بعد تحذيره منه.. لماذا مضى السوداني بالربط السككي مع إيران؟
عربي21- وليد الخزرجي05-Sep-2306:48 AM
1
شارك
السوداني قال إن أي ربط سككي مع دول الجوار هو تفريط في جميع موانئ العراق- واع
أثارت
خطوة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وضع حجر الأساس لأول مشروع ربط سككي
بين العراق وإيران، تساؤلات عدة حول الفائدة المرجوة منها، ولا سيما أن السوداني نفسه
سبق أن حذر من الإقدام عليها بسبب ضررها البالغ على موانئ البلاد.
وأثناء
وضع حجر الأساس في منفذ الشلامجة الحدودي بمحافظة البصرة، السبت، تحدث السوداني عن
أهمية مشروع الربط السككي في نقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة (الشيعة)، من إيران
وبلدان وسط آسيا، فضلا عن أهميته في تعزيز البنى التحتية لاقتصاد العراق.
وأكد
السوداني بحضور نائب الرئيس الإيراني، محمد مخبر، أن المشروع يمثل ركيزة أخرى في تعزيز
البنى التحتية لاقتصادِنا، ورفع قدرة العراق على التواصل مع دول الجوار، واستقبال المسافرين
القادمين من إيران، وبلدان وسط آسيا، عبر مشروع الربطِ السككي.
خطوة
السوداني هذه جاءت مغايرة لما كان يطرحه عندما كان نائبا في البرلمان، إذ أكد في مقابلة
أجراها الأخير عام 2021، أن أي ربط سككي مع دول الجوار هو تفريط في جميع موانئ العراق،
وبالتالي تفريط بأهم ورقة يمتلكها العراق بحكم هذا الموقع الجغرافي المتميز الذي يتمتع
به.
"قتل
الفاو"
وتعليقا
على ذلك، قال المحلل السياسي العراقي، عماد باجلان، إن "ضرر المشروع وتداعياته
على العراق يعلمها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وحديثه السابق عن خطورة الربط
السككي مع دول الجوار أمر واضح لا يحتمل التأويل، لذلك فهو اليوم في حرج كبير".
وأضاف
باجلان لـ"عربي21" أن "السوداني تعرض لضغوطات كبيرة من بعض الأحزاب،
ولا سيما من عصائب أهل الحق، بقيادة قيس الخزعلي، الذي سبق له أن وصف رئيس الوزراء
بأنه مجرد مدير عام، أي لا يمتلك صلاحيات له ولا يستطيع اتخاذ قرار بدون العودة للإطار
التنسيقي".
وتساءل
الخبير العراقي قائلا: "هل يعقل أن يحذر السوداني قبل عام واحد من مشروع الربط
السككي في مقابلاته التلفزيونية، واليوم يذهب بنفسه ويضع حجر الأساس لها إن لم تكن
عليه ضغوطات، ولا سيما من العصائب التي هي من تدير الحكومة اليوم؟"، بحسب قوله.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد
باجلان أن "خطوة السوداني هذه بالفعل كانت بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على ميناء
الفاو الكبير وكل موانئ العراق".
وأوضح:
"تزامن المشروع مع زيارة الأربعين (مناسبة دينية شيعية) وإثارة المشكلات في محافظة
كركوك، كلها كانت للتغطية على هذه الصفقة التي ستكون أضرارها جسيمة على مستقل العراق،
حسبما تحدث السوداني نفسه عن ذلك قبل توليه منصب رئيس الحكومة".
وشدد
باجلان على أن "السوداني مطالب بالخروج إلى الشعب العراقي، وتوضيح الفائدة المرجوة
من مشروع الربط السككي، ولماذا غير رأيه بعدما كان يحذر منه. لكنه لن يستطيع التصريح
بذلك، لأنه اليوم يمر في حرج كبير".
وكان
وزير النقل العراقي السابق، عامر عبد الجبار، قال إن "الربط السككي مع إيران لأغراض
نقل المسافرين فقط ادعاء كاذب لعدم ورود أي حصرية بذلك، وكان الأجدر تحديد مواصفات
السكة بحمولة محورية 15 طنا، وغير ذلك فهو خداع للشعب العراقي".
وأكد
عضو البرلمان العراقي، في حديث تلفزيوني لوسائل إعلام محلية، السبت، أن "وضع حجر
الأساس أثناء انشغال المواطنين في الزيارة الأربعينية أمر مقصود"، واصفا الربط
السككي بين العراق وإيران بأنه "رصاصة الرحمة على ميناء الفاو".
"مخصص
للمسافرين"
وفي
المقابل، قال عضو الإطار التنسيقي السابق، عائد الهلالي، في حديث لـ"عربي21"
إن "الجميع يرفض رفضا قاطعا أن يكون هناك ربط سككي يعمل على تمرير البضائع من
دول الجوار إلى العراق ومن خلالها إلى الموانئ الأخرى سواء عبر البحر الأبيض المتوسط
أو عن طريق تركيا".
وأوضح
الهلالي أن "القضية الأساسية التي لم تفهم في الربط السككي مع إيران هي أنه مخصص
لنقل المسافرين فقط، لأن العراق فيه مناسبات دينية كبيرة ويحتاج إلى وسائل نقل هائلة".
وبيّن
أن "الزوار الإيرانيين الذين يتوافدون على العراق يتجاوز عددهم الـ6 ملايين شخص،
ولا توجد إمكانية لدى العراق لنقل كل هؤلاء من الحدود الإيرانية إلى المدن العراقية،
وأيضا في الاتجاه المعاكس يذهب زوار عراقيون إلى مدن إيرانية لغرض الزيارة الدينية".
وشدد
الهلالي، وهو قريب من مكتب رئيس الحكومة، أن "الربط السككي مع إيران فقط من أجل
نقل المسافرين، وليس البضائع، التي تؤثر بشكل كبير جدا على مشروع التنمية الذي أطلقه
السوداني، ولا أعتقد أن الأخير يناقض نفسه في هذا الموضوع".
وفي
أواخر أيار/ مايو الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مؤتمر
دولي بالعاصمة بغداد، عن مشروع ضخم للنقل والبنية التحتية يربط البصرة بأوروبا مرورا
بتركيا، عبر خط للسكك الحديدية وطرق معبدة.
اظهار أخبار متعلقة
ومن
المخطط أن يشمل المشروع 1200 كيلومتر من البنية التحتية للسكك الحديدية والطرق السريعة،
بدءا من ميناء الفاو في الخليج العربي بمدينة البصرة، وصولا إلى شمال العراق ثم تركيا.
وكان
نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر، قد توقع في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، السبت،
أن تشهد عملية التبادل التجاري بين بلاد والعراق "قفزة هائلة" بعد استكمال
الربط السككي الاستراتيجي بين البلدين، و"إن ربط السكك الحديدية بين البلدين من شأنه
أن يكمل طرق النقل الدولية".
وتابع: "الدول التي تقع في شرق العالم، يمكنها الوصول والتواصل مع دول البحر الأبيض المتوسط
من خلال هذا الخط، كما أننا نأمل أن يلعب هذا الخط دورا خاصا في تسهيل السفر بين إيران والعراق".