرى لتبرير تراجعها عن قرار الانسحاب من التحالف المعارض، حيث اشترطت على كليتشدار أوغلو أن يتم تعيين إمام أوغلو وياواش نائبين لرئيس الجمهورية في حال فوز رئيس حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية. كما أرادت بهذا الشرط أن تكبل يدي كليتشدار أوغلو وتصوره كمرشح غير قادر على الفوز وحكم البلاد دون مشاركة رئيسي البلديتين فيه، إلا أن كليتشدار أوغلو أفشل هذه الخطة، وقام بتقييد تعيين إمام أغلو وياواش بـ"الوقت المناسب ومهام محددة وفق رأي رئيس الجمهورية". وبعبارة أخرى، قد لا يأتي ذاك الوقت المناسب، ولا يتم تعيين رئيسي البلديتين أو أحدهما لمنصب نائب رئيس الجمهورية نهائيا.

من المؤكد أن أكشنير هي أكبر خاسر في هذه المعركة الداخلية التي شهدتها الطاولة السداسية، لأنها لم تحقق أيا من أهدافها، ورجعت إلى الطاولة السداسية صاغرة

كليتشدار أوغلو انتصر في معركة الترشح أمام أكشنير في الطاولة السداسية، كما أن رئيس الحزب الديمقراطي، غولتكين أويصل، من أكبر الكاسبين في صفقة ترشيح كليتشدار أوغلو، لأنه سيحصل على منصب نائب رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى حصول حزبه على حقيبة وزارية، على الرغم من قلة شعبيته التي تكاد تنعدم مقارنة بشعبية الأحزاب الخمسة الأخرى. ومن المؤكد أن أكشنير هي أكبر خاسر في هذه المعركة الداخلية التي شهدتها الطاولة السداسية، لأنها لم تحقق أيا من أهدافها، ورجعت إلى الطاولة السداسية صاغرة.

أكشنير كانت تقول بإلحاح إن كليتشدار أوغلو ليس مرشحا يمكن أن ينتصر أمام أردوغان في الانتخابات الرئاسية. ولذلك، سيوجه إليها الآن هذا السؤال: "ما الذي تغير خلال ثلاثة أيام حتى أصبح كليتشدار أوغلو قادرا على منافسة رئيس الجمهورية في نظرك؟". ليس هناك جواب معقول لهذا السؤال، غير احتمال تعرض أكشنير لضغوط وابتزازات غير معلنة لا تستطيع أن تبوح بها، لتقبل ما كانت ترفضه حتى الأمس القريب.

twitter.com/ismail_yasa
التعليقات (4)
سليمان كرال اوغلو
الجمعة، 10-03-2023 05:59 م
الجواب المُختصر المفيد ، إن شاء الله ، لسؤال عنوان المقال ( لماذا رجعت أكشنير إلى الطاولة السداسية؟) هو أن السفارة الأمريكية - التي تبعد 100 متر عن فندق ماريوت بأنقرة و الذي يمتلكه أمريكي من جماعة المورمون - كانت هي من أمرتها بالرجوع فعُقِد الاجتماع الذي ضمَ كليتشدار اوغلو و إمام اوغلو و ياواش و أكشينار بالإضافة إلى أجانب لم يتمَ التعرف عليهم بسبب وجود أجهزة تشويش في الفندق منعت رصد ما دار من أحاديث هناك . لا يُوجد في سِجَل إدارة بايدن إنجازات ذات قيمة أو معنى ، و تأمل هذه الإدارة الفاشلة أن يكون لها إنجاز في إعادة تركيا إلى حظيرة العبودية لأمريكا عن طريق الانتخابات بعد أن فشلت هذه الإدارة - التي هي امتداد لإدارة أوباما - في تركيا سنة 2016 عن طريق الانقلاب العسكري و عن طريق الضغوط الاقتصادية و عن طريق منع تركيا من الحصول على أسلحة دفعت ثمنها من خلال ألاعيب تقاسُم أدوار داخل أمريكا .
سعدو
الخميس، 09-03-2023 03:32 ص
سبب عودتها لطاولة الغدر اوامر جاءتها من عامل تنظيفات في بلدية اثينا.
أنثروبوليجيست
الخميس، 09-03-2023 02:32 ص
السؤال الذى يجب أن يفهمه الأتراك ويجيبوا عليه بصدق وأمانة وتجرد,هو مالذى قدمه رؤساء المعارضة والعاملين معهم لتركيا؟كل هؤلاء يعيشوا مترفين ويتمرغوا فى الفساد المالى والادارى المافيوي ..وماحصل بينهم يثبت ويدل على عمل العصابات والتحزب والمؤمرات.ولاننسسى دعم أمريكا الصهبونية لهم وقوى عربية تطعن فى الظهر وتضحك فى الوجه.
أبو فهمي
الأربعاء، 08-03-2023 04:44 م
""""""""""""" اجت الأوامر """"""""""""".

خبر عاجل