بالرغم من أن موعد الزيارة المُرتقبة للرئيس
الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى الصين، لم يُكشف عنها بعد بشكل رسمي، إلا أن مصادر مُتطابقة، أكدت أنه سوف ينطلق يوم السبت المُقبل، مشيرة إلى التحضيرات الرسمية القائمة بهذا الصدد بين الطرفين.
وأوضح بيان للخارجية الجزائرية، بأن مشاورات السفير الصيني لدى الجزائر والأمين العام للوزارة، عمار بلاني، تطرقت إلى الترتيبات القائمة لتحضير زيارة الرئيس تبون إلى بكين، مُستحضرين مختلف الملفات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.
وأضاف البيان، أن "المباحثات المعمقة والمثمرة التي أجراها الجانبان انصبت على الاستحقاقات القادمة المسجلة على أجندة العلاقات الثنائية، وفي مقدمتها الزيارة التي يعتزم رئيس الجمهورية القيام بها إلى جمهورية الصين الشعبية خلال السنة الجارية" وعلى "خلق مجلس أعمال مشترك جزائري – صيني في أقرب الآجال لتمكين رجال الأعمال من كلا البلدين من التواصل الدائم والبحث في تنفيذ مشاريع شراكة مثمرة ومربحة للطرفين" وفق المصدر.
ما قبل موعد الزيارة
الزيارة المنتظرة للرئيس الجزائري إلى الصين، هي الأولى التي سيُجريها تبون منذ عام 2008، وتأتي بعد جُملة من التأجيلات السابقة التي لحقت بها، حيث أنها كانت في بادئ الأمر مُعطّلة بسبب تفشي جائحة كورونا، وتم تأجيها فيما بعد لعدد من الأسباب غير المُعلنة، فظلت قابعة لفترة طويلة داخل أجندة الرئيس الجزائري، قبل الإفراج عنها، قبل أيام.
اظهار أخبار متعلقة
وتتطلع الجزائر، إثر هذه الزيارة المُرتقبة، إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الصين، بتوسيع استثماراتها من تشييد البنى التحتية والعمران إلى قطاع الطاقة والمناجم والموانئ؛ فيما تبحث الجزائر عن الاستفادة من
بنك بريكس للتنمية، الموجه لدعم مشاريع البنية التحتية في الدول النامية، وكذلك عن دعم بكين لقبول عُضويتها في منظمة “بريكس” التي تضم أبرز الاقتصادات الصاعدة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
ملفات على الطاولة الجزائرية الصينية
وتُراهن الجزائر في علاقاتها مع الصين، على تعزيز خُطط التعاون الثنائي في حجم المشروعات الاستثمارية التي ارتبطت بها بكين، خاصة في القطاع المنجمي الذي تطمح الجزائر في أن يكون داعما لقطاع الطاقة لديها، بالإضافة إلى مشروع "ميناء شرشال" الذي بات يُعتبر بمثابة نقطة وصل بين أفريقيا وباقي الموانئ العالمية؛ بالإضافة إلى التعاون في المجال الثقافي والإعلامي، واستقطاب عدد من السياح الصينيين إلى الجزائر.
وعلى إثر إبداء الجزائر رغبتها في التزود بمنظومات دفاعية من خارج
السوق الروسية، بحسب عدة تقارير محلية، فإنه من المُتوقع العمل بين الجزائر والصين على تطوير مُستوى التعاون بينهما أيضا في كل من المجال العسكري والتسليح، لا سيما فيما يتعلق بالطائرات المسيرة.
اظهار أخبار متعلقة
أما فيما يتعلق بأهم الملفات بين الطرفين، في اللقاء المُرتقب، "اتفق الجانبان على ضرورة تسريع تجسيد المشاريع المهيكلة الهامة المضمنة في الخطة الخماسية الثانية للشراكة الإستراتيجية (2022 – 2026) والخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وكذا الخطة الثلاثية (2022 – 2024) للتعاون في المجالات الرئيسية، لا سيما إنجاز ميناء (الجزائر وسط) بضاحية شرشال، وتثمين استغلال منجم الحديد بغار جبيلات في تندوف، واستغلال وتحويل الفوسفات ببلاد الهدبة في تبسة وواد الكبريت بسوق اهراس، وتطوير منجم الزنك والرصاص بواد أميزور في بجاية" وفق البيان الرسمي بين الجزائر والصين.
وأكد المصدر نفسه، على أن كلا من الجزائر والصين يُطالبون "بإصلاح منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي, على النحو الذي يضفي أكثر عدالة في صيغته التمثيلية وأكثر شفافية في طرق عمله وبما يؤسس لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب" مشيرا إلى رغبة الصين في دعم "مطالب الدول الأفريقية العادلة برفع الظلم التاريخي الذي تعرضت له القارة الأفريقية بحرمانها من التمثيل الدائم داخل مجلس الأمن الدولي".