أخبار ثقافية

قضايا المجتمع التونسي في كوميديا ساخرة: "سبّق الخير"

سبق الخير هو مصطلح باللهجة العامية التونسية يستخدم عادة للدعوة إلى استباق الخير على الشرّ أو التفاؤل- الأناضول
سبق الخير هو مصطلح باللهجة العامية التونسية يستخدم عادة للدعوة إلى استباق الخير على الشرّ أو التفاؤل- الأناضول
لمّا قال أرسطو:"الذين يفكّرون يرون الحياة كوميديا والذين يشعرون يرونها تراجيديا"، لم يكن ليعلم أنّه سيأتي بعده أبو الفلسفة الحديثة رنيه ديكارت ليحفظ له التّاريخ الكوجيتو الشهير:"أنا أفكّر أنا إذن موجود". وللتّاريخ المصالحة بين الفكرتين: فالوجود ملهاة لمن يفكّر من منطلق أنّ تصوّر الحياة في قالب ملهاة هو محاولة لخلق سياق "عبثي" يسهّل عمليّة تقبلها بهدف تقويضها وتغييرها. ولعلّ هذا من أبرز وظائف الكوميديا السّاخرة، السوداء.

إنّ تقديم الواقع أو تمثّله في صور هزلية كوميديّة يتطلّب عمقا في التأمّل والتفكير وقدرة على دفع المتلقي للتفكير. وفي هذا السياق تكون كوميديا الموقف التي تضحكنا حدّ البكاء. وهنا يندرج حديثنا عن الكوميديا الساخرة "سبق الخير" لقيس شقير الذي تبثّه قناة نسمة التونسية في شهر رمضان.

اظهار أخبار متعلقة


هل فعلا أضحكنا "سبق الخير" حدّ البكاء على الواقع التّونسي؟

سبق الخير؟


"سبق الخير" هو مصطلح باللهجة العامية التونسية، يستخدمه التونسي عادة لما يدعو الطرف المقابل إلى استباق الخير على الشرّ أو التفاؤل خيرا.

وقد استخدم هذا المصطلح في السلسلة الهزليّة كلقب للشخصية المحورية "الباهي سبق الخير" والتي يتقمصها الممثل الكوميدي كريم الغربي.

الباهي سبق الخير: صورة لشاب تونسي يدخل إلى قصر قرطاج فيتسبّب في هروب الرئيس الراحل زين العابدين بن علي. الباهي هو "النّحس" الذي يطارد شخصيات السلسلة ويدمّرها.

سيّء الحظ، يصيب نفسه بالشرّ ويصيب الآخرين كذلك بشرّه. شخصية بائسة جدا. يضحكنا بؤسها وسذاجتها وتمثّلاتها السطحية للواقع. تدخل في مغامرات مع شريكها ياسر العاقل (يتقمص الدور الكوميدي لطفي العبدلي) فتقودهما رحلة البحث عن الكنز إلى أدغال شبكة إرهابية وبسذاجة يتخلّصان منها وينضمان للجيش ولما تتفطّن الحكومة بسرهما وهو الكنز يكون مصيرهما السجن، ونفس هذه الحكومة تقوم بإطلاق سراحهما أو تهريبهما قصد التفاوض معهما واقتسام الثروة المالية.

فسذاجة الباهي وشريكه ياسر تتقاطع مع سذاجة الحكومة في إدارة شؤون البلاد كما تطرحها السلسلة الهزلية وتنقلها كاميرا المخرج: فنرى شخصية مراد "فلوسة" سارق هاتف جوال رئيس الحكومة (الممثل مجد بلغيث) وهو يتسلّم منصب مستشار في حكومة الممثل كمال التواتي إلى حين تسلّمه منصب رئيس الحكومة. ونرى مجلسا وزاريا داخل المسبح.

اظهار أخبار متعلقة


يطرح "سبق الخير" الواقع الاجتماعي والسياسي في تونس منذ هروب الرئيس الراحل زين العابدين بن علي إلى اليوم. فقد اختزل مؤلّفو السيناريو: زين العابدين المستوري وأحمد الصيد وباديس السافي وقيس شقير، الوقائع التي مرّت بها تونس على امتداد اثنتي عشرة سنة تقريبا في قضايا أساسية: القطيعة التامّة بين مصالح الحكومة ومصالح الشعب، الفساد الإداري والمالي، الشباب المهمّش، الأزمة الاقتصادية والعجز التام. وقد تم بلورة هذه القضايا في صور هزلية جمعت بين كوميديا الموقف وكوميديا الشخصية وكوميديا السلوك.

لقد اخترق كتاب السيناريو الفضاء الخاص للحكومة وعرّوا كواليس الحكم والقرارات وسلّطوا الضوء على اعتباطية التعيينات وتوزيع المناصب وغياب السياسات العموميّة للإصلاح وراوحوا بين الواقع والمتخيّل بلعبة يمتزج فيها ذكاء العبارة مع ذكاء الأداء.

واخترقت كاميرا المخرج قيس شقير، تفاصيل دقيقة ومعبّرة في حركات الممثلين وسلوكهم ومواقفهم المبنية على التناقضات. وترجمت العبارة في زوايا التقاط الصور وأظهرت ما لم يعبّر عنه المنطوق. فالاتصال غير اللفظي أو اتّصال الصورة حمّال بالكثير من المعاني التي تسمح للمتلقي بإشباع فضوله للإطّلاع على ما تبيحه له الصورة وفضوله أيضا للضحك بتفكيك رمزية هذه الصورة أيضا.

اظهار أخبار متعلقة


سبق الخير: تصعيد وتفجير لمكبوتات الشارع التونسي!


لعلّ من أبرز التعريفات للكوميديا ما طرحه سيغموند فرويد: فرأى أنّها تفجير لإمكانات التعبير عن مشاعر أو سلوكات هي في العادة مكبوتة، ونوع من التصعيد حسب نظرية الاسترخاء التي طرح من خلالها أفكاره حول الكوميديا. فتفجّر الكوميديا طاقات كانت تشكّل ضغوطات مكبوتة داخل الإنسان بهدف تحقيق التوازن النفسي. والضغوطات ناتجة عن القيود التي تكبّل الإنسان في تفاصيل حياته اليومية من قواعد وقوانين واتفاقات تفرضها السلطة وتهيمن بها على خياراته.

من هذه الزاوية تكون الكوميديا الملجأ كلعبة حرة ومتحرّرة مع اللغة والجسد والمشاعر والأفكار السائدة، لعبة تعيد تنظيم وترتيب كتل المشاعر والأحاسيس للإنسان في علاقته بعالميه الدّاخلي والخارجي. وهو دور الكوميديا.

مواقف ساخرة مضحكة حتى البكاء. تلاعب بالعبارة ومتناقضاتها. تلاعب بالحركة والإشارة المحمّلة بالرموز. مزج لقول وحركة في جسد بات كالشبح في نظراته وانتكاسته وهامشيته. قطيعة تامّة بين مشروع الحوكة وانتظارات المواطنين.

اظهار أخبار متعلقة


حين يخاطب العمل الإبداعي خيال المتلقي


حين تشتدّ الأزمة وتتعمّق، تتكوّن لدى الفرد نزعية تخييلية يتسلّى بالإبحار فيها ولو سرّا. وربما لهذا السبب وعادة ما نرى أنّ أفلام الرعب وأفلام الخيال العلمي تشهد نسب مشاهدة عالية جدا.

فالإنسان يهرب من الواقع للخيال. يسمح لنفسه أن يتقمّص شخصية الفقير البائس حين يسكنه الخوف من المستقبل. ويسمح لنفسه أيضا أن يكون في شخصية صاحب رؤوس الأموال حين يشتدّ به الطموح ويستشرف مستقبله ويرى نفسه في صورة المتسلّط والحاكم. وأحيانا يسرح به خياله كثيرا وينقله في زيارة إلى قصر الرئيس ويبني لنفسه حتى حوارات متخيلة مع الرئيس. لكلّ منا مساحة من الوهم يبنيها لثانية للحظة قصيرة حتى يعبث بواقعه قليلا ويشعر أنّه المتحكّم فيه وليس خيالا.

فلا يضع حدودا لسلوكاته في مخيلته ويركّب تفاصيل الأشياء ويغيّر أدوارها ويختار لنفسه ما لا يجرؤ عليه في الواقع.

هذه المساحة التي تختلف من فرد إلى آخر وتتحكّم فيها العديد من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والسياق الخاص والعام، هذه المساحة هي التي تجرّأ سيت كوم "سبق الخير" على اختراقها وأخرج الوهم في شكل شخصيات وأخرج رغبات الإنسان في شكل سلوكات وعملق الأحلام البسيطة والأحلام الساذجة فساوى بين سارق الهاتف الجوال في الحافلة ورئيس الحكومة. لقد اخترق المخيال الشعبي وأخرجه وحرّكه في سياق تونسي يتعطّش فيه الشارع للتغيير وتحقيق الانتقال الديمقراطي وضمان حياة كريمة منذ اندلاع الثورة التونسية.

إنّها انتظارات الشارع التونسي منذ أن خرج ذات ربيع عربي وتتالى عليه كلّ ربيع وهو يراوح مكانه وكلّما مرت السنوات تراجع النمو واشتدّت الأزمة و في المقابل ازدادت القطيعة بين الحكومة والشعب.

إذ يلتهي رئيس الحكومة في سيت كوم "سبق الخير" عن الشعب، ويوظف حكومته في أداء مهامّه الخاصّة هوسا بالرّفع من شعبيته بمختلف الطرق وعبوديّة الأرقام. فنراه مرّة مع وزير الداخلية يزعم احتكاكه بالشعب في وسيلة نقل عموميّة ويلتقط صورا لاستعراضها في المنصات الرقمية ووسائل الإعلام التقليدية ترويجا لصورة المسؤول "المحتك" بالشعب. وتارة نراه في خطاب بملابس شبابية بنية استقطاب الشباب والتعبير عن الإحساس بهم.

تذكّرنا السلسلة بواحدة من استراتيجيات تلاعب السلطة بعقول الجمهور وباستخدام الميديا والتي طرحها نعوم تشومسكي وهي إلهاء الشعب بقضايا جانبية من أجل أن تربح الحكومة الوقت في تطبيق مآربها. ففي مجلس وزاري تقترح شخصية رئيس الحكومة إلهاء الشعب التونسي ببعض القضايا الجانبية حتى لا يتمّ التركيز على القضايا الأساسيّة.

ربّما لم تخطئ إحدى شخصيات السلسلة الهزلية حين سألت باستنكار واستغراب وباللهجة العامية التونسية: "علاش نحنا عنا حكومة في تونس؟".

الضحك هو ظاهرة اجتماعية وثقافية تختلف من مجتمع إلى آخر، فالضحك متعدد الأشكال ومتعدد الوظائف ومتعدد المعاني ولكنّه يظل أداة اتصال تخترق الحواجز لتنطق بهموم الواقع وهواجس المواطن وتلعب بهزل بغاية التفكير جدّيا في التغيير بعد 12 سنة من اندلاع الثورة التونسية ولم تتحقق حتى خارطة طريق لتحقيق أهداف الثورة.

هذه وظيفة الفن. وهذه رسالة الفنانين الذين شاركوا في هذا العمل وهم من أبرز الممثلين في تونس: كمال التواتي ولطفي العبدلي وكريم الغربي وفاطمة سعيدان وفتحي العكاري وسفيان الداهش ومجد بلغيث ولطفي بندقة ورياض النهدي وإكرام عزوز ورشا بن معاوية وأحلام الفقيه ولطيفة القفصي. ونقطة الالتقاء هي الحاجة للتغيير العاجل.
التعليقات (2)
نسيت إسمي
الأحد، 16-04-2023 12:58 ص
'' واحد سأل صاحبو قالوا كيفاش دخلت للسينما بلاش تذكرة؟ قالوا الثاني دخلت بظهري ظنوني خارج؟ '' 7 ـ (فيلم كوميدي جزائري) حظي الفيلم السينمائي الجزائري الكوميدي "مسخرة" بإعجاب منقطع النظير من المشاهدين الروس ومن دول الجوار، حيث جمعت نسخة مدبلجة في موقع يوتيوب أكثر من 700000 مشاهدة في وقت قصير. وأجمعت التعليقات على الإشادة بالفيلم من جميع جوانبه، من حيث القصة والأداء والأجواء، حيث قالت واحدة إنها شاهدته في نفس واحد، وبابتسامة على الوجه، ولفت آخر إلى أن الفيلم يبعث على الابتسام لا الضحك، لكنه يستحق المشاهدة. وكتب أحد المعلقين ويدعى فاديم أن الفيلم رائع بلا شك، مشيرا إلى أنه تنقل بين عامي 2008 ـ 2013 بالسيارة بين الجزائر وتونس، لافتا إلى أن الجمال الأخاذ الذي تتمتع به الفتيات والنساء المشاركات في هذا الفيلم السينمائي، يختلف قليلا عن الواقع كما هو الحال دائما في كل مكان. ورأى معلق يدعى بافل أن الفيلم الجزائري "مسخرة" كوميديا خفيفة طيبة، تترك في النفس مشاعر رقيقة بعد مشاهدتها، فيما كتب فاسيلي قائلا إن الفيلم ممتع من جهة أنه من ثقافة أخرى، وأن شخوصه إيجابيون جميلون. واستخلصت إحدى المعلقات أن الفيلم يريد إيصال رسالة تقول، لا تصدق كل ما تسمعه، واصنع قدرك بنفسك. وأشار عدد من المعلقين إلى أن بطل الفيلم، ويدعى منير يشبه المطرب والموسيقي البريطاني الشهير، فريدي ميركوري، وكان من الأفضل لو أنه هو من أدى دوره في فيلم " الملحمة البوهيمية". وفيما أفاد أحدهم بأنه شاهد الفيلم الجزائري من شدة إعجابه 3 مرات، قال آخر إن البشر هم ذاتهم في كل مكان، يبحثون عن السعادة واصفاً الفيلم بأنه أكثر من رائع. الجدير بالذكر أن فيلم "مسخرة" من أفلام السينما الطويلة، كان أنتج في عام 2008، وهو حائز على جائزة المهر العربي بمهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الخامسة. وتدور أحداث هذا الفيلم الكوميدي الخفيف في منطقة نائية في الجزائر، حول فتاة جميلة مصابة بمرض النوم الذي تسببه ذبابة تس تسي.. وهي تنام فجأة وفي كل مكان في مواقف لا تخلو من طرافة. حول هذه الفتاة وأخيها، الشخصية الرئيسة تدور الأحداث والمواقف، داخل نسج جميل من العواطف الرقيقة في قصة حب بين الفتاة المصابة بداء النوم وتدعى ريم وحبيبها الفقير والعصامي خليفة. ويمكن وصف هذا الفيلم بأنه نجح بتلقائية وعفوية كبيرة في إبراز المواهب الجزائرية في هذا المجال، وعكس جوانب من العادات والتقاليد السائدة بطريقة ملفتة ومقنعة، مع سخرية مبطنة في أحداثه تعكس الصراع بين الحب والجشع، بين الصدق والكذب، وفي أجواء من الطبيعة الجزائرية الصحراوية الساحرة. 8 ـ (ياسر العظمة نال شهرة كبيرة ونجاحا عبر مسلسله "مرايا") و"مرايا" مسلسل سوري ناقد في إطاري كوميدي، وهو متعدد الأجزاء حيث بدأ في عام 1982، وكان آخرها مرايا 2013. وحقق المسلسل نجاحا باهرا، وعرضت أجزاؤه القديمة والحديثة على فضائيات عربية عدة منذ الثمانينيات وحتى اليوم. 9 ـ (الفنان السوري دريد لحام “لم يعد هناك كوميديا”) في تصريح خص به “صدى البلد” المصرية، أنه “لا يوجد خليفة له في الفن وانه من الممكن أن يكون هناك فنان اهم منه ولكن لن يشبهه”، مؤكدا أنه: “في الماضي كانوا يقولون إن الفنان عبد الحليم حافظ وقف ضد وصول فنانين، ولكن رحل عبد النحليم هل له خليفة الآن..الإجابة هي لا، وحتى لو هناك أصوات أفضل منه ولكن لن تجد بينهم عبد الحليم، لأن الفن لا يورث”. وفي التصريج ذاته، جوابا عن عن الكوميديا التي تقدمها الأجيال الجديدة من الممثلين، أكد دريد لحام أنه “لم يعد هناك كوميديا”، وعلق الفنان السوري قائلا: “الكوميديا تأتي من تصرف الممثل والواقعية وليس من الإفيهات الغريبة التي يتداولوها على الشاشة والتي تنبع من نص غير محكوم، وأوجه تحية واحترام لكل من أضحكونا. 10 ـ ("بئيس الديس".. عزيز الفاضلي يرحل تاركا وراءه ذكريات نشرة جوية مميزة) والفاضلي دخل إلى بيوت المغاربة من بابها الواسع في الثمانينيات من خلال بوابة النشرة الجوية، التي قدمها بطريقة مميزة، تجمع بين خفة الدم، وروح الدعابة، وإخبار المغاربة بأحوال الطقس، فأصبحت، آنذاك، أكثر البرامج مشاهدة من طرف الجمهور. وبعد شهرته الكبيرة في تقديم النشرة الجوية، غير عزيز الفاضلي القبعة، وأطل على الجمهور المغربي هذه المرة كممثل، مجسدا دورا راسخا في مسلسل “صور عائلية” التلفزي، الذي قدم فيه دور “بئيس”، أو “بئيس الديس”، كما كان ينادى عليه في المسلسل. وبروز عزيز الفاضلي في دور “بئيس”، لا يعني أنه لم يقدم أعمالا أخرى ناجحة، من بينها الأدوار، التي لعبها الراحل في فيلم “عرس الآخرين” للمخرج حسن بنجلون، و”الأبواب السبعة” للمخرج مصطفى الدرقاوي.
نسيت إسمي
الجمعة، 14-04-2023 03:04 ص
'' قال أرسطو:"الذين يفكّرون يرون الحياة كوميديا والذين يشعرون يرونها تراجيديا" '' 1 ـ (يفكرني بالأطفال لما يلعبو كورة و مضطرين يلعبو معاهم صاحب الكرة و هو ما يعرف يلعب.. هههه) دخل إثنان من اللصوص قصراً؛ و بعد أن فتّشا ما فيه وجدا الخزنة ؛ ففتحها اللص الكبير بخبرته دون الحاجة إلى أي كسر؛ و إذا بهآ ممتلئة بالمال... أخرج اللص المال و جلس على أحد الكراسي حول طاولة و قال للص الأصغر المتدرب: أخرج من جيبك ورق الشدة. إنبهر اللص الشاب و قال: لنهرب فوراً؛ الآن يشعرون بنا و إذا أردت اللعب نلعب في بيتنا. فنهره اللص الخبير بشدة و قال: أنا القائد.. إفعل ما أقوله لك.. و إفتح البراد و أحضِر ثلاثة علب بيبسي و ثلاث كؤوس!!! أخرج الشاب الورق خائفاً و بدأ يلعبان و يشربان.. قال اللص الخبير: شغّل التلفاز و إرفع صوته للأخير تردد الشاب و هو مذهول و ظنّ أنّ صاحَبه قد جُن.. و صار يرتعد خوفاً لأنهم سيقبضون عليهما و يلقون بهما في السجن.. إستيقظ صاحب القصر و أمسك بيده مسدساً و قال: ماذا تفعلان أيها اللصوص؟ إياكم أن تأتون بأية حركة و إلا قتلتكم... لم يكترث اللص الخبير بل قال لصاحبه الشاب: إلعب إلعب.. و لا تُعِرهُ إهتماماً. إتصل صاحب القصر بالشرطة؛ فحضرت الشرطة فقال لهم صاحب القصر: هؤلاء لصوص و هذه هي أموال آلتي سرقوها من منزلي أمامهم!!! فقال اللص الخبير للشرطة: هذا الرجل كذاب.. لقد دعانا لنلعب معه.. و قد لعبنا فعلاً و فزنا عليه.. و لما خسر كل أمواله أخرج مسدسه و قال: إما أن ترجعوا أموالي أو أتصل بالشرطة و أقول لهم أنكم لصوص!!! نظر الضاط إلى علب البيبسي الثلاتة، و المال المنثور على الطاولة، و نظر إلى التلفاز و صوته المرتفع، و إلى اللصوص و هم يلعبون الورق غير مكترثين بأحد فقال لصاحب القصر: إنك تلعب القمار في بيتك؛ و عندما خسرت إتصلت بنا.. إن عدت لذلك مرة أخرى رميتُك في السجن!!! ثم تجه الضابط إلى الباب ليخرج؛ فقال له اللص الخبير: سيدي... إن خرجت و تركتنا هنآ قد يقتلنا.. فخرج اللصان من المنزل و معهما الأموال و بحماية الشرطة!! و هكذا يسرق الكبار ثروات العالم تحت حماية الأمم!!!. 2 ـ (الثنائي المغربي بزيز وباز: فن خالد وضحكات أبدية) في تاريخ الفن المغربي خصوصاً والعربي بشكل عام، يبقى اسم الثنائي بزيز وباز محتفظاً بمكانته كأحد الأسماء الرائدة والسبّاقة في نوع فني خطير، يقل وجوده في بعض البلدان العربية، وينعدم تماماً في بعضها الآخر، وبالإضافة إلى وجوده القليل، فإن تقديمه على مثل هذه الدرجة من الإتقان الظاهرة لدى بزيز وباز، قد لا يتحقق أو يكون نادراً على أقل تقدير. فعندما كان يقف أحمد السنوسي "بزيز" إلى جوار حسين بنياز "باز" على خشبة المسرح ويمسك كل منهما بميكروفونه أمام الجمهور الهائل، كان يحدث شيئاً صادقاً وقوياً وممتعاً إلى حد كبير، وتكتمل العملية الفنية والتجربة الشعورية المرتبطة بها، لدى الفنان والمتلقي على السواء، فإن فن بزيز وباز هو من أقرب الفنون إلى الجماهير، لا لكونه يقدم على المسرح ويقترن بالتلاحم المباشر مع الناس، لكن لصلته الوثيقة بالحياة اليومية للمواطن وانغماسه في تفاصيلها. وهو فن لا يتملق السلطة، ولا يتملق الجمهور أيضاً، يلتزم بالكلمة الشريفة والقول الأمين المسؤول، والرسائل، رغم قوتها البالغة ليست فجة أو مسيئة، توقظ الجميع. يعد سكيتش «الكاميرا شاعلة» من أشهر سكيتشات بزيز وباز وأجملها وألطفها أيضاً، والأكثر قرباً من الجمهور غير المغربي، بسخريته القوية من ذلك التناقض الموجود لدينا في بعض أوطاننا العربية، بين الصورة على أرض الواقع، والصورة التي يتم تصديرها عبر وسائل الإعلام. فعندما تكون الكاميرا شاعلة، تكون الأسعار رخيصة، وسلة الخضروات غير فارغة، والكباش معقولة الأثمان، وكذلك الأسماك، ويكون المواطن راضياً عن كل شيء، حتى عن السهرات التلفزيونية التي يفهمها جيداً، وإن كانت عبارة عن فيلم أمريكي تصاحبه ترجمة بالفرنسية مكتوبة أسفل الشاشة. في الاسكيتش يلعب حسين بنياز دور المذيع الذي يوجه الأسئلة إلى مواطن عابر، يلعب دوره أحمد السنوسي، بأداء يجمع بين التماشي مع الواقع الذي يفهمه جيداً، ويدركه تماماً، وتماشيه معه ليس استسلاما بقدر ما هو يأس ممزوج بالسخرية العميقة، فهو قبل أن يجيب على أي سؤال يوجهه إليه المذيع، يسأله أولاً: «الكاميرا شاعلة؟ باقا شاعلة؟» ومن أجمل ما يحدث في هذا الاسكيتش هو وجود حوار كلامي واضح بينهما، بالإضافة إلى حوار آخر بصري غير منطوق، وتكرار سؤال الكاميرا شاعلة بتنغيم معين من أحمد السنوسي يحمل الكثير من المعاني، وكذلك رد حسين بنياز عندما يجيبه قائلاً: شاعلة. 3 ـ (من الداسوكين والزعري”إلى السفاج و مهيول) من ابرز الثنائيات التي عرفها المغرب وقد اضحكانا و ما زالا من الاعماق باسكتشاتهما التي كانت تبث عبر التلفزة أو الراديو فهم مثال للفنان الفكاهي المتجذر في هذا الفن أضحك الجماهير ببساطته الفنية الجميلة، كانوا يعالجون مواضع اجتماعية التي عاشها المغاربة بما يقع خصوصا في البادية فلا يمكن الحديث عن الكوميديا في فترة الثمانينات وحتى التسعينات، دون ذكر الثنائي الشهير “الداسوكين والزعري” .. إلى الهاربان السفاج و مهيول 1997، ضحى بجهده ووقته من أجل أن يستمر بريق هذا الفن بمدينة المحمدية، ممثلا المغرب في عدد من المحافل الوطنية والدولية. أنه الفنان إبن مدينة المحمدية الذي نشأ فيها وترعرع بين أزقتهآ الفنان محمد مهيول..هذا الإسم الذي طاله النسيان هو وصديقه بوشعيب السفاج، ورغم كل هذا التهميش والمعاناة يأبى إلا أن يقاوم من أجل البقاء، من أجل المزيد من الإبداع، المزيد من الحضور في المهرجانات الوطنية رغم قلتها، يتمنى ككل فنان مغربي أن لا يعاني من البطالة وأن يعيش بكرامة ككل مواطن مغربي. 4 ـ (مسرحية جار و مجرور2000) في إطار الكوميديا الساخرة، تدو رالمسرحية حول المرشح الانتهازي الوصولي الذي حوّل خادمة بيته حليمة المثقفة إلى معلمة خاصة تعلمه فن الخطابة أمام الجماهير، وتسعى جاهدة إلى بناء الشخصية السياسية لـ”الحاج”؛ المرشح للانتخابات البرلمانية باسم حزب “السلحفاة”، لكن صهره مصطفى، الكاتب الصحافي، سينتقده بقوة وسيساند مرشحا خصما لصهره الحاج، إخراج: عبداللطيف الدشراوي تأليف: محمد الجم. 5 ـ (لالة فاطمة 2001) ضمت السلسلة الكوميدية ثلة من كبار الفنانين المغاربة، يتقدمهم الراحلان خديجة أسد "لالة فاطمة" وزوجها في الواقع أيضا، سي أحمد بن زيزي "عزيز سعد الله" سلسلة كوميدية اجتماعية مغربية من ثلاث أجزاء تحكي واقع عائلة مغربية بمشاكلها وأفراحها وأحزانها. لمن لم يدخل من قبل منزل أسرة بنزيزي، ذات المواقف الساخرة واللحظات المرحة التي تصنعها شخصيات السلسلة، ومنها خادمة الأسرة «عيشة» بدأت للا فاطمة بإعداد الحلويات المنزلية وبيعها لبعض من معارفها وشيئا فشيئا كبرت طموحات المرأة وكبر مشروعها أيضا، حيث صارت تزود الأعراس والحفلات الكبرى بما تحتاجه من حلويات تقليدية ولأن المرأة تحتاج إلى محل لعرض منتجاتها، فقد قامت بتحويل محل كراء الأفلام الذي كان يشرف عليه جبور، إلى متجر، يشرف عليه شاب يدعى زنجلان ومن جانب آخر صار لأسرة بنزيزي جارة جديدة هي السيدة نادية التي لا تتوانى لحظة عن مضايقة الأسرة بمشاكلها وطبعها غير الاجتماعي لا أحد من أسرة بنزيزي يطيق كلام السيدة نادية، التي لا تجد حرجا في تكرار الزيارات. تدور أحداث "السيتكوم" حول عائلة "بن زيزي"، وهي أسرة من الطبقة المتوسطة تقطن بالدار البيضاء، تتفاعل مع عدد من قضايا المجتمع المختلفة، كحقوق المرأة والعلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة والجيران. 6 ـ ("الموجي" العلامة الضاحكة التي لا تنسى في تاريخ السينما والمسرح والتليفزيون) قال الفنان نجاح الموجي الراحل إن اسمه الحقيقي عبد العطي محمد الموجي وإن سبب التسمية قال "نجاح ده اسم أخويا الله يرحمه.. هو اللى ربانى وصرف عليا وماستخسرش فيا أى حاجة .. فـ أنا قلت عايز أنجح عشان أخلد إسمه وأى نجاح ليا يبقى منسوب له؛ حتى وهو متوفى". نجاح الموجي أشتهر بشخصية "ابن البلد: مستفيدًا من تجربته الشخصية، فهو ابن الطبقة الوسطي الذي نشأ في أسرة مصرية مكافحة وسط 14 شقيقًا، نجاح الموجي فقد 11 شقيقًا من هولاء الأخوة في حياته. "الموجي" رغم وصوله لدرجة وكيل وزارة الثقافة، كان يشتهر بالسخرية اللاذعة وهو ما جعله يدخل في أزمة قضائية مع الفنانة أنغام بسبب سخريته منها في مسرحية "لا مؤاخذة يا منعم"، كما كان الموجي شديد الاعتزاز بموهبته الفنية، وهو ما جعله يرفض العديد من الأدوار لمدة تجاوزت الـ4 أعوام، بعد مشاركته في مسرحية "المتزوجون عام 1981" مع سمير غانم، والنجاح الساحق الذي حققه دور "الواد مازيكا". من أشهر الأعمال السينمائية التي شارك فيها الموجي، أفلام: وضع بصمته الخاصة على كل أدواره، ولذلك لم يكن مفاجئا تتويجه بجائزة أحسن ممثل في مهرجان دمشق عن دوره في فيلم "أيام الغضب"، ينما شارك نجاح الموجي في بطولة عدد كبير من الأفلام والمسلسلات منها أربعة في مهمة رسمية، الحب فوق هضبة الهرم، الكيت كات، 131 اشغـال، الحريف، أما المسلسلات بوابة الحلواني وأهلا بالسكان ، العائلة ، مشوار و غيرها.