أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "
غالوب" للتحليلات والاستشارات الأمريكية أن
السعودية تحظى بشعبية في 13 دولة مسلمة على حساب
إيران، مع التقارب الذي تعرفه
العلاقات بين البلدين.
وتستند نتائج هذه الاستطلاعات إلى المقابلات الهاتفية والشخصية التي أجريت طوال عام 2022 مع عينة عشوائية من حوالي 1000 شخص، تتراوح أعمارهم بين 15 عامًا فأكثر، في 13 دولة مسلمة، بهامش خطأ قدرته المؤسسة بـ ± 3.5 إلى ± 4.3 نقطة مئوية عند مستوى ثقة 95 بالمئة.
وبعد سنوات من العداء، بدأت السعودية وإيران خلال الفترة الماضية في إجراءات إعادة فتح سفارتيهما في طهران والرياض، في أحدث خطوة نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين.
يأتي الانفراج بين مصدري الطاقة الرئيسيين في أعقاب صراع امتد لعدة عقود من أجل النفوذ الإقليمي، وغالبًا ما اتسم بالحرب بالوكالة. لكن بينما أثبتت إيران نجاحها إلى حد كبير في تعزيز حلفائها العسكريين في الدول المجاورة، تظهر بيانات "غالوب" أن السعودية تحتفظ بشعبية في الدول المسلمة، على عكس إيران.
في 13 دولة ذات أغلبية مسلمة تمتد من المغرب إلى باكستان، كان متوسط الموافقة على قيادة السعودية في عام 2022 أعلى بكثير من القيادة الإيرانية، بواقع 39 بالمئة لقاء 14 بالمئة. في المقابل، أعرب 66 بالمئة من المستجوبين عن رفضهم لقيادة إيران، مقابل 48 بالمئة لا يدعمون قيادة السعودية.
كما أظهر استطلاع الرأي أن السعودية أكثر شعبية من إيران في جميع البلدان التي شملها الاستطلاع، حيث تبرز الكويت وليبيا في تفضيلهما للمملكة.
وفي الكويت المجاورة، يسلط فارق الموافقة البالغ 47 نقطة مئوية لصالح السعودية الضوء على العلاقة الوثيقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وشركاء أوبك، في حين يبلغ فارق الشعبية 41 نقطة في ليبيا لصالح المملكة.
في حين أن فارق الشعبية لصالح السعودية كان واضحا في جميع الدول، فإن الاختلاف كان ضئيلا جدا في تركيا، حيث يترجم الرفض القوي لكل من المملكة العربية السعودية وإيران إلى ميزة موافقة من ثلاث نقاط فقط للمملكة.
في المقابل، لم تحظ القيادة الإيرانية بالدعم سوى في باكستان بنسبة 50 بالمئة، فيما لم تتجاوز نسبة الدعم أكثر من ربع سكان بقية البلدان التي شملها الاستطلاع، مما يجعل القيادة الإيرانية لا تحظى بشعبية بين الدول الـ 12 الأخرى.
كما أظهر استطلاع الرأي أن البلدان التي كان لإيران فيها التأثير الأكبر تعارض القيادة الإيرانية، حيث بلغت نسبة الرفض في العراق 86 بالمئة، وفي اليمن 80 بالمئة ولبنان 73 بالمئة.
وعلى عكس السعودية ومعظم دول المنطقة، فإن إيران ليست عربية وغير سنية. لكن في حين أن السكان الشيعة في لبنان يمنحون إيران مستويات عالية نسبيًا من الدعم (58٪ موافقة مقابل 39٪ رفض)، فإن المسلمين الشيعة في العراق لا يؤيدون طهران (17٪ مقابل 83٪)، مما يؤكد مصدرًا رئيسيًا للزعيم الوطني العراقي مقتدى الصدر، بحسب استطلاع الرأي.
اظهار أخبار متعلقة
وخلص استطلاع الرأي إلى القول إنه "إلى جانب كونها أهم منتج للنفط في العالم، تظل المملكة العربية السعودية تتزعم العالم الإسلامي"، مضيفا أن "الشعبية النسبية التي تتمتع بها المملكة في المناطق المباشرة والمحيطة تجعلها شريكًا لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة".