آراء ثقافية

قراءة في فيلم: الحُب في زمن الكوليرا

 المنتج ظل ثلاث سنوات يحاول إقناع ماركيز ببيعه حقوق الرواية لتحويلِها إلى فلم - imdb
المنتج ظل ثلاث سنوات يحاول إقناع ماركيز ببيعه حقوق الرواية لتحويلِها إلى فلم - imdb
يُقال إنّ المُنتِج (سكُتّ ستايندُرف Scott Steindorff) ظلّ ثلاث سنواتٍ يحاول إقناع ماركيز ببيعه حقوق الرواية لتحويلِها إلى فِلم، وكان يقول لماركيز إنه فلورنتينو في مثابرتِه، ولن يستسلم دُون الحصول على الحقوق! يَشي هذا ببصيرة سينمائية نافذة لدى (ستايندُرف)، فقد استطاع أن يرى خلال أوراق الرواية مشروعًا سينمائيًّا خليقًا بالتنفيذ. ظهر الفِلم سنة 2007، حيث كتب السيناريو (رونالد هاروود) وأخرجه (مايك نيُوِل)، وألّف موسيقاه أنتونيو بنتو وشاكيرا.

ما فعلَ السيناريو بالرواية:

ربما يكون من المُفيد أن يعرِّج القارئ العزيز على مقالٍ قديمٍ كنتُ قد كتبتُه عن الرواية ونُشر منذ عامَين، قبل أن يفرغ لقراءة هذه المراجعة للفِلم.

روايةٌ لزمنِ الوَباء: الحُبُّ في زمنِ الكوليرا

في محاولةٍ من (هاروود) للتركيز على الموضوع الأساسيّ للحبكة وهو تطوُّر علاقة فلورنتينو أريثا بفرمينا داثا، أسقَطَ كثيرًا من التفاصيل والأحداث الجانبية التي تغصّ بها الرواية. وهو أمرٌ يبدو لي ضروريًّا لتَخلُص الرواية الطويلة إلى فِلم يتجاوز الساعتَين بقليلٍ من الدقائق، وإن كان في هذا الإسقاط تضحيةٌ بثراء الرواية الاستثنائيّة في إحالاتِها وتشابُكاتِ أحداثِها وكثافة وعُمق ما تطرحه من أسئلةٍ فلسفيّة.

فابتداءً، تغاضى (هاروود) عن حكاية اللاجئ الأنتيلي التي تفتتح بها الرواية، وهو لاجئٌ يعمل مصوِّرًا ضوئيًّا للأطفال، تبدأ الرواية بالدكتور (أُربينو) في غرفتِه يتحقق من موتِه، إذ كان هذا اللاجئ صديقًا لأربينو يلاعبه الشطرنج يوميًّا، ويكتشف أربينو أنّ صديقَه انتحر، كما يكتشف أنه كان على علاقةٍ بامرأةٍ ما، لم يكن أحدٌ يعرف عنها شيئًا، فيَقرّ في صدر أربينو أنّ صديقَه المنتحِر قد خدعَ الجميع بذلك. وبينما قد يُخيَّل إلينا أثناء القراءة أنّ هذه الحكاية الجانبيّة لا علاقةَ لها بمثلث الحُبّ بين فرمينا وأربينو وفلورنتينو، نكتشف مع مُضِيِّ الوقت أنّ ماركيز يهيئنا من خلالها بشكلٍ ما لطَرح فكرة تقبُّل الأسرار التي تنطوي عليها حياةُ الآخَرين والتسامُح معها. فما نعرفُه من حياةِ فلورنتينو مثَلًا – لاسيّما في تعدد علاقاتِه الغراميّة – يظلّ مَخفيًّا عن (فرمينا)، وما تعتقدُه فرمينا قُربَ نهاية الرواية بشأن خيانة زوجِها لها مع صديقتِها نعرفُ أنه مجرّد وهمٍ زائفٍ كرّسَته الإشاعات.

كذلك تغاضى (هاروود) عن حكاية (ليونا كاسياني) التي أغاثَها (فلورنتينو) من الشارع وهو يظنُّها عاهرةً، ثمّ اكتشف أنها تريدُ وظيفةً فألحقَها بشركة عمِّه (ليو) لتترقّى سريعًا بفضل إخلاصِها للعمل. حذفَ (هاروود) ليونا من الفِلم كما حذفَ اللاجئ الأنتيليّ، رغم أنّ ليونا في الرواية تمثّل الجانب العذريّ من (فلورنتينو)، فهو لا يقربُها جسديًّا رغم صداقتِهما المتينة، كما لا يُسِرُّ إليها بحُبِّه لفرمينا رغم إقدامه على ذلك مرّاتٍ، كأنها تمثّل الموقفَ الحقيقيَّ لجسدِه أمام نساء العالَم، فبينما يَحنِثُ في نَذر العِفَّة الذي نذرَه في صِباه، بقي هذا النذرُ قائمًا مع (ليونا) فحَسبُ، ولعلّه من الكاشفِ جدًّا لهذا الدور لليونا أن نقرأ قولَها له، إنه ربما يفعل أشياء كثيرةً جدًّا لكي يهرب من التفكير. هكذا تلخّص هي بضربةٍ واحدةٍ تهافُتَ غرامياته المتعددة وانحلالَها إلى لا شيء.

وثَمّ شيءٌ آخَر مهمٌّ أغفلَه (هاروود) هو بطولةُ الدكتور (أربينو)، فأربينو في الرواية ليس مجرّدَ غريمٍ لفلورنتينو يحظى بالزواج من حبيبتِه، وإنما هو بطلٌ في ذاتِه، يهَبُ حياتَه للمدينة بطريقةٍ شبه كاملة. ولعلّ قولَه لفرمينا الذي أبقَى عليه (هاروود): "إنّ الشيء الأهمّ في السعادة الزوجية هو الاستقرار"، هذا القول الذي يلخّص فلسفةً عميقةً في خوض الحياة كان يستدعي إظهارَ جوانبَ أكثرَ من حياتِه في الفِلم.

تصرُّفات المُخرج:

في المشهد الذي يعرض فيه فلورنتينو خطاباتِه على فرمينا لأول مَرّةٍ في قُدّاس عيد الميلاد، يحرص (نيوِل)  على إبراز تكرار الكاهن لتعبير (جسد المسيح) Corpus Christi أثناء قيامِه بطقس التناوُل، فالمؤمنون يتناولون جسد المسيح وقد حَلَّ في الخبز في فعلٍ قائمٍ على الحُبّ الذي لا يفرّق بين الرُّوح والجسد، وهو بذلك يُشير من زاويةٍ ذكيّةٍ إلى الموضوع الذي تناقشه الحكاية، فالبطلة (فرمينا) بعد وفاة زوجِها بعد زيجةٍ استمرّت أكثر من خمسين عامًا تقرر أنها لا تعرف إن كانت قد عرفَت الحُبّ في زواجِها أم لا، و(فلورنتينو) على صعيدٍ آخَر يُغرق جسدَه في علاقاتِه المتعددة بشكلٍ مذهلٍ، لكنه يحتفظ برُوحِه عذراءَ ليكون صادقًا بشكلٍ ما حين يصرّح لفرمينا أنه ظلّ على عذريته من أجلها طيلة هذه السنوات الخمسين. هكذا يثور السؤالُ من قلب مشهد طقس التناوُل، لتتردّد أصداؤُه في مشاهِد العلاقة الحميمة طيلةَ الفِلم: أيمكن أن يَحضُر الجسَدُ أو يحيا وتغيبَ الرُّوح؟ هي يمكنُ  أن تظلَّ الروحُ عذراءَ زاهدةً والجسدُ غارقٌ في اللذّة؟ أم أنّه لا وجود للرُّوح إلّا خلالَ الجسَد كما يخبرُنا الوجوديُّون؟ تظلّ هذه الأسئلة مستعصيةً على كُلّ ما نتخيّلُ أنّ الرواية والفِلم يطرحانه من إجاباتٍ محتمَلة.

وممّا يُحسَب للمُخرج ومُدير التصوير والسينماتوغرافيا أنّ لقطات الفِلم استطاعت أن تقدّم مُعادلًا موضوعيًّا للجَمال المحض، لكنّ هذا أتى على حساب بعض مشاهد الرواية التي تجسّد معاناة الفقراء مع الكوليرا، لاسيّما ذلك المشهد الذي تطير فيه فرمينا داثا مع زوجِها في رحلة المُنطاد فوق قريةٍ تغصّ أرضُها بضحايا الكوليرا. ولعلّ المُخرج ارتأى أنّ مشهدًا كهذا ربما يمثّل عقَبَةً لا مبرر لها في سياق حكاية الحُبّ الذي ينتصر على الزمن.

موسيقى الفِيلم:

جاءت الأغنيتان الأساسيتان للفلم La Despedida و Hay Amores في سلّم صغير، أقرب إلى التأمُّل الذي لا يخلو من حُزن، ولعلّ صوت شاكيرا القوي المفعَم بالقدرات التعبيرية جسّد بالفعل مفارقات قصّة الحُبّ المعقّدة، وبَصمَتُها التي تتجلّى في تأثير القفز من المساحة الصوتية الطبيعية/ الصدرية  Chest Register إلى المساحة المُستعارة/ المدى الصوتي الرأسي Head Register/ Falsetto، وهو ما يُعرَف باليودل Yodelling، هذه البصمة تُضفي شعورًا بالرثاء لحال ضحيّة الحُبّ المُحبَط فلورنتينو.

أمّا التآلُفات التي يلعبها الغيتار في مشاهد العزاء في مقدمة الفِلم على السلم الصغير فتبدو منذرةً أكثر مما هي حزينة، فهي تهيئنا بطريقةٍ ما لتوقُّع أمرٍ مُثيرٍ سيحدثُ في حياةِ تلك الأرملة فرمينا، وهو ما يحدثُ بالفعل مع تقدُّم فلورنتينو إليها مجدِّدًا عرضَه بالحُبّ الأبديّ.

أداء الممثلين:

تميزَت تعابير وجه (خافيير باردِم) في دور (فلورنتينو) بأنها بالِغة النضج والقوّة، تشفّ الفرح كما تشفّ الحزن. بينما يفصح وجه بنجامين برات فقط عن الاتّزان وامتلاك النفس، وهو ما يتجاوب وشخصيتَه في الرواية، وفي رأيي أنه كان يمكن الاستفادة من هذه النقطة بشكلٍ أكثفَ لو حافظ (هاروود) على شطرٍ أكبر من حياةِ شخصية الدكتور أربينو. أما (جوفانّا مِتسوجُرنو) التي قامت بدور (فرمينا) فقد نجحَت تمامًا في تجسيد التقلُّبات العاطفيّة التي تعتمل في نفس تلك المرأة القوية تحت سطح مظهرِها الصُّلب. وأخيرًا فقد جاء أداء (هكتُر إليزوندو) في دور (دون ليو) صاحب شركة الملاحة النهرية ليجسّد تلك السخرية الرصينة التي نلمحُها في هذه الشخصيّة الروائيّة الغنيّة، لاسيّما في مشهد قراءته خطابات العمل التي يصوغها فلورنتينو في صورة خطاباتٍ غراميّة.
التعليقات (2)
نسيت إسمي
الأربعاء، 19-07-2023 03:15 م
6 ـ (قهوة أمريكا اللاتينية) على الرغم من أن أمريكا اللاتينية تأخرت في الدخول إلى تجارة إنتاج البن المربحة بشكل هائل، فإن دول أمريكا الجنوبية تنتج الآن معظم القهوة المستهلكة في جميع أنحاء العالم. إن أصول القهوة أسطورية، لكن الهوس انتشر من إفريقيا والجزيرة العربية إلى أوروبا والشرق الأقصى، ثم إلى الأمريكتين. يتطلب وجود ظروف مناخية متخصصة أن تنمو بشكل جيد وإنتاج أكثر أنواع الفاصولياء اللذيذة، ويأخذ نبات القهوة على الخصائص المحلية بسبب التربة والارتفاع والمناخ وعوامل أخرى. هناك نوعان رئيسيان من الفول: أرابيكا وروبوستا. حبوب الفلاكتا، التي تنمو بشكل أفضل في المناخات الدافئة والرطبة بين 4000 و 6000 قدم "1212 إلى 1818 م"، تنتج الفاصوليا النكهة والعطرية الرائعة المستهلكة في جميع أنحاء العالم. تعتبر حبوب روبوستا أكثر "قوية" وقادرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وتنمو بشكل أفضل عند مستوى سطح البحر وما يصل إلى 2500 قدم "757 مترًا". تزرع هذه الحبوب في معظمها في غرب أفريقيا وجنوب شرق آسيا وتستخدم في الغالب لتناول القهوة سريعة التحضير. هناك فارييتالس، بالطبع. وكولومبيا والبرازيل هما الأكثر شهرة في تناول القهوة. تنتج فنزويلا والإكوادور وبيرو محاصيل أصغر، تستهلك في الغالب داخل البلد، ولكن يتم تصدير القهوة البيروفية بشكل متزايد. 7 ـ (ماركيز.. حكايات وروايات وأساطير!) «في مكان ما على الأرض، دائماً ما ينجو رجل مشتت يقضي وقته حالماً، ولا ينام أو يعمل، كما أنه ليس أمامه من خيارٍ سوى أن يفنى كأي كائن بشري، إلا إذا كان من النوع الذي يؤلف القصص ويحكيها. نحن أيضاً متأكدون من أن هذا الكائن الافتراضي، والذي سيصبح معادياً للمجتمع، سوف يجد لنفسه جمهوراً متأثراً بالسم نفسه، وسيحيط به ذلك الجمهور لكي يستمع إلى أكاذيبه».. هكذا يصف الكاتب والناقد الكولومبي ج.س. أونيتي أسطورة الرواية في كولومبيا، بل في العالم أجمع، جابرييل جارثيا ماركيز، ما يقرب من عشر سنوات على رحيله، وما زال ملء السمع والبصر وكأنه لم يمت أبداً، أسطورة الرواية اللاتينية وتيار الواقعية السحرية، الشهير بـ«جابو» الذي تعد سيرة حياته بتعقداتها وتشابكاتها، ولحظاتها المفصلية، لحظات الإحباط والفشل ولحظات الانتصار والفوز، والوصول إلى أقصى ما يطمح إليه كاتب، الشهرة والمال والانتشار الساحق، كل ذلك الذي يعد رواية ضخمة بمعناها الحقيقي، سجل منها ماركيز نفسه جوانب منها في عمله الروائي البديع «عشت لأروي»، كأنه جماع حياته كلها وبعد رحيله أيضاً. بعنوان «ماركيز لا أموت أبداً حكايات كتبه»، يعيد الكاتب والناقد والصحفي الكولومبي كونرادو زولواجا كتابة سردية ماركيز الإبداعية السحرية مع الكتابة والرواية والتأليف في هذا الكتاب الذي ترجمه إلى العربية سمير بشير محفوظ، وصدر حديثاً عن دار العربي للنشر والتوزيع. في هذا الكتاب سيحكي عنه أصدقاؤه، مثل خوليو كوتاثار وفوينتس وماريو بارجاس يوسا وخوان رولفو وغيرهم من أساطين وكتاب تيار الواقعية السحرية. بالقدر ذاته سيحكي ماركيز عن نفسه أيضاً، يعترف بوضوح: «أنا كاتب لأنني إنسان خجول. إن صنعتي هي السحر، لكن طول المدة التي استغرقها في صناعة سحري، تصيبني بالاضطراب، فأضطر إلى أن أحتمي بالعزلة التي يوفرها لي الأدب. على أية حال، قيامي بالأمرين معاً، السحر والأدب، يؤدي بي إلى الشيء الوحيد الذي أثار اهتمامي منذ أن كنت طفلاً: أن أصدقائي سيحبونني أكثر». في هذا الكتاب سنتعرف على ماركيز الصغير أو «جابو» الذي تربى على يد أجداده في قرية صغيرة في الكاريبي خلال فترة من التغيرات السياسية والاجتماعية العنيفة التي كانت تجتاح كولومبيا في ذلك الحين، وسنرى بأعيننا كيف تعرض في يوم واحد لتقلبات الثلج والبرد الشديد والحر في نفس الوقت، ما ترك أثره عليه ليصبح جزأً من مقدمة تحفته الروائية الخالدة «مائة عام على العزلة»، التي أعلنت تدشين تيار روائي بأكمله ساد لأكثر من ربع القرن، وما زالت تأثيراته سارية حتى اللحظة الراهنة في أنحاء متفرقة من المعمورة، هو تيار «الواقعية السحرية» في الأدب والفنون. 8 ـ (رحلة إلى كوبا) عندما تغادر مطار خوسيه مارتي ترى فيلماً حياً للسيارات الأمريكية القديمة التي لم تشاهدها إلا بالأفلام القديمة، كنت أعتقد أن المسألة سوف تتوقف عند بضع عشرات من السيارات و لكن الرقم إرتفع بصورة جنونية كلما تجولت أكثر في هافانا، و غالبيتها يتوقف عند تاريخ بداية الحظر التجاري الأمريكي على كوبا بداية الستينيات، إن الجلوس على سور الواجهة في مالكون، البحر إلى خلفك يعني أفضل فرصة لمشاهدة عشرات السيارات القديمة بألوانها الزاهية و هي تقطع الطريق أمامنا ذهاباً و إياباً، حين تطأ قدماك هذه الجنة الإستوائية المطيرة ستشعر بأنك عدت من جديد إلى نقطة بداية الرحلة التي قطعتها. فأنت في كوبا نادراً ما تشعر بغربة المكان و إختلاف البشر من حولك، فالتماثل المطوب لطرد أحاسيس الغربة و الإختلاف ليس شرطاً أساسياً في هذه الجزيرة الواقعة في حوض البحر الكاريبي، فالابتسامة الصافية و شفافية المشاعر هما الوطن الذي يبحث عنه كل مغترب و ما دون ذلك مجرد تفاصل يمكن التغلب عليها مع مرور الوقت. 9 ـ (رحلة إلى غابات الامازون"سحر الطبيعة) إلى تلك المنطقة الأكثر طبيعة في العالم ..ذلك العالم البدائي الساحر.. تلك الأدغال المترامية الأطراف وسط نهر يتراقص بين أشجارها الشاهقة الإرتفاع.. هناك..حيث تعيش معظم أنواع الكائنات التي نعرفها والتي لا نعرفها..أصوات طيور رائعة،حيوانات زاحفة على الأشجار وعلى أرض الغابة،ثعابين ضخمة، حيوانات مفترسة،وحشرات عجيبة،أنهار وشلالات رائعة الجمال.. هناك حيث لا يتوقف المطر ..حيث تسمع صوت الطبيعة بنقاء ..في غابات الامازون المطيرة.. لكن أثناء رحلتنا دعونا نتعرف على بعض خصائص تلك المنطقة الفريدة حول العالم غابة الأمازون المطيرة أكبر غابة استوائية مطيرة في العالم. تغطي غابات الأمازون أكثر من مليار فدان ،وتشمل مناطق البرازيل وفنزويلا وكولومبيا ومنطقة الإنديز الشرقية والإكوادور والبيرو. وقد وصفت غابات الأمازون المطيرة بإسم "رئة كوكبنا" لإنها توفر خدمة أساساية في البيئة من حيث إعادة تدوير عملية تحويل ثاني إكسيد الكربون إلى الأكسجين،حيث يتم إنتاج حوالي 20% من الأوكسجين في العالم من غابات الأمازون. معدل المطر سنويًا بين 130 و445سم، ويبلغ معدل الحرارة حوالي 27°م. تعيش اكثر من نصف الأنواع في العالم في الغابات المطيرة في الامازون حيث تقدر بحوالي 10 مليون نوع من النباتات والحيوانات والحشرات،وتوجد بها خمس المياه العذبة في العالم . تحتوي على أكثر من 750 نوع من الأشجار و1500 نوع من النباتات العليا. كما انها توفر الفاكهة لمعظم دول العالم. وقد تشكلت منطقة حوض الأمازون من حوالي 200 إلى 500 مليون سنة مضت،ولهذا نجد هذا التنوع البيولوجي والبيئي واضحاً في تلك المنطقة. كما تحتوي أنهار المنطقة على حوالي 3،000 نوع معروف من الأسماك، وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد العلماء أن في الغابة ما يقرب من 30 مليونًا من الحشرات المختلفة. سنتجول قليلا في غابات الامازون المطيرة .. لنتعرف على سكانها ..لكن فاحذروا فهناك الكثير من الحشرات القاتلة..والضفادع السامة ...التي ربما تكون تحت أقدامكم الآن ..أو بعض الأعشاب الصغيرة التي تسبب حساسية الجلد ..! في أول طريقنا ..بالطبع سنقابل أشهر عائلة حيوانات في تلك الغابات المتشابكة الأغصان،أنها البيئة المناسبة جدا ..لهؤلاء المهرجين الصغار..تسمع صراخهم من اعماق الغابة ..ربما لا تراهم من فرط سرعتهم..ولكنك ترى الأغصان تتحرك وتتلوى كالأرجوحة أثناء لعبهم هنا وهناك.. 10 ـ (الحسن بن الهيثم: الرجل الذي اكتشف كيف نرى) فقد أراد ابن الهيثم ان يجرب الناس تجاربه بأنفسهم ، لذا قام بتوثيق تجاربه بدقة في أعماله الأكاديمية التي استغرقت منه 40 عاماً، والتي تراوحت بين موضوعات عن سلوك الضوء وطبيعته، وحركة الكواكب، والهندسة . كما أدرك أن الحواس غالباً ما تكون عرضة للخطأ، لذا ابتكر أساليب للتحقق والإختبار والتجريب للكشف عن حقيقة الظواهر الطبيعية حولنا، فحتى ذلك الوقت كانت دراسة الظواهر الفيزيائية نشاطاً تجريدياً مع تجارب عرضية بسيطة . وأثناء بحثه عن الأدلة لإثبات نظرياته عن الضوء جرّب ابن الهيثم استخدام المرايا المختلفة المسطحة والمقعرة والمحدبة والكروية والإسطوانية وغيرها. وكتب يقول" إن الأجسام المرئية التي نراها من خلال انكسار الضوء "عبر مواد سميكة كالزجاج والماء أكبر من حجمها الحقيقي". كما وجد ابن الهيثم أن "الوهم البصري " هو السبب في أن القمر يبدو لنا كبيراً جداً عندما يكون منخفضاً في السماء وقريباً من الأفق بالمقارنة مع حجمه عندما يكون عند مستوى ذروة السماء، ولا يزال لا يعرف أحد لماذا يحدث ذلك ! . إستحق ابن الهيثم أن يلقبه البعض بـ العالم الأول .. على الرغم من أنه لم يكن الأخير بين الكثير من علماء العالم شرقاً وغرباً الذين قضوا حياتهم في خدمة العلم، وحتماً لم يكن "ابن الهيثم" الوحيد في عصر زخر بالعديد من سفراء العلم في أراضي الحضارة الإسلامية المترامية الأطراف، رجال أضاءوا طريق التاريخ بالعلم في وقت كان الظلام سيداً في أراض أوروبا في عصورها الوسطى المريرة.
نسيت إسمي
الأربعاء، 19-07-2023 10:30 ص
'' قهوة و كتاب و فيلم كلاسيكي '' 1 ـ (حديث و طبق و فنجان) إنها القهوة يا سادة رائحة و مذاق و طبق و فنجان، وجهاً من أوجه الثقافة التركية، و جزأً مهماً من الحياة اليومية، نحتفي بها في جلساتنا و أحاديتنا، و تحدثت عنها الروايات و أشهر الأساطير القديمة .. القهوة التركية .. تميزت بطريقة تحضيرها و تقديمها .. فما حكايتها و لماذا إرتبط إسمها بتركيا ؟ . 2 ـ (مسلسل عمار الكوسوفي “دموع الورد، ألم الحياة) هو من المسلسلات التركية التي لاقت نجاحاً كبير جداً عندما عُرض في تركيا، خاصة أنه مبني على الرواية الشهيرة حياة مريرة، ويحكي المسلسل قصة حب ناعمة مليئة بالصراعات والأحداث الدرامية الممتعة، حيث يعتبر هذا المسلسل من أفضل المسلسلات التركيه التي سترها في حياتك، فقد أبدع المخرج في اختيار ممثلي العمل. تدور قصة مسلسل عمار الكوسوفي حول شاب وسيم ومهذب يسمى عمار يعمل في أحد الأماكن، مما دفع فتاة اسمها نرمين أن تحبه وتعجب به. ويدخل معها في قصة حب وغرام في جو رومانسي ويعدها بأن تكون شريكة حياة ثم يتقدم لها ويتم ذلك في جو خالٍ من المشاكل. ثم تبدأ المشاكل بالظهور عندما يظهر مستثمر أيمن كرونجيء يعمل في مجال الاقتصاد يتسم بالجشع والشر، وتربطه بعمار علاقة عمل ومنفعة، مما يستدعي أيمن أن يتعامل معه بحذر شديد، ويبدأ أيمن بإرسال تهديدات لعمار وحبيبته. تحاول نرمين أن تضع حداً للتهديدات والوقوف ضد أيمن، لكنه لا يهتم بتهديداتها، لكنه يستمر في الاتصال بها مراراً وتكراراً للضغط عليها، لكنها أيضاً تستمر في الرفض، وذات مرة يحاول أيمن الضغط عليها ويراها عمار بالصدفة ويعتقد أنها تخونه والذي جعله يظن هذا رفضها قول الحقيقة، ومن هذه اللحظة تبدأ المشاكل بينهما. تستمر أحداث مسلسل دموع الورد حتى تعرض عمار لمحاولة قتل، مما يضطره للاختفاء والابتعاد عن الأنظار، حتى يظن الجميع أنه مات، وبعد هذه الأحداث تلتقي نرمين بأيمن لإجبارها على الزواج منه، وكل شيء يسير على ما يرام حتى يعود عمار ويبدأ رحلته للانتقام من عائلة أيمن ونرمين معًا. 3 ـ (فيلم كلاسيكي "سباق الحب) إذا كنت قد تجاوزت الأربعين فإن الفيلم سيعيد إلى ذهنك ذكريات الشباب .. فيلم الشهير "سباق الحب" الذي أخرجه دافيد سولفيت و شاركة فيه الممثلة السودية الجديدة إسمها أولا جاكويسون و هي حديثة العهد في هذا الفيلم مشروع إصطياد زوجة ثرية جداً لدوق فقير جداً و في الوقت نفسه يستمر بيم و معاونوه في تعليم الفقير جاسبار "ريكاردو منتالبان" و هي عملية شاقة لأن الدوق يحمل لقباً موروثاً إلا أنه فقير، و تصرفاته تحتاج إلى صقل و تهديب .. يشترك جون في وقت فراغه في تدريب الدوق على ركوب الخيل السريعة .. بينما يلقنه بيم أساليب الغزل .. تمثل جانين أمام الدوق دور الفتاة المطلوب مغازلتها .. إلا أن التمثيل ينقلب إلى حقيقة .. و يغزو الحب قلبها .. و إتخد هذا الفيلم طابعاً دولياً . 4 ـ (أشفي العالم) و لا ننسى أغنية .. هنا مكان في قلبي و أنا أعلم أنه الحب و هذا المكان يمكن أن يصبح أكثر إشرقاً من الغد و إذا حقاً حاولت، ستجد أنه ليس هناك حاجة للبكاء، في هذا المكان سوف تشعر أنه لا يوجد حرج أو حزن !! هناك طرق لتصل هناك .. إذا إهتممت بما يكفي بالأحياء قرب المسافات لتجعل العالم مكاناً أفضل .. أشفي العالم لتجعل العالم مكاناً أفضل .. من أجلك و من أجلي و من أجل كل البشر !! هناك أناس يموتون .. إذا إهتممت أكثر بالأحياء .. أصنع مكاناً أفضل من أجلك و من أجلي .. إذا كنت تريد أن تعرف لماذا .. هناك حباً لا يمكن أن يكذب الحب قوي .. و هو يهتم ببهجة العطاء و إذا حاولنا سنرى في هذه النعمة أنه لا يمكننا أن نشعر .. بالخوف أو الرهبة و سنتوقف عن التواجد في الحياة .. و سنبدأ نعيش الحياة عندئد سيكون الشعور هكذا دائماً !! .. الحب كافياً لنمونا لذا .. إصنع عالماً أفضل و الحلم الذي كنا نتصوره .. الحلم الذي كنا نحلم به سوف يكشف عن وجه سعيد و العالم الذي آمنا به ذات مرة سوف يلمع مرة أخرى في بهجة إذا لماذا نستمر في خنق الحياة جرح هذه الأرض و تعديب روحها على الرغم من أنه من السهل أن نرى أن هذا العالم "سماوي" أنه من صنع الله من الممكن أن نطير عالياً جداً .. لا تدع أروحنا تموت أبداً .. في قلبي أشعر أنكم جميعاً إخواتي .. إصنعوا عالماً بلا خوف سنبكي معاً دموع الفرح عند رؤية الأمم تحول سيوفها إلى محاريت يمكننا حقاً الوصول هناك .. إذا إهتممت بما فيه الكفاية بالأحياء .. قرب المسافات لتجعل العالم مكان أفضل . 5 ـ (كتاب) كتاب "1177 قبل الميلاد : عام إنهارت الحضارة" أعتقد أن الكثير من المعلومات لاتزال مفقودة و آمل أن تكشف النتائج المستقبلية القصة كاملة .. أوصي لك كتاب إيمانويل فلوكوفيس "الأرض في حالة إضطراب" و يوضح أن ما قضى على هذه الحضارات كان كوراث طبيعية، و ليس "غزاة أجانب" حدث هذا لأن كوكب الزهرة له مدار مختلف يجعله قريباً جداً من الأرض .. عندما حدث ذلك، حدثت تصريفات كهربائية عملاقة بين الكوكبين .. تسببت هذه التصريفات في الدمار الملحوظ و كذلك طبقة السخام الموجودة على نفس العمق في جميع هذه الأماكن .