قالت مجلة "
فورين بوليسي" إن كرة القدم الأوروبية "باتت رهن إشارة الدول العربية الغنية بالنفط، بطريقة غير مسبوقة" ما تسبب في ما وصفته المجلة في تحليلها بـ"جعل البطولات أقل متعة، وخنق المنافسة".
وفاز فريق باريس سان جيرمان، المملوك لقطر، ببطولة فرنسا للمرة الثامنة خلال عشر سنوات، فيما تمكن كذلك نادي مانشستر سيتي، المملوك لدولة
الإمارات العربية، من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة على التوالي.
اظهار أخبار متعلقة
من جهته قال، الخبير الاقتصاد الرياضي في كلية الإدارة الرياضية في باريس، بيير روندو، للمجلة: "أتمنى أن تكون هناك صحوة بشأن الخطر الحقيقي الذي تمثله الصناديق السيادية
الخليجية على المنافسة وعلى مشهد كرة القدم الأوروبية".
وفي العامين اللذين أعقبا تغيير الملكية، أفادت التقارير بأن مانشستر سيتي أنفق مبلغا ضخما قدره 380 مليار دولار على عمليات الانتقال؛ فيما سمحت أموال قطر، في الآونة الأخيرة، لباريس سان جيرمان، بتشكيل واحد من أكثر الفرق المرصعة بالنجوم في تاريخ اللعبة، بما في ذلك ليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي.
وتقدم الدوري الإسباني لكرة القدم، الشهر الماضي، بشكوى إلى المفوضية الأوروبية ضد فريق باريس سان جيرمان، بحجة أن "تمويله القطري ينتهك قواعد الاتحاد الأوروبي التي تقيد الإعانات المالية من خارج الكتلة".
إلى ذلك، اشترى مجموعة من المستثمرين بقيادة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، نادي مانشستر سيتي البريطاني، قبل ثلاث سنوات؛ فيما يسيطر صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد، منذ العام الماضي.
هل غابت المنافسة؟
وضد رغبة النادي الإسباني، تم ضم
نيمار لباريس سان جيرمان من برشلونة، وافق مالكو النادي الباريسي على دفع شرط جزائي قياسي بقيمة 222 مليون يورو (حوالي 242 مليون دولار)، ثم واصل باريس سان جيرمان شراء ميسي بعد أن لم يتمكن برشلونة من تجديد عقده.
ونقل الملاك السعوديون الجدد، نادي نيوكاسل، من المركز الثاني عشر في عام 2021 إلى المركز الرابع هذا العام، وهو ما يعد بمثابة نهاية جيدة لنيوكاسل، حيث دعموه بلاعبين ومدير جديد.
وتسعى الأنظمة الخليجية إلى التسويق لصورتها على أنها "بلدان كرة قدم"، حيث استضافت قطر كأس العالم 2022، فيما سيستضيف السعوديون كأس العالم للأندية في وقت لاحق من هذا العام.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي المتخصص في الرياضة في جامعة رين، جان باسكال جايان، إنه "لكي تكون الرياضة ترفيهية، فإنه يجب أن يكون هناك مستوى معين من التنافس على قدم المساواة، وهذا اختفى إلى حد كبير في فرنسا مثلا".
وأضاف: "إن ضخ الأموال القطرية فشل إلى حد كبير في الوصول إلى الأندية الفرنسية الأخرى، عدا النادي الباريسي، كما كان يأمل البعض" مردفا بأن "للتدفق السخي للأموال من الخليج عواقب في الدوري الإنجليزي".
اظهار أخبار متعلقة
من جهته، قال الخبير في تمويل كرة القدم في جامعة ليفربول، كيران ماغواير، إن "كان البعض ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها وجهة تقاعد اللاعبين، فإن وكلاء اللاعبين الذين قد يفكرون في الذهاب إلى الولايات المتحدة، سيقولون إن خيارهم الأول يجب أن يكون الدوري السعودي، حيث لا توجد تدابير للتحكم في التكاليف هناك، وقد رأينا مستوى الأجور المتاحة".
وتابع: "ما يثير القلق بالنسبة لأوروبا هو أن شهية السعودية لا تتوقف عند اللاعبين في سنوات تقاعدهم، ففي تموز/ يوليو الماضي، تم نقل المهاجم الفرنسي، آلان إيريني سان ماكسيمان، البالغ 26 عاما من نيوكاسل إلى النادي الأهلي السعودي".