كتاب عربي 21

حادثة العوجا.. هل من دلالات حقّا؟!

ساري عرابي
فشلت التجهيزات الإسرائيلية على الحدود في كشف حركة الجندي المصري- جيتي
فشلت التجهيزات الإسرائيلية على الحدود في كشف حركة الجندي المصري- جيتي
العادة الإعلامية، بملء الفراغات والمساحات بالأسئلة الكثيرة عن الحدث المحدود.. معروفة، وهو أمر من ماهيّة هذه الصنعة، بحيث إنّه لا يمكننا القول بإمكان تجرّد هذه الصنعة من هذه العادة، وإلا لتغيّرت ماهيتها. هكذا بدا الأمر مع حادثة الشهيد، المجنّد المصري محمد صلاح إبراهيم، عند معبر العوجا، بين فلسطين المحتلة المُقيّدة بالاسم الصهيوني عليها "إسرائيل"، وبين مصر، حينما أكثر الإعلام من السؤال عن الدلالات، وإن كانت هذه الحادثة فاتحة لتحوّل كبير!

بالنسبة للإعلام الفلسطيني، المنتمي لخيار المواجهة مع العدوّ، لديه تقليد عتيق، من بدايات ظهور المقاومة الفلسطينية، تتوارثه الأجيال بنحو ضمني، وهو تضخيم الحدث، وبناء معمار كبير عليه من التصورات الذهنية، عن الراهن أو عن المستقبل القريب. يتعلّق ذلك في جانب منه بالوظيفة التعبوية للإعلام، وهي وظيفة لا تتّجه للجمهور العامّ فحسب، بل تتجه لأصحاب مشروع المواجهة أنفسهم، بتعزيز قناعاتهم بصحة الخيار والقدرة على الاستمرار فيه والمستقبل المفتوح دائماً على الإمكان المختلف، إمكان التحوّل والإنجاز. وهنا قد يقع الخطاب في مشكل الارتباك بين الحاجة التعبوية ومنح الأحداث قدرها من الاحترام، وبين الدقة في صياغة الوعي العامّ والذاتي.

حادثة الشهيد المصري محمد صلاح، لا تنمّ عن أيّ تحوّل بأيّ معنى، ولا تندرج فيما بات يسميه بعض الفلسطينيين "وحدة الساحات". والمؤكّد، أنّ الحدود بين فلسطين المحتلة ومصر لن تتحوّل إلى جبهة، على الأقل، في وقت قريب. لكنّ ذلك كلّه لا يعني أن الحدث، على محدوديته، لم يكن مهمّاً ولا دالّاً. أهمية الحدث، جاءت من الكيفيات التي تعاطى بها الطرفان المعنيان به؛ المؤسسة الصهيونية بأجهزتها ومستوياتها المتنوعة، والنظام في مصر

على أية حال، بداهة، فإنّ حادثة الشهيد المصري محمد صلاح، لا تنمّ عن أيّ تحوّل بأيّ معنى، ولا تندرج فيما بات يسميه بعض الفلسطينيين "وحدة الساحات". والمؤكّد، أنّ الحدود بين فلسطين المحتلة ومصر لن تتحوّل إلى جبهة، على الأقل، في وقت قريب. لكنّ ذلك كلّه لا يعني أن الحدث، على محدوديته، لم يكن مهمّاً ولا دالّاً. أهمية الحدث، جاءت من الكيفيات التي تعاطى بها الطرفان المعنيان به؛ المؤسسة الصهيونية بأجهزتها ومستوياتها المتنوعة، والنظام في مصر.

أوّل ما يظهر من أهمية لهذه الحادثة، في كشف، لا العلاقة والتنسيق بين الطرفين فحسب، ولكن أيضاً الوقائع والترتيبات الأمنية في هذه المنطقة، سواء النقب داخل فلسطين المحتلة، أم سيناء. فبالرغم من العلاقات الأمنية الوثيقة بين الطرفين، والتزام الجانب المصري بما ترتّب عليه في اتفاقية كامب ديفد، وتقيّده بتقسيم تلك الاتفاقية سيناءَ إلى ثلاث مناطق، فضلاً عن منطقة رابعة داخل حدود فلسطين، ومن ثمّ الاكتفاء بأعداد محدودة من القوات منصوص عليها وعلى طبيعتها وعلى تسليحها في الاتفاقية، بما يحوّل سيناء إلى عمق استراتيجي لدولة الكيان الصهيوني، فإنّ "إسرائيل"، التي أكّدت بهذه الاتفاقية أن مصر طرف محتمل العداء في أيّ وقت، لم تكتف بذلك وإنّما عزّزت أدوات الرقابة الأمنية، من مناطيد وطائرات ومجسات وأبراج مراقبة، ليكون حديثها الآن عن الأسباب التي لم تكشف بها هذه الأدوات سير الجندي، والتحقيقات والعقوبات المترتبة على ذلك.

لا يعود الهلع الإسرائيلي إلى حجم الخسارة (ثلاثة جنود)، ولا إلى الخشية من تحوّل في الموقف المصري؛ "إسرائيل" مطمئنة إلى ذلك، إلى درجة أنّ الحديث عن تحوّل أقرب إلى النكتة، ولكنّها تشير إلى الهاجس المركّب في بنيتها الذهنية، والممتد في عروقها الاجتماعية، والساري في أعصاب مؤسّستها الأمنية والعسكرية والسياسية، من القلق الوجودي، والتحفّز الأمني المستمرّ، فأيّ حادثة من مكان غير متوقّع، تعبّئ "إسرائيل" بالتوتّر العالي، وتقذف فيها قلقاً محموماً. ولأجل ذلك، ومنذ تأسيسها، لم تركن إلى الشروط الدولية التي أوجدتها، لاحتمال تغيّر هذه الشروط، وإنّما سعت لتعزيز أسباب البقاء الذاتي قدر الإمكان، وكان من جملة ذلك السلاح النووي، والتفوق العسكري والتقني، وتعزيز أدوات الرقابة والضبط على الحدود، ومدّ جسور التطبيع مع النظام الإقليمي العربي دون حلّ القضية الفلسطينية. وفي حين أنّها حقّقت نجاحات واضحة، في تطبيع علاقاتها مع هذا النظام، إلى درجة التنسيق الأمني الكثيف في أقلّ الحالات، إلى التحالف المعلن في أعلاها، كما حصل في موجة التطبيع الأخيرة، فإنّها باستمرار لا تركن إلى ذلك، وتتوجّس من مفاجآت غير متوقعة، من أيّ مكان في محيطها.

يرغب النظام بالقول إنه لا يوجد ولا حتى جنديّ واحد معاد لـ"إسرائيل"، لكن لا يخلو الأمر من موقف اعتذاري ومرتبك تجاه "إسرائيل"، في حين كانت الإجراءات باعتقالات الدوائر المحيطة بالشهيد للتحقيق، والبحث في دوافعه، والبدء في إجراءات عقابية للجهات الأمنية ذات الصلة بفحص الجنود (المؤهّلين) للعمل في سيناء وعلى حدود فلسطين المحتلّة، إذ فشلت تلك الجهات في التنبّه لتوجّهات الجنديّ، بالرغم من كتابته على صفحته على موقع فيسبوك ما ينمّ عن تلك التوجّهات والتي منها الإيمان بالقضية الفلسطينية

لم يقتصر الجهد الإسرائيلي، في الإحاطة بالحادثة، على الخشية من تحوّلها إلى عامل إلهام جديد لأعداء "إسرائيل" المعروفين، والأكثر إصراراً في البحث عن منافذ جديدة لاستهدافها، ولكنّها، تمدّدت -أي "إسرائيل"- إلى الداخل المصري، من خلال تدخّلها في التحقيقات التي تجريها الجهات المصرية المسؤولة.

أرادت أولاً أن تتأكد إن كانت قوّة ما منظمة عبّأت هذا الجندي بعقيدة قتالها (أثار اهتمامها وجود مصحف مع الجندي)، وموّلته وسلّحته، ممّا يعني، بالدرجة الأولى، لو صحّت هذه الافتراضات، اختراقاً خطيراً من الجبهة الغربية، يتمثّل في عدوّ جديد غامض للأمن الإسرائيلي، من شأنه أن يتجلّى في حوادث مماثلة، لكن لا يقلّ عن ذلك أهميّة؛ هذا الدلال الإسرائيلي، في صورة نفوذ قاس يخترق ما يشاء، بالتدخل والأمر، الأمنَ العربيَّ المحيطَ بفلسطين، على هذا النحو الذي كشفت عنه الحادثة.

في المقابل، يأتي النفي المصري الرسمي للدوافع الفدائية والقومية والدينية، للجنديّ، منسجماً مع موقف النظام التاريخي، منذ توقيع اتفاقية كامب ديفد، بإنهاء العداء مع "إسرائيل". يرغب النظام بالقول إنه لا يوجد ولا حتى جنديّ واحد معاد لـ"إسرائيل"، لكن لا يخلو الأمر من موقف اعتذاري ومرتبك تجاه "إسرائيل"، في حين كانت الإجراءات باعتقالات الدوائر المحيطة بالشهيد للتحقيق، والبحث في دوافعه، والبدء في إجراءات عقابية للجهات الأمنية ذات الصلة بفحص الجنود (المؤهّلين) للعمل في سيناء وعلى حدود فلسطين المحتلّة، إذ فشلت تلك الجهات في التنبّه لتوجّهات الجنديّ، بالرغم من كتابته على صفحته على موقع فيسبوك ما ينمّ عن تلك التوجّهات والتي منها الإيمان بالقضية الفلسطينية. يعني ذلك، أن المتعاطف مع الفلسطينيين لا يصلح لحراسة الحدود المصرية مع "إسرائيل"!

بعمليته التي كانت العملية الحدودية الأولى منذ ثلاثة وثلاثين عاماً، يؤكّد أنّ الأمر بالنسبة لـ"إسرائيل" أعقد مما تظنّ، وبالنسبة لنا أنّ فلسطين أعمق حضوراً في الضمير العربي، مهما أجرى النظام الرسمي العربي من مياه أسفل جسور العرب

جاءت عملية الجندي محمد صلاح، في الذكرى السادسة والخمسين للهزيمة العربية المذلّة، فيما بدا للنظام الرسمي العربي تسميتها بـ"النكسة". كانت هذه الهزيمة بوابة إطالة عمر "إسرائيل" في المنطقة، والقنطرة نحو تطبيع علاقاتها مع النظام الإقليمي العربي، وتحريف حقيقة القضية الفلسطينية، من كونها بدأت في العام 1948، أي من كون جوهر القضية في الوجود الإسرائيلي، إلى قضية تصالح على أراض احتُلّت تالياً.

محمد صلاح، بوصفه جنديّا مصريّا، انتهى تعليمه عند المرحلة الإعدادية، عمل في النجارة، ونشأ في ظلّ حالة غير مسبوقة من التردّي العربي، وتحوّل سياسات التطبيع نحو التحالف المعلن، وتحطيم الحركة الجماهيرية العربية، بما في ذلك حركات المقاطعة ومقاومة التطبيع.. بعمليته التي كانت العملية الحدودية الأولى منذ ثلاثة وثلاثين عاماً، يؤكّد أنّ الأمر بالنسبة لـ"إسرائيل" أعقد مما تظنّ، وبالنسبة لنا أنّ فلسطين أعمق حضوراً في الضمير العربي، مهما أجرى النظام الرسمي العربي من مياه أسفل جسور العرب!

twitter.com/sariorabi
التعليقات (5)
صلاح الدين قادم
الأربعاء، 07-06-2023 09:55 م
أشكرك أخي عادل على التوضيح. تقبل تحياتي.
عادل
الأربعاء، 07-06-2023 06:37 ص
الأخ صلاح الدين قادم يا اخي من منعك تبدي رايك؟ كما انك تبدي رايك في المقال انا ابدي رايي في رايك؟ الكاتب يقول بالحرف انه العملية مهمة ودالة واخذ يسرد في اهميتها ودلالتها وتسعة اعشار المقال كله عن هذا، وهو يقول بالحرف بعض ما تقوله انت. انت تركت كل هذا لتتهمه بالسخرية من عنوان المقال؟ اما الفقرات الاولى فهو يقصد القول ان سيناء لن تتحول الى جبهة قريبة، ويقصد بوحدة الساحات مصطلح فلسطيني خاص يقصد به الفلسطينيون الاشتراك في المقاومة في وقت واحد من جميع ساحاتهم. فما دخل كل هذا بما تقوله حضرتك؟ واما قوله ان سيناء لن تتحول الى جبهة قريبا فليس من باب العلم بالغيب بل هذا تحليل سياسي! يمكنك ان ترفضه لكن هذا التحليل ليس تقليلا من فعل الشهيد. لست محامي عن كاتب المقال لكنه امر مزعج ان ياتي شخص ويحكم على مقال طويل من عنوانه او من بعض الفقرات ويترك بقية المقال.
صلاح الدين قادم
الأربعاء، 07-06-2023 02:00 ص
الأخ عادل لا تظلمني أنت، فقد قرأت المقال أكثر من مرة، وحتى لو به متناقضات لم أعلق عليها، ففيه ما يكفي من المغالطات التي استوجبت التعليق، فعندما يقول الكاتب نصاً ما يلي: "على أية حال، بداهة، فإنّ حادثة الشهيد المصري محمد صلاح، لا تنمّ عن أيّ تحوّل بأيّ معنى، ولا تندرج فيما بات يسميه بعض الفلسطينيين "وحدة الساحات". والمؤكّد، أنّ الحدود بين فلسطين المحتلة ومصر لن تتحوّل إلى جبهة، على الأقل، في وقت قريب." فهذا تنظير من وجهة نظري ليس موضوعياً بالمرة، كيف لا تنم عن أي تحول، والسوشيال ميديا هائجة بوسم البطل الذي أحيا جثة هامدة اسمها الشعب المصري من سباته، ليس تجاه قضية فلسطين فحسب بل سباته تجاه قضاياه المحلية من الأساس، الكل قبل محمد صلاح يائس محبط مستسلم بل حانق من نفسه ومن انتماءه لشعب يبدو للحميع أنه مات إكلينيكياً، وفجأة تأتي صدمة كهربائية اسمها محمد صلاح تغير المشاعر وتبدل القناعات، ويأتي أحد وتقول لي لا تنم عن تحول!؟؟ ثم بقول الكاتب هذه الحادثة لا تنم عن وحدة الساحات، كيف؟ فهل تنم عن فرقة الساحات؟ هل يشك الكاتب أن محمد صلاح قد فعل ذلك مثلاً من باب الانتحار غضباً على خروج ريال مدريد من بطولة أوروبا؟ بالطبع تنم عن وحدة الساحات والهم والمصير، لكن دعني أؤكد أيضاً أنني لا أعني أن الساحات تعج بالمجاهدين من كل جانب، بالطبع لا، لكن الساحات واحدة وتعج فقط بأحرار جميع العرب والمسلمين، وهم بلا شك قلة عند المصريين، وقلة بالمناسبة عند الفلسطينيين أيضاً، فلا يعتقد أحد أن كل شعب فلسطين من قطعية خالد بن الوليد، وباقي الشعوب هي من قطعية أبو جهل. لا، الخلاصة أن هذه الحادثة تذكر بأن القضية واحدة للجميع. أخيراً يطمئننا الكاتب بأن الحدود المصرية الفلسطينية لن تتحول إلى جبهة، وللتلطيف، يقول على الأقل ليس على المستوى القريب. ربما يكون محقاً لكن ربما لا، فما أدراه بالغيب؟ هل كان يتوقع أحد أن تحدث حادثة كتلك قبلها بأسبوع؟ أم ربما يعتبر الكاتب أن حادثة كتلك لا تبرر أن نطلق على تلك الحدود لفظ جبهة؟ هل يعلم الكاتب أن جبهة غزة المشتعلة قبل فترة قريبة ومع كل تلك الصواريخ لم توقع ضحايا بالمرة، وكلاشينكوف الشهيد أوقع وحده 3 عسكريين قتيلاً قبل أن يستشهد؟ لا تسيء فهمي، يعلم الله مدى حبي للمقاومة وتأييدي المطلق لها ودعواتي لها بالنصر والعزة، لكن ألا يستفزك كل تلك الرسائل الغير موفقة بالمقال؟ أنا لا أحكم على الكاتب بأي شيء، كي تتهمني بظلم الكاتب، أنا أعلق فقط على مقال له، أرى أنه غير موفق من وجهة نظري لا بالعنوان ولا بالمحتوى، وهذا حقي الذي يكفله لي هذا الموقع المحترم. وأدعو الله أن يصححه في مقال لاحق أو يصحح لي سوء فهمي، أو يتجاهلني كما يشاء، أنا فعلت بتعليقي ما يمليه علي ضميري من تعليق على محتوى أرى أنه محبط نسبياً لحدث ضخم جداً معنوياً لجيل بأكمله، فباعتراف الكاتب نفسه، هذه هي المرة الأولى التي تنشط هذه الجبهة منذ 33 عام، يعني جيل، أليس كذلك؟ تحياتي لحضرتك وللكاتب وللقراء الأعزاء.
عادل
الثلاثاء، 06-06-2023 06:13 م
الأخ صلاح الدين قادم لو أنك قرأت المقال كاملا لعلمت أنك ظلمت الكاتب وظلمت نفسك بالحكم على المقال والكاتب من عنوانه او من اول فقرتين فيه.
صلاح الدين قادم
الثلاثاء، 06-06-2023 03:46 م
اسمحلي بالاختلاف معك شكلا وموضوعا. طبعا هذا المشهد البطولي له عظيم الدلالات، ولا يستحق السخرية الواضحة من عنوان مقال سيادتك كما يبدو مع الأسف. أول هذه الدلالات هو فشل النخبة كل النخبة على جميع الأصعدة. في التحليل والتوقع والتحفيز والتحريك. فها هو البطل متواضع التعليم عظيم الفيمة، يأتي من حيث لا نحتسب جميعا ويسطر بحياته لا بقلمه الهزيل ولا بفلسفته النظرية العقيمة سطور من ذهب في الشجاعة والجرأة والبطولة والمفاجأة بكل عفوية وتواضع، فلم يترك حتى خطاب على السوشيال ميديا يمجد فيه فعلته. كيف لا تريدنا إذن أن نضخم من فعلته؟ ألا ترى أنه يستحق التضخيم حقاً؟ إذن ماذا يستحق التضخيم؟ جهاد الكلمات النظرية الفارغة؟ أستاذي هذا الكيان السرطاني لا جدوى من التحليل والتنظير معه أو حوله، هي لغة واحدة فقط التي يفهمها ويعيها جيداً وهي اللغة التي توصل لها هذا البسبط العملاق رحمه الله واستخدمها بكل براعة وبسالة. هو حدث جلل يستشعره طرفان فقط الطرف المعني الأول هو الطرف المجرم الذي وصلته الرسالة كما رأينا وله كل الحق في تضخيم الحدث فالقادم أخطر. والطرف الثاني هو الطرف المقاوم بصدق والذي وصلته الرسالة أيضاً بألا ييأس ولا يقنط فيد الله موجودة وتعمل وتدبر أمرا من حيث لا نحتسب. يرونه بعيدا ونراه قريبا. هداك الله أخي.