كتب

الإسلام والتنمية المستدامة.. هل من رؤية كونية جديدة؟

جعل الله تعالى موارد الأرض متاحة للبشر، الذين نقل إليهم مسؤولية الحفاظ على هذه الموارد والاستفادة منها بطريقة عقلانية
جعل الله تعالى موارد الأرض متاحة للبشر، الذين نقل إليهم مسؤولية الحفاظ على هذه الموارد والاستفادة منها بطريقة عقلانية
الكتاب: "الإسلام والتنمية المستدامة، رؤى كونية جديدة"
الكاتب: عودة راشد الجيوسي
الناشر: مؤسسة فريدريش إيبرت، مكتب عمان، 2013م
عدد الصفحات: 208


أصبحت التنمية المستدامة تمثل تعبيراً دارجاً في السنوات الأخيرة، تم تقزيمه ليشمل البعدين البيئي والمناخي؛ إلا أن هذا المفهوم يشمل أكثر من ذلك، فهو يتطلب السعي الحثيث لتحقيق العدالة إذ يجب أن تستخدم المصادر بشكل حكيم، وأن يكون هناك مساواة في توزيع الثروة لردة الهوة بين الفقراء والأغنياء، ويشترط المفهوم أن يتم صناعة القرار بنزاهة وشفافية، كون الفساد والبيروقراطية يعيقان التنمية المستدامة في أي مجتمع.

في هذا الكتاب يقدم الجيوسي نموذجاً للاستدامة يعتمد على المبادئ الاسلامية، ويشرح فيه أن الالتزام بمسؤولية بيئية وعدالة اجتماعية، وحكم رشيد هو أمر متجذر في أصول ومصادر الإسلام، ويجادل الجيوسي بأن الخطوة الحتمية على الطريق باتجاه المجتمعات المستدامة عبر تعليم الأجيال القادمة على قيم الاستدامة المستمدة من الإٍسلام، ويحاول اثبات أن بعض المفاهيم والنماذج الاسلامية النبيلة لا تتفق فقط مع المفاهيم الحالية للتنمية المستدامة، بل يمكن تطبيقها كوسيلة لإلهام الآخرين من أجل مشاركة موسعة في صيرورة تنموية لا تقف حدودها عند الحد من الفقر.

يظهر الكاتب في دراسته عدم امكانية تبني النماذج الغربية للتنمية وتطبيقها كما هي في المجتمعات الشرقية، على الرغم من أنها تقدم مراجع مهمة وبدايات قيمة، مشيراً أن الفكر التنموي من أمد بعيد،  في المقابل فإن محاولات ترسيخ بعض التفضيلات الخاصة بكيفية مقاربة التنمية بفعالية ونجاح كبيرين في المجتمعات الشرقية والإسلامية هي ظاهرة أكثر حداثة، وعن كتابه يقول الكاتب:" هذا الكتاب عبارة عن محاولة لوضع تصور لنموذج جديد للاستدامة من وجهة نظر اسلامية، ويعتبر شعار الحركات الاجتماعية الشعبية " الشعب يريد تغيير النظام" الخطوة الأولى في رحلة طويلة نحو حضارة بشرية مستدامة تطالب بعدالة طال انتظارها، وتسعى لتحقيق جمال داخلي وخارجي "الإحسان" ورأس مال اجتماعي" الأرحام"، ومجتمع يخلو من الفساد"، هذه الركائز الأربعة للاستدامة هي المواضيع التي يتحدث عنها هذا الكتاب (ص11).

استعمل مصطلح التنمية المستدامة لأول مرة عام 1987م من خلال لجنة بروتلاند، وهو يعني" القدرة على تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال على تلبية احتياجاتها الخاصة"، ويطرح الكاتب ضرورة اعادة التفكير في مفهوم التنمية المستدامة والبحث عن أسس ومقاييس جديدة لقياس الاستدامة، فحجر الزاوية في العقيدة الإسلامية هو الوحدانية أو التوحيد للخالق، والوحدانية أصل الإنسان ووحدانية مصيره، وبما أن الاستدامة تسترشد بمعايير وقيم، فهي أيضاً ترتبط ببعض المفاهيم الأساسية في الإسلام التي من شأنها أن تساعد على تحديد وتأطير الاستدامة على نطاق واسع وأهمها:

1 ـ وحدة المنشأ والمصير، فقد خلق الله تعالى الكون لمنفعة جميع البشر، وجعل الله تعالى موارد الأرض متاحة للبشر، الذي نقل إليهم مسؤولية الحفاظ على هذه الموارد والاستفادة منها بطريقة عقلانية، فالإسلام يعلمنا أن هناك هدف لهذا الخلق، وأن البشر محاسبين، ولديهم مسؤولية كأولياء الله، وهم مسؤولون أمام الله عن جميع أعمالهم يوم القيامة.

2 ـ وضع النموذج الاقتصادي الإسلامي مجموعة من الاستراتيجيات للتصدي للفقر، وشملت التركيز على التنمية البشرية، وتمالك النفس، وعلى نوعية التعليم وبناء القدرات، وتعزيز المشاريع التنموية، وتقاسم الربح والخسارة في التمويل والاستثمار، والحكم الرشيد أو العدل لمعالجة الأسباب الجذرية للفقر، والضمان الاجتماعي.

3 ـ المفهوم الإسلامي للمال، يعامل الإسلامي المال كوسيلة للتبادل وليس كسلعة، ويصبح المال مفيد فقط عند تحويله إلى أصول حقيقية أو عند استخدامه لشراء خدمة (ص40).

استلزم المفهوم الإسلامي لقوامة (خلافة) الإنسان في الأرض وجود مسؤولية عميقة، وقد اعتبر القرآن الكريم أن الكائنات الحية الأخرى هي أيضا شعوب أو أمم كما في قوله تعالى: (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ).
كما ناقش الجيوسي في دراسته الرؤية الاسلامية للتنمية في إطار خطاب إسلامي مستنير لمعالجة القضايا البيئية والعالمية، والإسلام كطريقة حياة يعتبر رحمة للبشرية جمعاء؛ إذ يوفر بعض الحلول والأفكار للنقاش العالمي حول الفقر والتمويل ورفاهية الإنسان، والتقدم والتنمية المستدامة، والحياة الطيبة، ودور الإنسان والبيئة من منظور إسلامي، وحدد الكاتب مفهوم الاستدامة من خلال أربع مكونات العدل والإحسان والأرحام والحد من الفساد، ويركز الكاتب على كيفية تصور الإسلام لمفهوم الاستدامة كمؤشر جيد لتحقيق التقدم فيقول:" اعتقد أنه لا يجب النظر إلى الإسلام على اعتباره مجرد دين، ولكن بوصفه رؤية كونية ومنهج حياة لمعالجة المشاكل العالمية الحالية بما في ذلك الأزمات البيئة...عبر الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية والتنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي"، ومن ثم حدد تقدم المجتمعات بخمس ركائز هي رأس المال الطبيعي، الاجتماعي والبشري والمالي والصناعي التكنولوجي، وهي التي ستفضي لديمومة التنمية المستدامة (ص51).

استلزم المفهوم الإسلامي لقوامة (خلافة) الإنسان في الأرض وجود مسؤولية عميقة، وقد اعتبر القرآن الكريم أن الكائنات الحية الأخرى هي أيضا شعوب أو أمم كما في قوله تعالى: (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ).

ويعلمنا القرآن الكريم أن كل الخليقة في حالة من الصلاة ( التسبيح والسجود) التي سماها الكاتب سمفونية الحياة، التي فيها كل المخلوقات تمجد الله سبحانه وتعالي الذي قال في كتابه:  (هو للَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، ووفقاً للقرآن الكريم فإن خلق الكون هو حقيقة أعظم من خلق البشرية، وصور الأرض بأنها مسخرة للبشرية، ولكن هنا ينبغي أن تستخدم بشكل مسؤول،  كيف لا والرسول صل الله وعليه وسلم يقول:" إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل"، وهنا يشير الكاتب:" من المهم تسليط الضوء على مبدأ تسخير كل شيء ايجابي من الطاقة لتخضير الكوكب والاستثمار في الطبيعة كجزء من خدمة الله من خلال الإمامة البيئية، ويعتبر هذا المثال مؤشراً جيداً للتأكيد على أن الإسلام حث على العمل الإيجابي والأمل والتفاؤل للتعامل مع المخاطر البيئية بما في ذلك التغير المناخي، التلوث، التصحر، وإزالة الغابات" ( ص52) .

وفي نظرة الإسلام للأزمات التي تعاني منها الأمة يقول الكاتب: "ينظر الإسلام إلى تحديات القرن الحادي والعشرين باعتبارها أزمة قيم، فهو يدرك ضرورة إعادة النظر في الأسس التي بني عليها هيكل المجتمع برمته، إن الأزمة في العلاقات الاقتصادية والبيئية والسياسية ما هي إلا نتيجة طبيعية للقيم والمؤسسات التي تميز الحضارة الحديثة" (ص57)، فمن خلال الفهم الدقيق للقيم الاجتماعية الإسلامية، في سياق التنمية المستدامة ستتمكن المجتمعات المبنية على القيم من تطوير نهج خلاق ومبتكر لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية"، فالإسلام بوصفه طريقة حياة يتناول كافة جوانب الحياة البشرية، وينظم العلاقة بين الله سبحانه وتعالى والبشر والطبيعة فهو مبني على الاعتراف بوحدانية الله تعالى، وخضوع الانسان لإرادته وحده.

ومن ثم ربط الكاتب التنمية المستدامة والتقدم بالإسلام من خلال القيم، التي تفضي لعمارة الأرض عبر العدل الذي يتوافق مع العدالة الكونية والبيئية والبشرية، والحكم الرشيد، والإحسان الذي يعني الجمال الداخلي وتطور وعي الأفراد والمنظمات والمجتمع، فينص الإسلام بأن جميع البشر خلقوا من أمم مختلفة لتحقيق التعلم والذكاء الاجتماعي أي ليتعارفوا وفق ما جاء في القرآن الكريم، وكذلك الحد من الأذى والفساد الذي يعد مؤشراً للانحراف عن الحالة الطبيعية أو ما يسمى الفطرة والتوازن الذي خلقه الله سبحانه وتعالى.

ينظر الإسلام إلى تحديات القرن الحادي والعشرين باعتبارها أزمة قيم، فهو يدرك ضرورة إعادة النظر في الأسس التي بني عليها هيكل المجتمع برمته، إن الأزمة في العلاقات الاقتصادية والبيئية والسياسية ما هي إلا نتيجة طبيعية للقيم والمؤسسات التي تميز الحضارة الحديثة
أوضح الجيوسي في الفصل الثالث الحكم الرشيد والعدالة، واعتبرهما أحد أهم المكونات الرئيسية لنموذج الاستدامة؛ فالعدالة تشمل المجالات الثلاثة البيئية والاجتماعية الاقتصاديةـ، ومن ثم تناول في هذا الفصل مفهوم حقوق الأراضي والملكية، وحدد جوهر وإطار العدالة الاجتماعية الاقتصادية في الإسلام، فيشير:" يعتبر مفهوم الملكية المزدوجة بين الإنسان والله سبحانه وتعالى، أحد أهم الصفات التي تميز النموذج الإسلامي، فيحمي الإسلام الحق الشخصي في التملك وينظر إليه بوصفه حقاً مقدساً... وتعتبر الملكية البشرية من منظور إسلامي مسألة وصاية بحيث يكون للإنسان سلطة مؤقتة في الاستفادة من الممتلكات، ويصور اطار حقوق الملكية الإسلامية كأمانة مقدسة كما يعزز الملكية الفردية ضمن الضوابط الدينية المحكومة بنصوص القرآن الكريم" (ص79).

طرح الكاتب أيضا ًفي الفصل الأخير مفهوم التلوث والفساد وتغير المناخ  من رؤية اسلامية، وناقش فيه مفهومي التلوث والفساد من منظور اسلامي، وتستدعي وحدة الكون والإنسانية المصير المشترك؛ الحاجة إلى وجود قيادة تحولية شاملة لمواجهة التهديدات المحتملة لتغير المناخ، ويستنير الخطاب العالمي حول تغير المناخ بالفكر الإسلامي، فهو له دور فعال في ذلك من جهة، ويمكن أن تكون وجهات النظر الكونية الإسلامية حول التنمية الاقتصادية والمالية ذات قيمة لإثراء المناقشات فيما يتعلق بقضايا السياسة العامة الرئيسية مثل الإدارة المالية والمساواة والحوكمة العالمية من جهة ثانية، وبالتالي يتم الحد من التلوث البيئي والفساد الإداري.

خلصت لجان الأمم المتحدة للبيئة والتنمية عام 1987م، الخاصة بتغيير المناخ، إلى أنه ما لم تصبح التنمية المستدامة مبادرة عالمية، فسوف تتعرض كل من الحضارة الإنسانية والبقاء على قيد الحياة في المستقبل إلى الخطر" في القرن الحادي والعشرين سوف يكون من البصيرة الثاقبة إعادة النظر في دور التنمية المستدامة في تطوير الحضارة الإنسانية" ص155، ومن ثم طرح الكاتب ضرورة أن يكون الجهاد الأخضر المعني الأساسي في التنمية المستدامة، وهو النضال ضد الاختلالات والظلم والفاسد التي تخل بالفطرة، بحيث يظهر المجتمع المسلم الأسلوب الأمثل والمتوازن للحياة كأمة وسط، فالدور الرئيسي للأمة هو ضمان العدالة والتوازن في الكون من خلال ممارسة مهمتها كخليفة في الأرض.

أما الاجتهاد الأخضر فيحتوي القرآن الكريم على آيات كثيرة ومبادئ توجيهية لإلهام العقل والخيال البشري للتعلم من أنظمة الكون والطبيعة، ويحدد الإسلام القواعد والمبادئ التي توفر الإطار المرجعي لصانعي السياسيات ورجال القانون لوضع الموازنات، والقرارات الواضحة لضمان التوازن بين المصلحة العامة والخاصة، ويضيف الكاتب" واجه الفكر الإسلامي إشكالات من خلال مفهوم إغلاق الاجتهاد من قبل علماء الدين في القرن الثالث الهجري، وكذلك تجاهل الابتكارات في نهاية القرن الثامن عشر وضح Kamali  بأن هذا الاغلاق كان جزءاً من حدوث فجوة بين الشريعة الإسلامية والظروف المتغيرة للمجتمع"، وهذا يتطلب التفكير لتطوير القوانين والمبادئ الإسلامية في حل القضايا المعاصرة بما في ذلك التغيرات المناخية العالمية، وتعزيز ثقافة الاجتهاد  الذي سماه الاجتهاد الأخضر تتطلب :

1 ـ تعلم التخصصات المتعددة، وتوحيد العلوم الاجتماعية والمادية.
2 ـ تفسير واستقراء التوازن بين المصلحة العامة والخاصة في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية.
3 ـ فهم القوانين الفيزيائية والاجتماعية "السنن" وترابطها. (ًص160).

 ختم الكاتب دراسته بالقول: تحتاج التنمية المستدامة في القرن الحادي والعشرين إلى تسخير كل من الثروة التكنولوجية والثقافية للأمم...ولقد كانت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووسائل الإعلام الاجتماعية المحفز لنشوء موجة الديمقراطية في الشرق الأوسط أو الصحوة العربية عام 2011م، فمن خلالها ظهرت المطالب بحكم رشيد " العدل"، ووعي جديد متزايد " الإحسان"، ورأس مال اجتماعي سليم" الأرحام" ومكافحة الفساد، وبرزت هذه المطالب من خلال أصوات الشباب في المجتمع، وتشكل جميعها الحمض النووي للاستدامة، بل هي التنمية المستدامة التي تنشدها المجتمعات(ص195).
التعليقات (1)
أبو فهمي
السبت، 11-03-2023 05:13 م
الكلام النظري وما ينبع عنه من """" نظريات """" كثير جدا وتم في أطوار البشرية كلها. نتكلم عن """" السلام """" لابن آدم وأنزل الله جل جلاله """"" الاسلام """"" لاراحة البشر من كثرة التفكير والتدبير فأ‘طاهم كل شيء في القرآن الكريم ولكن ابن آدم """"" شاذ """"" بطبيعته فهو يريد أن يكون له الفضل وليس """"" منفذا """"" للأوامر فقط. وهنا "" حطنا الجمال "" كما يقال. لماذا يشذ ابن آدم عن تنفيذ ما أمر الله الخالق الباريء المصور به ابن آدم؟ لأنه بالمقابل خلق له """" الفتنة """" لمعرفة مدى تحمله لأمره جل وعلا وهي """ المادة """ التي تفتنه عن الطريق القويم الذي أمره الله جل جلاله ابن آدم ليسير عليه لأمر الهي لا نعرف ماهيته ولا أي شيء عنه ولا أحد يستطيع أن يقول أنه يعرفه. والذي يجري في العالم اليوم أن المادة هي المسيطرة على كل شيء وهي أسباب البلاء الذي يلحق بابن آدم يوميا والى أن يشاء الله رب العالمين. فالمفكرين بالتنظير لايضعون النقاط على الحروف وانما يستعملون كلمات مبهمة يفسرونها على كيفهم ولا يفهمها الا """ نفر """ قليل ولا يطبقون أي نظرية للخلاص منها للسير على الطريق المستقيم لصالح البشرية !!!!!!!!!!!!!!! فلماذا """ وجع الرأس """" بأمور لايفهمها العامة ولا ينفذها """ الفهمانين """؟؟؟؟؟؟. وكما يقال """" دعوا الناس في غفلاتهم يرزق بعضهم بعضا الى أن يشاء الله رب العالمين جل جلاله """" ولا تتدخلوا بأمور الخالق جل جلاله.