صحافة إسرائيلية

دعوات إسرائيلية لتكثيف التنسيق الأمني مع مصر لتجاوز هجوم الحدود

الجنرال عاموس جلعاد قال إن التعاون الاستراتيجي بقيادة السيسي ساهم بإضعاف التهديد الأمني في سيناء رغم أنه لا يزال موجودا- صحيفة إسرائيل اليوم
الجنرال عاموس جلعاد قال إن التعاون الاستراتيجي بقيادة السيسي ساهم بإضعاف التهديد الأمني في سيناء رغم أنه لا يزال موجودا- صحيفة إسرائيل اليوم
طالبت أوساط أمنية وسياسية إسرائيلية بتكثيف التعاون والتنسيق الأمني مع مصر، وذلك لتجاوز الهجوم الذي وقع على الحدود المشتركة السبت، وأودى إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين.

وسارعت حكومة الاحتلال إلى التأكيد على أن الهجوم لن يؤثر على العلاقات الثنائية مع مصر في ظل حكم رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، رغم مطالبتها بتحقيق مفصل وشفاف بين الطرفين.

سمدار بيري محررة الشؤون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت، ذكرت أن "الهجوم الدامي وقع في وقت حرج بالنسبة لعلاقات مصر وإسرائيل بشكل خاص، ومع دول الشرق الأوسط بشكل عام، ولم يكن عبثا تجنب الناطق العسكري المصري الكشف عن اسم الجندي المنفذ، وإصراره على أنها حادثة ملاحقة مهربي المخدرات، رغم أن الحقيقة بالطبع بعيدة كل البعد عن ذلك، مع أنها ليست المرة الأولى التي يطلق فيها جنود مصريون الرصاص على إسرائيليين".

اظهار أخبار متعلقة


وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الهجوم حصل بالتزامن مع مشاهدة الطائرات والمروحيات الإسرائيلية في سماء سيناء، بعلم وموافقة المصريين، لكن الهجوم الحالي يأتي في وقت يتعقد فيه النشاط المشترك في مواجهة الاستعدادات المصرية لما هو ممكن، فيما يتم تقديم الجندي المصري على مواقع التواصل الاجتماعي كبطل، وتبذل إسرائيل قصارى جهدها للبقاء على اتصال مع مصر في السياقات الأمنية والاقتصادية".

وأوضحت أن "هجوم العوجا لن يمر بسهولة بين الجانبين، لأنه بعد قرابة خمسين عامًا من السلام بينهما، حتى لو كان باردًا، فإن التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال سنوات حكم السيسي أعمق مما تم التوصل إليها مع أسلافه، بما في ذلك القضايا الأمنية، وسبق لمسؤولين كبار في تل أبيب أن حذروا نظراءهم في القاهرة من خطورة تواصلهم مع نظرائهم في طهران، مع إمكانية إقامة سفارات مصرية وإيرانية، في نفس الوقت الذي توجد فيه سفارة إسرائيلية في القاهرة".

وختمت بالقول إن "العلاقات الإسرائيلية المصرية مهمة للغاية بالنسبة للأنشطة المشتركة مع حماس في غزة، والتعاون في القضايا المتعلقة بالعالم العربي بأسره، ما يجعل هجوم العوجا تحدّيًا إسرائيليا ليس سهلاً على الإطلاق".

الجنرال عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة الأمنية والسياسية بوزارة الحرب، زعم أن "عملية العوجا الخطيرة أكدت أنه لا بديل حقيقيا للعلاقات الاستراتيجية المهمة التي تقوم على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وسيتم التحقيق فيه بدقة، واستخلاص الدروس العملية منه في سلسلة طويلة من القضايا في السياق الأوسع، ومن هنا تبرز الأهمية الكبرى للعلاقات الثنائية، وفي مضمونها الثقة والتعاون العملياتي والعسكري الذي تطور بين الجيشين الإسرائيلي والمصري، والمنظومة الأمنية بكافة مكوناتها بين القاهرة وتل أبيب".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف في مقال نشره موقع القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "عملية العوجا سلّطت الضوء على ما شهدته السنين الطويلة من تطور الروابط المصرية الاسرائيلية وفق مجموعة من مصالح الأمن القومي المشتركة، القائمة على تطور البنية التحتية المسلحة في سيناء، خاصة تنظيم الدولة، ووصلت ذروتها قبل بضع سنوات لتهديد استراتيجي للقاهرة من شرق سيناء وغرب ليبيا، ما هدّد بشلّ القاهرة، وإلحاق الأذى بمصر أكبر الدول العربية.. وإذا استمرت البنية التحتية بالتطور، فسيكون هناك تهديد في نهاية المطاف لإسرائيل والشرق الأوسط".

وأوضح أن "التعاون الاستراتيجي بقيادة السيسي، ساهم في إضعاف التهديد الأمني في سيناء، رغم أنه لا يزال موجودا كما تم الكشف عنه في الهجوم الأخير، لكنه لا يشكل تهديدا استراتيجيا لمصر وإسرائيل، لأن اتفاقية السلام وتطبيقها الأمني ساهم في إزالة هذا التهديد، فيما بادر الجيش بإحداث تغييرات ميدانية بالانتشار وإقامة الجدران ونشر الكتائب العسكرية، بجانب إقامة تحالف أمني مهم مع مصر، لأنه لا بديل عن علاقاتهما الاستراتيجية القائمة على اتفاقية السلام".

وزعم أن "مصر أكبر دولة في العالم العربي، لديها جيش كبير جدًا يضم سلاحًا جويًا وبحرية قوية جدًا، وعرفت إسرائيل ومصر حروبا دامية، واليوم حولت مصالحهما المشتركة العلاقات من العداء الشديد إلى التحالف الأمني والدفاعي المهم، وهي في عهد السيسي تتمتع باستقرار داخلي رغم الصعوبات الاقتصادية الشديدة، ومهم أن نتذكر الفترة التي سيطر فيها الإخوان المسلمون عليها عدة سنوات، وكانوا على وشك التحالف مع تركيا، التي كانت آنذاك دولة الإخوان المسلمين، نحو تعزيز المعسكر السني المسلم المستقر".
التعليقات (0)