رأت
صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من "حزب الله"، أن رئيس
الإمارات محمد بن زايد، لا يروق له تعاظم الدور السعودي بقيادة ولي العهد محمد بن
سلمان، مؤكدة أن أبوظبي تقوم بأدوار تفوق حجمها بكثير، في ظل الخلاف مع الرياض.
وأشارت
إلى أن الصراع بين حاكمَي الإمارات والسعودية، لا يقتصر على الدور، وإنّما يتناول
أيضاً الخيارات؛ فالذي تريده الأولى، لا يناسب الثانية، وهذا ما تجلّى واضحاً في
توجّه الأخيرة نحو الاتفاق التاريخي مع إيران، في الوقت الذي تُمعن فيه أبو ظبي في
الخيار الإسرائيلي، وإن كانت قد حدت من غلوها العلني فيه.
ورأت
أن الإمارات لم تكن لتنال دورا تاريخيا، لولا
السعودية التي لم تعد تريد إعطاء
أدوارها لأحد في الوقت الحالي، بل إن
ابن سلمان قطع شوطا كبيرا ودفع مالا كثيرا
لتحضير الأجواء للقيام بالدور الذي تقوم به الإمارات نيابة عن بلاده بالذات.
واعتبرت
الصحيفة أن غياب
ابن زايد عن القمّة العربية في جدة لم يكن سوى أحد التعبيرات
الصارخة عن عمق التأزّم في العلاقة مع ابن سلمان، والذي لم يعُد ممكناً إخفاؤه، أو
العودة به إلى الخلف.
ولفتت
إلى أن استمرار تأزم العلاقة يمكن أن يؤثر على المدى الطويل على دور الإمارات
ومكانتها بصورة سلبية جدّاً، ما يضع ابن زايد أمام خيار الاستسلام لابن سلمان أو
المواجهة.
ونبهت
إلى أن القمة التي أرادت الرياض تقديمها بوصفها قمة "طي الصفحة"، أظهرت
الخلافات العميقة المستجدّة بين حاكمي الدولتين والتي تطاول الخيارات السياسية
لكليهما، على خلفية جدواها في بقاء وازدهار كلّ من نظامَيهما، لا مبدئيّتها.
وبحسب
الصحيفة فإن السعودية تنبهت إلى فخ التطبيع مع إسرائيل المنصوب لها، ولذا انتقل ابن
سلمان، بعد التغييرات الداخلية، إلى محاولة ترتيب أوضاعه في الإقليم، بالتصالح مع
المحيط، ولا سيما إيران، من خلال سياسة "تصفير المشكلات".
ورجحت
صحيفة "الأخبار" أن استمرار المعركة وخروجها إلى العلن ستكون قاسية
جداً، لكن نتائجها قد لا تظهر سريعاً، بما قد يوحي به حجم المملكة وإمكاناتها
الهائلة. ذلك أن أبو ظبي أثبتت هي الأخرى، خصوصاً بعد "الربيع العربي" قدرتها
على إثارة المشكلات وتمويلها بالاتفاق مع آخرين، معتبرة أن ما يحصل في السودان جاء
من الإمارات ضد السعودية ومصر تحديدا.