أثار الإعلان الأخير عن التطور الجديد للذكاء الاصطناعي "جي
بيتي 4" جدلا واسعا، كونه يمثل قفزة أخرى إلى الأمام، لأن النسخة الجديدة تتميز
بأنها "نموذج رائع للوسائط المتعددة الأقل مهارة من البشر في العديد من
سيناريوهات الحياة الواقعية، لكنها جيدة مثل البشر في أداء العديد من المهام
المهنية والأكاديمية".
ونشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لأستاذ علم الإعلام والاتصال،
تشارلي بيكيت، قال فيه إن نسخة "جي بيتي 4" تغير الصحافة حول العالم، مشيرا
إلى أن النسخة الجديدة تعزز طريقة جمع وإنشاء وتوزيع المحتوى بطرق أكثر كفاءة
وفعالية، وهي بالفعل "الموجة التالية" من التغيير التكنولوجي.
ورأى أن الروبوتات لن تحل مكان البشر، على الرغم من أن النماذج
اللغوية الكبيرة في "شات جي بي تي" تبدو كأنها تفعل كل ما تطلبه منها، وكلما
استخدمناها وقمنا بتزويدها بالبيانات والأسئلة، زادت سرعة تعلمهم للتنبؤ بالنتائج.
اظهار أخبار متعلقة
واعتبر أن حديث الشركات الناشئة عن الاستعانة ببرامج الذكاء
الاصطناعي لإنتاج لإنشاء منتجات جديدة من شأنها أن تحدث ثورة في كل شيء، من الإدارة
القانونية إلى مشاركة التعامل والألعاب والتشخيص الطبي، بمثابة "رغوة
تسويقية".
وأشار إلى أن جميع الاختراقات التقنية يكون لها دورة ضجيج وعواقب
جيدة وسيئة غير متوقعة، لكن
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير حياة البشر، خاصة إذا
استخدمه المبدعون في الأزياء أو الهندسة المعمارية على سبيل المثال.
وأضاف: "الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي أو الأتمتة أو
معالجة اللغة الطبيعية، هو بالفعل جزء من عالمنا. على سبيل المثال، عند البحث عبر
الإنترنت، فأنت تستخدم خوارزميات تعتمد على التعلم الآلي ومدربة على مجموعات بيانات
ضخمة لتوفر لك ما تبحث عنه. الآن تسارع وتيرة التغيير. في عام 2021 وحده، تضاعف
استثمار الشركات الخاصة العالمية في الذكاء الاصطناعي، وأتوقع أن تتضاعف اختراقات
الذكاء الاصطناعي التوليدية مرة أخرى".
وتابع: لا أوصي بأن يستخدم أي شخص "شات جي بي تي" أو
"جي بي تي 4" لإنشاء أي شيء في الوقت الحالي، على الأقل ليس شيئا سيتم
استخدامه دون فحص بشري للتأكد من أنه دقيق وموثوق وفعال ولا يسبب أي ضرر".
ولا يتعلق الذكاء الاصطناعي بالأتمتة الكاملة لإنتاج المحتوى من
البداية إلى النهاية: إنه يتعلق بالزيادة لمنح المحترفين والمبدعين الأدوات
اللازمة للعمل بشكل أسرع، وتحريرهم لقضاء المزيد من الوقت فيما يفعله البشر بشكل
أفضل.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد الكاتب أن هناك بعض المخاطر الإضافية الحقيقية في استخدام
الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وشدد على أن الذكاء الاصطناعي سيُستخدم بالتأكيد لنشر معلومات مضللة
أو غزو الخصوصية، ولقد استخدمه الناس بالفعل لإنشاء طرق جديدة لاختراق أجهزة
الكمبيوتر.
"قد ترغب في استخدامها لإنشاء لعبة فيديو جديدة ورائعة، ولكن
ماذا لو استخدمها أحد الأوغاد الخادعين لإنشاء فيروس قاتل؟"
ونبه إلى وجود مخاطر لاستخدام الذكاء الاصطناعي؛ لأن شركة "
OpenAI"
نفسها أدرجتها في "بطاقة النظام" الخاصة بها، والتي تشرح القوى
والمخاطر الجديدة لهذه التقنية، وكيف سعت إلى تحسينها مع كل تكرار جديد.
وبرأي الكاتب، فقد فات الأوان لإعادة هذه التكنولوجيا "إلى
الصندوق مرة أخرى". لديها الكثير من الإمكانات لمساعدة البشر على مواجهة
التحديات العالمية.
ومن الأهمية بمكان أن يكون لدينا نقاش مفتوح حول التأثير الأخلاقي
والاقتصادي والسياسي والاجتماعي لجميع أشكال الذكاء الاصطناعي.