أعلن رئيس حزب التغيير التركي مصطفى ساريغول، الاندماج مع حزب
الشعب الجمهوري، وسط تساؤلات حول تداعيات هذا القرار، في ظل الخلافات داخل الحزب بسبب رفض كمال
كليتشدار أوغلو الاستقالة من منصبه.
وتمكن مصطفى ساريغول من الفوز بمقعد في البرلمان، بعد ترشيحه ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري البرلمانية، ولم ينفصل عن الكتلة البرلمانية للحزب، بخلاف الأحزاب الصغيرة الأخرى.
وقال ساريغول، الخميس، إن حزبه قرر الوقوف إلى جانب زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، مشيرا إلى أن عملية دمج حزبه مع "الشعب الجمهوري" بدأت فعليا
وساريغول، سياسي ورجل أعمال، وكان رئيسا لبلدية شيشلي بإسطنبول بين الأعوام (1999- 2014)، وأسس حزب التغيير التركي في كانون الأول/ ديسمبر 2020 بعد انشقاقه من حزب الشعب الجمهوري، كما كان بارزا في حزب اليسار الديمقراطي الذي انفصل عنه وعاد إليه مرات عدة مثل "الشعب الجمهوري".
وبدأ مشواره في حزب الشعب الجمهوري عام 2003، وتنافس على زعامة الحزب ضد دينيز بايكال في العام 2005، لكنه طرد في ذلك الوقت بقرار من المجلس التأديبي بتهمة إثارة الفتنة والعنف.
اظهار أخبار متعلقة
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 عاد ساريغول إلى عضوية "الشعب الجمهوري"، وترشح لمنصب رئاسة بلدية إسطنبول عن الحزب في الانتخابات المحلية في العام 2014، لكنه خسر أمام مرشح "العدالة والتنمية" قدير توبباش بفارق سبع نقاط فقط.
لكنه استقال من حزب الشعب الجمهوري في كانون الثاني/ يناير 2019، وسجّل "التغيير التركي" كحزب سياسي رسميا في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2020.
هل يصبح بديلا لإمام أوغلو في انتخابات بلدية إسطنبول؟
الصحفي التركي جانداش تولغا إشك، ذكر في تغريدة على "تويتر"، أن الأوساط المقربة من كليتشدار أوغلو بدأت الحديث عن فكرة ترشيح مصطفى ساريغول لرئاسة بلدية إسطنبول بدلا من
إمام أوغلو الذي قطع العلاقات مع زعيم حزبه بعد رفضه طلب التغيير.
وذكرت "
بي بي سي" النسخة التركية، أن بعض المصادر داخل حزب الشعب الجمهوري، تقول إنه إذا تقطعت الجسور مع إمام أوغلو تماما، فقد يكون ساريغول بديلا له في الترشيح لرئاسة بلدية إسطنبول في انتخابات أذار/ مارس 2024.
وتشير التقديرات، إلى أن ساريغول الذي زاد من أصوات حزب الشعب الجمهوري في ولاية أرزينجان، وكان نائبا لعدة سنوات، سيكون ناجحا أيضا في إسطنبول كون أن لديه "قصص نجاح" سابقة.
اظهار أخبار متعلقة
وترى مصادر أن كليتشدار أوغلو قد يستخدم ورقة ساريغول الرابحة، بعد قراره الانضمام إلى حزب الشعب الجمهوري، ضد إمام أوغلو.
ويسود التوتر بين كليتشدار أوغلو وإمام أوغلو، على خلفية طلب الأخير إجراء تغيير شامل في حزب الشعب الجمهوري، بسبب الخسارة في الانتخابات.
وتصاعدت الأصوات المطالبة باستقالة كليتشدار أوغلو، وسط حراك لإمام أوغلو للنيل بمنصب رئاسة الحزب.
ورفض كليتشدار أوغلو إجراء مؤتمر استثنائي قبل الانتخابات المحلية، وتشير التقديرات إلى أنه يصر على البقاء في منصبه، ويريد أن يكون هو صاحب القرار في اختيار رؤساء البلديات في الانتخابات المقبلة.
وقال الصحفي إسماعيل صايماز، إن "الأب والابن" لم يتفقا، مشيرا إلى أنه عندما يتم تحديد موعد المؤتمر للحزب، سيكون إمام أوغلو مرشحا للرئاسة، وكليتشدار أوغلو لا يفكر بالانسحاب.
وأجرى كليتشدار أوغلو تغييرات في اللجنة التنفيذية العليا للحزب، واستبعد كافة الأسماء المقربة إلى إمام أوغلو، وقام بربط كافة تشكيلات الحزب بشكل مباشر تحت أمره، لقطع الطريق أمام أي تحركات ضده.
والأربعاء، قال إمام أوغلو في تصريح للصحفيين: "ندرك أن التغيير لا يكون باستبدال مجلس الإدارة فحسب، لست أنا فقط، بل الشعب يريد التغيير".
وأضاف: "لست ممن يهربون من المسؤولية لأجل مُثُلي الأعلى، ولن أكون مترددا في ذلك"، متابعا: "سأسير في طريقي نفسه وأتابع الأحداث عن كثب"، وتابع قائلا: "للأسف، خسرنا ثلاثة انتخابات متتالية في 9 سنوات. ولا يمكننا السير على المنهج ذاته".