قالت
صحيفة الغارديان، إن وزير الخارجية البريطاني السابق، جيريمي هانت، قبل سنوات "أعرب عن رعبه لمقتل المعارض والصحفي السعودي جمال
خاشقجي في تركيا. ووعد بأن رد بريطانيا سيعتمد على أن مثل هذه الحلقة المروعة لا يمكن أن تتكرر ولن تتكرر".
وأضافت الصحيفة، خلال الافتتاحية التي أتت بعنوان "
السعودية والغرب: لا يجب التعويل على
الرياض"أن "بريطانيا دعت الآن ولي العهد السعودي، والحاكم الفعلي للمملكة، محمد بن سلمان، الذي تعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنه وافق على قتل خاشقجي على الرغم من نفيه لذلك، من أجل القيام بزيارة رسمية".
وبحسب المصدر نفسه، إن "عملية إعادة تأهيل ابن سلمان جارية بالفعل، منذ أن سلّم عليه جو بايدن بود، قبل سنة، كما أن بريطانيا، التي استفادت بشكل كبير من مبيعات الأسلحة السعودية، مُتعطشة أكثر من أي وقت للتجارة والاستثمار" بينما تعمل "الرياض على الإنفاق بسخاء من أجل تلميع صورتها والاستثمار في مجالات الرياضة والترفيه" بحسب الصحيفة.
وفي السياق نفسه، تسترسل افتتاحية الغارديان، في تسليط الضوء عمّا وصفته ب"الجهود الكبيرة المبذولة، لتلميع صورة الملك السعودي المستقبلي في وسائل التواصل الاجتماعي، بينما فرضت أحكامًا شديدة على المؤثرين المُنتقدين للملك المستقبلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
اظهار أخبار متعلقة
وأكدت الغارديان، أن "سجل
حقوق الإنسان في السعودية تشوبه الكثير من الشوائب، لكن معدل الإعدام تضاعف تقريبًا في عهد الأمير محمد"، مردفة أنه فيما يتعلق بالصعيد الدبلوماسي، فإن السعودية تُحاول "الخروج من الحرب في اليمن، حيث حصد تدخلها العدواني أرواح العديد من المدنيين".
إلى ذلك، ترى الصحيفة، أن "العامل الأكبر في إعادة تأهيل السعودية، هو ما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وأعاد تشكيل العلاقات الدولية" مشيرة إلى أن "واشنطن ولندن تعتبران الرياض كضامن للاستقرار الإقليمي. وعلى الرغم من ذلك، اندفع ولي العهد بتهور إلى اليمن وشارك في قيادة الحصار المفروض على قطر؛ كما اكتشف ضلوعه في الأمر عندما استقال رئيس الوزراء اللبناني آنذاك، سعد الحريري، أثناء وجوده في الرياض، بشكل غريب".
اظهار أخبار متعلقة
وقالت "إن ولي العهد السعودي يسعى الآن للتنافس مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، حيث قال للصحفيين إن الإمارات "طعنتنا في الظهر، وسترى ما يمكنني فعله" ، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، في ما يعكس المصالح الجيوسياسية المتضاربة والتنافس الاقتصادي" وفق الغارديان.
وفي ختام المقال الافتتاحي، ترى الصحيفة، أن "هذا أمر محبط للولايات المتحدة التي سعت إلى إصلاح الجسور مع ولي العهد العام الماضي في محاولة فاشلة للحصول على طاقة أرخص؛ غير أنه بعد وقت قصير من لقائه بايدن، خفضت أوبك إنتاج النفط بدلا من زيادته، الشيء الذي يضمن بقاء الأسعار مرتفعة في الفترة التي سبقت الانتخابات النصفية للولايات المتحدة"، مردفة أن "بعض المحللين أشاروا إلى أن الأمير الشاب تعلم درسه في ضوء رد الفعل الدولي العنيف على مقتل خاشقجي، وأنه يسلك مسارا أكثر اعتدالا، مما يوضّح أن النفط والمال الكافيين يجلبان الصفح والغفران".