أجرت قناة "
فوكس نيوز" مقابلة شاملة مع ولي العهد السعودي
محمد بن سلمان، تناولت فيها قضايا عدة، أبرزها العلاقة مع
الاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، والعلاقة مع إيران والولايات المتحدة، والعديد من القضايا الداخلية والخارجية للمملكة.
وخلال المقابلة، أقر ولي العهد السعودي بمساعي التطبيع مع دولة الاحتلال، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية.
وتنشر صحيفة "
عربي21" مقابلة لولي العهد السعودي مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، وتاليا نص الحوار كاملا:
هذه جزيرة سندالة أول مشروع في "نيوم" ضمن رؤيتك للسعودية لسنة 2030، إنها مذهلة، إنها جميلة للغاية. لقد وصفك الكثيرون بأنك قائد ذو بصيرة، لقد تحدثتُ مع العديد من المواطنين السعوديين، وهكذا وصفوك. أنت لم تطلب منهم قول ذلك، ولكن هذا ما قالوه عنك حقّا، وهذا ما يقوله قادة العالم أيضا. لقد أحدثت هذا التغيير الجذري في كل جوانب المملكة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، هل يمكن أن تعطينا أمثلة محددة عن أهدافك، وكيف ستسير الأمور برأيك؟
ببساطة، واجهنا في الماضي بعض المشاكل في السعودية، وكان هناك العديد من الفرص غير المستغلة، ولكننا نحاول حاليا إعادة استغلالها والمضي قدما نحو تحسين مستقبل السعودية، وهذا ما نحاول القيام به.
إنها رؤية طموحة.
إنها رؤية طموحة، ونحن نتفاجأ كل يوم ببلوغنا الهدف بشكل أسرع، ثم نتوسع إلى هدف جديد وطموح أكبر، وهذا مثير للحماس.
يقول وزراؤك؛ إنك تجعلهم يعملون بجد.
يمكنك أن ترى أنه في سنة 2022، كانت السعودية أسرع الدول نموا في مجموعة العشرين، وأيضا هذه السنة، إذا أخذت فقط جزءا من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، فقد حققنا ثاني أسرع نمو في مجموعة العشرين. إنها منافسة بين السعودية والهند، منافسة رائعة.
إنك تحدث انتقالا من خلال العمل على عدة أجزاء من الاقتصاد، ومحاولة تنويع الاقتصاد بدلا من الاعتماد الشديد على النفط، وقد تطور دور المرأة في المجتمع بشكل ملحوظ. لديك رؤية 2030، أين ترى السعودية بعد 10، 20، 30 سنة؟
سأعطيك مثالا، إذا نظرت إلى أواخر السبعينيات، كان الناتج المحلي الإجمالي للسعودية أكبر من كوريا الجنوبية، وكانت كوريا الجنوبية تحتل المركز العاشر أو الحادي عشر من حيث الناتج المحلي الإجمالي في العالم سنة 2016، في حين كنا نحتل المرتبة 20 في سنة 2016، وهذا الأمر مؤسف.
في سنة 1980، كنا نحتل المرتبة 12 عالميا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وفي سنة 2016 تراجعنا إلى المرتبة 20. نعتقد أنه لو كانت السعودية على المسار المثالي منذ ذلك الحين، لكنا ضمن الدول السبع الأوائل عالميا. أنا أحاول إعادة السعودية إلى المسار الصحيح.
إظهار أخبار متعلقة
أنت مهتم بالبيانات.
يمكننا ملاحظة ذلك اليوم، تحتل السعودية حاليا المرتبة 17 عالميا من حيث الناتج المحلي الإجمالي. وقد أصبحنا نحتل المرتبة 15 في مجموعة العشرين خلال سنوات قليلة، بعد أن كنا نحتل المرتبة 20.
ذكرت للتو مجموعة العشرين، لقد أصبحت السعودية بالفعل لاعبا مهما في الساحة العالمية، واتفاقية السكك الحديدية والموانئ لمجموعة العشرين التي تربط أوروبا ودول الخليج والهند، لماذا تعد هذه الخطوة مهمة للغاية؟
تعد اللوجستيات مهمة، سواء لتصنيع السلع في بلدك أو نقل البضائع، من المهم وجود خطة لوجستية جيدة، ونحن نعمل على ذلك بمساعدة العديد من البلدان والمناطق؛ للتأكد من مرور البضائع في الوقت المناسب. فعلى سبيل المثال، سيقلل هذا المشروع من الوقت اللازم لنقل البضائع من الهند إلى أوروبا بمقدار ثلاثة إلى ستة أيام. وبهذا تقليل الوقت وتوفير المال، وهذا يعد أكثر أمانا وكفاءة. إذا، ما المانع من ذلك؟
لا يتمحور الأمر فقط حول نقل البضائع والسكك الحديدية والموانئ، بل أيضا ربط شبكات الطاقة وكابلات البيانات وغيرها، مما سيفيد أوروبا والشرق الأوسط والهند كذلك. ومعظم هذه الطاقة، كل هذه الطاقة ستكون طاقة خضراء، وسيتم إنتاجها في الشرق الأوسط وتصديرها إلى أوروبا والهند. لذلك، تعد هذه الاتفاقية مهمة بالنسبة لنا وأوروبا والهند.
ذُكرت إسرائيل أيضا في هذه الصفقة. ما الذي يلزم لتوافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
حسنا، هناك مقاربة من إدارة الرئيس بايدن للوصول إلى تلك النقطة. بالنسبة لنا تعد القضية الفلسطينية مهمة للغاية، نحن بحاجة لحل تلك القضية. هناك مفاوضات مستمرة بشكل جيد
وسنرى إلى أين ستؤول الأمور. نأمل أن تُفضي إلى تخفيف معاناة الفلسطينيين وإعادة إسرائيل كلاعب في الشرق الأوسط.
هناك تقارير عن تعليقك للمحادثات.
لا لا، هذا غير صحيح.
غير صحيح. إذا أمكنك وصفها هل ستقول إنكم اقتربتم من التطبيع؟
نحن نقترب أكثر كل يوم، تبدو مفاوضات جادة للمرة الأولى، وسنرى إلى أين ستؤول.
هل يمكنك إبرام اتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟ هل هو شخص يمكنك التعامل معه؟
في السياسة السعودية، نحن لا نتدخل في من يدير شؤون كل بلد. لا تربطنا علاقة بإسرائيل حاليا، ولكن إدارة بايدن نجحت في إبرام أكبر صفقة تاريخية في رأيي منذ نهاية الحرب الباردة، من ثم علينا أن نبدأ علاقة، وستستمر تلك العلاقة بغض النظر عمن يحكم إسرائيل.
-أعني أنه في الـ 73 من عمره وأنت في الـ 38، لكن هل تعتقد أن هناك فرصة للتعامل معه؟
إذا نجحنا في التوصل إلى اتفاق يلبي احتياجات الفلسطينيين ويجلب الهدوء إلى المنطقة، سيكون علينا التعامل مع من يحكم البلاد.
دون الدخول في المزيد من التفاصيل، ولكن كيف ستبدو التنازلات التي ستضطر إسرائيل لإعطائها للفلسطينيين؟
هذا جزء من المفاوضات، نعم لا أريد تعطيل الأمور لأنني أريد تحسين حياة الفلسطينيين حقّا، لذا أريد فقط مواصلة المفاوضات مع إدارة بايدن للتأكد من تحقيق كل الأهداف.
حسنا، من الجانب الأمريكي، هل سيكون هناك اتفاق دفاعي بين السعودية والولايات المتحدة؟ هل ستكون مشابهة لمعاهدة حلف الناتو؟
أولا، كان لدينا اتفاق مشابه خلال السنوات الـ 80 الماضية، نحن أكبر المشترين للأسلحة الأمريكية، أعتقد أن السعودية من أكبر 5 مشترين للأسلحة الأمريكية. لهذا السبب، تؤدي السعودية دورا حاسما في صادراتكم اقتصاديّا، ولدينا العديد من الروابط الأمنية والعسكرية التي تعزز موقف السعودية في الشرق الأوسط، وتعزز مكانة
الولايات المتحدة عالميا، وخصوصا في الشرق الأوسط. وأنتم لا تريدون أن يتغير الوضع، أنتم لا تريدون أن تستورد السعودية الأسلحة من بلد آخر بدلا من الولايات المتحدة، لذا، فإن هذا الاتفاق سيعزز هذه المعاملات، وسيعزز مصالح الولايات المتحدة الأمنية والعسكرية، وحتى المصالح الاقتصادية. كما سيوفر على السعودية الجهد والصداع الذي سينتج عن الانتقال للتعامل مع بلد آخر.
يتساءل الكثيرون عن سبب تطبيعكم العلاقات مع إيران أولا، عدوكم اللدود الذي هاجم منشأتكم النفطية في سنة 2017، لكنكم لم تقوموا بعد بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، هل يمكن لسموك أن تشرح لنا ذلك؟
هذا يعود إلى الموقف والسياسات، نحن في نزاع طويل مع إيران منذ سنة 1979، لا نريد أن يستمر ذلك العرف في الشرق الأوسط، إذا كانت هناك فرصة للتخلص من كل هذا والمضي قدما نحو الازدهار والرخاء، سواء من خلال التعاون مع إيران وغيرها من الدول في العالم العربي، فما المانع؟
تواصل الإيرانيون مع الجانب العراقي سنة 2020، وتحدث العراقيون معنا، بدؤوا في إجراء هذا النوع من المفاوضات. واجهنا بعض العقبات، تدخلت الصين لحلها، وبعد ذلك بدأنا بشكل جيد، ونأمل استمرار ذلك. نحن نحاول قصارى جهدنا، وأيضا ما نراه من الإيرانيين أنهم يأخذون هذا الأمر على محمل الجد ويبذلون قصارى جهدهم، ولذا نستثمر في ذلك.
إظهار أخبار متعلقة
هذا تغيير كبير، ومن الواضح أنك تنظر خارج الصندوق في هذه الصفقات، يمكنك أن تنظر إلى ذلك، هل أنت قلق إزاء حصول إيران على سلاح نووي؟
نحن قلقون إزاء حصول أي دولة على سلاح نووي، هذه خطوة سيئة. لا تحتاج إلى الحصول على سلاح نووي لأنك لن تستطيع استخدامه، وحتى لو حصلت إيران على سلاح نووي، وأي دولة تستخدم سلاحا نوويا، هذا يعني أنهم يخوضون حربا مع بقية العالم. لا يمكن للعالم أن يشهد كارثة أخرى مثل هيروشيما، إذا رأى العالم 100 ألف شخص ميت، فهذا يعني أنك في حرب مع بقية العالم. وهذا جهد عديم النفع للوصول إلى سلاح نووي لأنك لا تستطيع استخدامه، إذا استخدمته ستكون في معركة كبيرة مع باقي العالم.
إذا حصلوا على سلاح نووي هل ستحصلون عليه أيضا؟
إذا حصلوا على سلاح نووي، سيكون علينا أن نحصل على واحد، لأسباب تتعلق بالأمن وموازنة القوى في الشرق الأوسط، لكننا لا نريد حصول ذلك.
نعم، هذا تغيير هائل، يقول الخبراء كيف يمكنك عزل إيران ومحاولة منعهم من تنفيذ ما يريدون، ثم ترى صورة فريق كرة القدم السعودي يتوجه إلى طهران للعب، هذا صادم، أليس كذلك؟
هذا أمر جيد، هذا جزء من التحول، ولقد تلقى الفريق السعودي ترحيبا حارا، أعتقد أن السعودية تأخذ هذا بشكل إيجابي.
كانت إيران تخوض هذه الحرب في اليمن بالوكالة ضدكم، والآن هناك محادثات على مستوى رفيع خلال الأيام الخمسة الماضية مع المتمردين الحوثيين داخل المملكة، وقال ممثلوكم إن المفاوضات كانت إيجابية، وقال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إن هذه فرصة، هل تعتقد ذلك؟
نعم بالتأكيد، كان هدفنا منذ اليوم الأول توفير حياة جيدة لليمنيين ولجميع الدول في المنطقة. بالنسبة لنا في السعودية، من أجل تحقيق تقدم حقيقي ونمو كبير، وإنشاء اقتصاد مذهل في المملكة العربية السعودية والاقتراب من نسبة نجاح 100 بالمئة، فهذا يعني ضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة.
لتحقيق الاستقرار في المنطقة، نحن بحاجة إلى تحقيق التطوّر الاقتصادي في المنطقة بأكملها، لا نحتاج إلى رؤية مشاكل في اليمن، نحتاج إلى رؤية العراق يتقدم حقّا، نحتاج إلى رؤية لبنان يمضي قدما، وكذلك بقية دول المنطقة. نحن نعمل مع مجلس التعاون الخليجي ومع مصر ومع اللاعبين الآخرين في المنطقة، ومع اللاعبين العالميين وحلفائنا في الولايات المتحدة وعلى الساحة العالمية لتحقيق هذه الغاية. هذا جيد بالنسبة لبقية العالم؛ لأنه عندما تكون المنطقة مضطربة، يظهر تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة وتبدأ الهجمات الإرهابية والقرصنة، لذلك لا نريد رؤية هذه الأحداث، نريد رؤية الفرص للشركات الأمريكية والأوروبية، ولبقية العالم، ونريد رؤية المزيد من التقدم في مكان شهد العديد من الاضطرابات خلال العقود الماضية.
في الواقع، لقي أكثر من 150 ألف شخص مصرعهم في اليمن، واندلعت هناك أزمة إنسانية كبيرة، لكنكم أرسلتم مساعدات بقيمة مليارات الدولارات إلى هناك، ولم يقم الإعلام بتغطية هذه المجهودات كثيرا، هل تعتقد أن الأزمة توشك على الانتهاء؟
نحن نعد أكثر دول العالم التي قدمت مساعدات لليمن، في الماضي والحاضر والمستقبل، ونريد زيادة ذلك، ونريد أيضا أن نبدأ الاستثمار في اليمن اقتصاديّا وفي كل الجوانب في اليمن، ونحن نمضي قدما في ذلك. وحتى إذا كان هناك وقف إطلاق نار، فليس هناك اتفاق سياسي حتى الآن، لكننا نحاول دفع كل السياقات قدما يوما بعد يوم.
هناك بعض الأمور الأخرى المتعلقة بإيران، هل تعتقد أن سماح الولايات المتحدة لإيران بالحصول على 6 مليار دولار مقابل الإفراج عن 5 رهائن أمريكيين كانت فكرة جيدة؟
لا تستطيع القول بأنها سياسة سيئة أو جيدة، ولكن ما أستطيع قوله بأنها خطوة، وأتمنى أن يُظهر الإيرانيون أن الحصول على هذه المليارات الستة واستعادة الرهائن الأمريكيين كان يستحق الجهد؛ لأن هذا سيشجع العالم على فعل المزيد.
لقد أشرت إلى أن الصين توسطت في تطبيع العلاقات مع إيران، الأمر الذي فاجأ البعض، لماذا اخترتم الصين لهذا الدور؟
نحن لم تختر الصين.
الصين هي التي اختارتكم؟
الصين هي التي اختارت أن تكون الوسيط في تحقيق ذلك.
هناك علامات على التغيير، هناك بالطبع تجديد العلاقات مع إيران بوساطة صينية، واحتمالية الانضمام إلى البريكس، والصين لها دور كبير في ذلك، هل تعيد المملكة تقييم شراكتها الأمنية كمحاولة للتفكير في طرق مغايرة للقيام بذلك؟
لا لا، بريكس ليس تحالفا سياسيا، فإذا نظرت إلى مجموعة العشرين، ستجد بها مجموعتين، مجموعة السبع ومجموعة البريكس، وقد حاولنا الانضمام للدول السبع في عهد الرئيس ترامب، لكن بعض الدول في مجموعة السبع كان لديها شروط للانضمام. ونحن نرى أنه إذا استمررنا لعقد من الزمان دون أن نكون جزءا من مجموعة داخل مجموعة العشرين، فإن هذا يمكن أن يخلق لنا صعوبات على المستوى الاقتصادي، لذا فإن بريكس هي خيار، وقد وجهت لنا دعوة ونحن نرحب بذلك. والبريكس ليست مجموعة مناهضة لأمريكا أو الغرب، لديكم العديد من الحلفاء في البريكس، لديكم الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وهؤلاء أيضا حلفاؤكم.
أنت تتحدث مع كل القادة العالميين، أعني أنت تتحدث معهم جميعا، فمتى كانت آخر مرة تحدثت فيها مع الرئيس شي؟
لست متأكدا، ربما قبل شهرين أو أربعة شهور، نعم، نحن نتحدث كثيرا على مدار العام.
كيف تراه؟ كيف تصفه؟
حسنا، إنه يحاول فعل الأفضل لأجل الصين، ولديه كامل الحق في ذلك، فهو قائد دولة، ويريد لدولته النجاح والنمو، ولديه أكثر من مليار نسمة، وأنتم لا تريدون أن تشاهدوا الصين تفشل؛ لأنه إذا فشلت الصين، فهي تشكل حوالي 13 إلى 14 بالمائة من الناتج المحلي العالمي، وحوالي 15 إلى 20 بالمائة من سكان العالم، وإذا سقطت هذه الدولة، فإن كل من على الكوكب سيسقطون، حتى أمريكا.
من الواضح أنه كان هناك الكثير من القلق في الولايات المتحدة بشأن تايوان، ومن معرفتك بالرئيس شي، عندما يتعلق الأمر بهذه القضية، ماذا هو رأيك برؤيته لعام 2030؟
لقد أعلنا سياستنا المتعلقة بهذا الأمر، نحن نؤمن بسياسة "الصين الواحدة"، وأعتقد أن الصين تتبنى السياسة نفسها، هناك بعض الترتيبات المتعلقة بذلك، وأعتقد أن الصينيين يحترمون هذا حتى الآن، ونحن نتطلع لمعرفة كيف ستسير الأمور.
ماذا عن روسيا؟ أنتم تتعاملون مع الرئيس بوتين، فما رأيك بغزو روسيا لأوكرانيا؟
ما يحدث هناك أمر سيئ، ولا نود رؤيته، غزو بلد ما، هو أمر ضد قواعد الأمم المتحدة، وقد صوتت السعودية ضده، والروس لديهم مبرراتهم حول سبب قيامهم بذلك، بسبب توسع الناتو وما إلى ذلك، من قائمة المبررات الخاصة بهم، لكن غزو بلد ما أمر سيئ للغاية. السعودية لديها علاقات جيدة مع روسيا، ولدينا أيضا علاقات جيدة مع أوكرانيا، ولدينا علاقات تجارية رائعة وحيوية مع أوكرانيا وروسيا، لذا بالنسبة لنا، نحاول الدفع نحو بعض الخطوات لحل هذه المشكلة.
حاولتم استضافة محادثات سلام، وروسيا لم تحضر، لكنني أردت أن أسألك عن دعم روسيا، تحدثت إلى وزير الطاقة السعودي، الذي كان رائعا، الأمير عبد العزيز، حول قراركم بخفض إنتاج النفط، وقد أخبرني أن ذلك كان بناء على التقلبات ومحاولة تحقيق الاستقرار في السوق. بعض داعمي أوكرانيا يقولون إن القيام بذلك أدى إلى ارتفاع الأسعار، وأنكم فعليّا دعمتم الجهود الحربية الروسية، في الوقت الذي حاولت العديد من البلدان الضغط عليهم للخروج من أوكرانيا، لذا كيف تتعاملون مع ذلك؟
أنت تتحدث عن دعم أوكرانيا، ولكن ماذا عن رئيس أوكرانيا؟ ماذا قال؟ قال شيئا مخالفا تماما لذلك، قال إن السعودية تدعم أوكرانيا، وتدعم حل المشكلة بين أوكرانيا وروسيا، وتحاول أن تكون وسيطا للمساعدة في هذا الجانب، وإذا كنا نعقد اتفاقا في أوبك بلس لدعم روسيا، فإن إيران أحد دول أوبك بلس، وفي ذلك الوقت إيران كانت عدونا، ولم يكن بيننا التحالف الذي نراه اليوم، فهل كنا ندعم إيران أيضا في ذلك الوقت، هذا ليس منطقيا؛ لأنه بالنسبة لنا في السعودية نحن فقط نراقب العرض والطلب، وإذا كان هناك عجز في الطلب، فإن دورنا في أوبك بلس هو سد هذا العجز، وإذا كان هناك زيادة في العرض، فإن دورنا في أوبك بلس موازنة ذلك من أجل تحقيق الاستقرار في السوق.
إظهار أخبار متعلقة
إذن، ليس هناك أي نواح أخرى للأمر؟
لا، يتعلق الأمر فقط بالعرض والطلب.
مع اقتراب الذكرى الخامسة لمقتل الصحفي جمال خاشقجي بشكل وحشي في قنصلية بلادكم في تركيا، وجهت المخابرات الأمريكية الاتهام إليك بأنك أمرت بهذا الهجوم، وقد سمعتك تتحدث عن الموضوع عدة مرات، قائلا إنك لم تصدر الأمر بالقتل، وأنه كان أمرا مروعا وخطأ، وأنك تتحمل المسؤولية بصفتك قائد البلاد، ولكن بعد مرور خمس سنوات، ماذا تقول لهؤلاء الذين لا يزال لديهم مخاوف في الولايات المتحدة، وربما للصحفيين حول العالم، والسياح المحتملين الذين سيأتون هنا إلى سندالة، الذين يتساءلون عما إذا كان هناك أي شيء قد تغير، أو عن إمكانية تكرر ذلك؟
حسنا، لقد اتخذنا كل الإجراءات القانونية التي يمكن لأي دولة اتخاذها، مثلما فعلت أمريكا بشأن أخطائها في العراق، قاموا بتحقيقات ومحاكمات.. إلخ، وهذا ما فعلناه في السعودية، وأغلِقت القضية، كما حاولنا أيضا إصلاح النظام الأمني للتأكد من عدم حدوث هذه الأخطاء مرة أخرى، ويمكننا أن نرى أنه خلال السنوات الخمس الماضية لم يحدث شيء من هذا القبيل؛ لأنها ليست جزءا مما تقوم به السعودية خلال السنوات المئة الماضية، كان حطأ، وكان مؤلما، ونحن نحاول بذل قصارى جهدنا للتأكد من إصلاح نظامنا للعمل وفقا للقواعد، وللتأكد من أن الجميع بأمان، ليس في السعودية فقط، بل في العالم كله.
هل سُجن أي من المتورطين في القتل؟
نعم، كل من تورط في ذلك يقضي وقتا في السجن، عليهم المثول أمام القانون.
وأنتم تحاولون تغيير القوانين بشكل عام لجعل الأحكام أكثر واقعية؟
أكثر واقعية بالنسبة لنا كسعوديين، وليس للأجانب، ولكننا نؤمن اليوم أنها بعيدة تماما عن الواقعية بالنسبة لنا كسعوديين، لذا نحن لسنا فخورين بكل قوانيننا في السعودية.
هناك مقال نشرته وكالة أسوشيتد برس قبل بضع أسابيع بعنوان: رجل سعودي يواجه عقوبة الإعدام بسبب منشورات على الإنترنت، أحدث القضايا في حملة واسعة ضد المعارضة. أعتقد أن الأمر يتعلق بمنشوراته على منصة "إكس"، "تويتر" سابقا. أولا، هل هذا صحيح؟ وثانيا، هل تعمل على تغيير هذا الجانب؟
نعم، هذا صحيح للأسف، وهذا شيء لا يعجبني.
ألا يمكنك تغيير ذلك؟
نحن نبذل قصارى جهدنا لفعل ذلك، لقد أضفنا بالفعل بعض القوانين، وغيرنا عشرات القوانين في السعودية، والقائمة تحتوي على أكثر من ألف بند، وليس لدينا في مجلس الوزراء سوى 150 محامٍ، لذا أحاول إعطاء الأولوية للتغيير يوما بعد يوم، لكننا لسنا سعداء بذلك، نحن نأسف لذلك، لكن النظام القضائي يجب أن يتبع القوانين، ولا أستطيع أن أقول للقاضي افعل ذلك وتجاهل القانون، لأن هذا مخالف لسيادة القانون، ولكن هل لدينا قوانين سيئة؟ نعم، وهل سنغير هذا؟ نعم.
هل تعتقد أن هذا الرجل سيُعدم بسبب المنشور؟
حسنًا، أعتقد أن هناك بعض الخطوات في المحاكمات، وآمل في المرحلة المقبلة من المحاكمات أن يكون القاضي أكثر خبرة، وقد ينظر إليها بطريقة مختلفة تماما.
مررنا مؤخرا في الولايات المتحدة بالذكرى الثانية والعشرين لهجمات 11 سبتمبر، وكما تعلم، فإن 15 من أصل 19 مختطفا كانوا سعوديين، وعائلات ضحايا 11 سبتمبر أوضحوا مشاعرهم، خاصة في وقت الذكرى، بأنهم يعتقدون بوجود معلومات استخباراتية تربط بطريقة ما الحكومة السعودية بتقديم الدعم أو التسهيلات لهؤلاء الخاطفين، ماذا تقول لهذه العائلات من ضحايا 11 سبتمبر بعد 22 عاما؟
أنا آسف جدا لأي أحد فقد أحد أفراد عائلته، لا أحد يريد فقدان عائلته، خصوصا بهذه الطريقة، نعم كان هناك 15 سعوديا، وكان هذا بتخطيط أسامة بن لادن، هذا معروف للجميع، أسامة بن لادن خطط أيضا للعديد من الهجمات في السعودية، لذا فإنه ليس من المنطقي أن نعمل مع الشخص الذي نفّذ هجمات إرهابية في السعودية في التسعينيات وما بعدها، وقتل السعوديين والأجانب في ذلك الوقت في السعودية، إنه عدونا وعدو أمريكا.
الهدف الرئيسي لأسامة بن لادن، وهذا ما تقوله التقارير، كان تجنيد أكبر عدد ممكن من السعوديين ليتأكد من خلق مشكلة بين أمريكا والسعودية، لذلك لو صدق الأمريكيون ذلك، فهذا يعني أن أسامة بن لادن نجح في خطته.
يُنسب إليك الفضل في مكافحة التطرف الجهادي في البلاد، هل ما زال هذا يحدث؟
كانت البلاد محافظة من قبل، وليس السعودية فحسب، بل حتى أمريكا كانت محافظة من قبل، الزمن يتغير، والإصلاحات تأتي، وهذا ما يحدث في السعودية.
بعد مقتل خاشقجي، وصف الرئيس بايدن السعودية بأنها دولة منبوذة، ثم زاركم وصافحك بقبضة مغلقة، ثم صافحك بيده مؤخرا في مجموعة العشرين مع ابتسامة، شاكرا إياك على قيادتك، من الإنصاف القول؛ إن العلاقة بين الولايات المتحدة السعودية معقدة، كيف تصف علاقتك الحالية مع الرئيس بايدن؟
الشيء الوحيد الذي لا يتغير في السياسة هو طبيعتها المتغيرة، لذا تتغير سياستك دائما حسب ما يخدم أهدافك كدولة، لدينا اليوم عمل رائع مع الرئيس بايدن، نحن نعمل على الشبكة الكبيرة التي ننشئها بين الهند والسعودية وأوروبا، نعمل على ترتيبات السلام مع إسرائيل وفلسطين، لدينا أطول هدنة وقف إطلاق نار في اليمن، وتم إحراز الكثير من التقدم الجيد لخلق حل سياسي، وأنجزنا الكثير من العمل في مجال الأمن وتحقيق الاستقرار في المنطقة وخارجها أيضا في أوكرانيا، ولدينا عمل رائع في التكنولوجيا والتطوير والبحث، واستثمارات الجيل السادس، والبحث والتطوير بأمريكا، وفي قطاع الفضاء والعديد من المجالات. يعد جدول الأعمال بين المملكة العربية السعودية وأمريكا اليوم، مثيرا للاهتمام حقّا، ونربطنا علاقة رائعة حقّا مع الرئيس بايدن.
أعني أنك تتحدث معه خلف الكواليس. في الولايات المتحدة هناك الآن الكثير من التركيز حتى من داخل دوائر حزبه على عمره؛ حيث إنه يبلغ من العمر 80 عاما، وأنت تبلغ من العمر 38 عاما، كما ذكرت أنك عملت معه والتقيت به، ما هو تقييمك؟
إنه ذكي وفطن، إنه حقّا يتسم بتركيز جيد، ناهيك عن أنه مستعد بشكل جيد، وهذا ما أراه.
نعم، هل تتابع السياسة الأمريكية عن كثب؟
في بعض الأحيان، ولكن ليس لدي الكثير من الوقت، معظم الوقت أحاول متابعة ما يؤثر بالفعل على المملكة العربية السعودية، ولكن في بعض الأحيان أتابع السياسة الأمريكية.
هل من الصعب التعامل مع الولايات المتحدة عندما تتغير الإدارة كل أربع إلى ثماني سنوات، وربما تتغير السياسة الخارجية؟
حسنا، أحيانا كما تعلم، فإنه عندما تطرأ تغييرات في أي دولة، دائما ما تخلق فترة من المفاوضات، لذلك اعتدنا على ذلك وعند أي تغيير في الإدارة في أمريكا، نبدأ الحديث عن المسائل المشتركة التي نتفق عليها، والعوائق التي نواجهها لدينا في هذه العلاقة والفرص الجديدة التي يجب أن نعمل عليها، وبعد ذلك نصل إلى نقطة أنه لدينا هذه الخطة للسير عليها في السنوات القليلة المقبلة.
كانت لديك علاقة جيدة مع الرئيس السابق ترامب وإدارته، وكما تعلم هناك العديد من التحقيقات الجارية الآن مع الرئيس بايدن وابنه هانتر بشأن الأموال التي حصل عليها من شركة في أوكرانيا ومن الصين، وما إذا كان لذلك تأثير مباشر على الرئيس بايدن أو القرارات التي اتخذها. في إدارة ترامب، كانت لديك علاقة وثيقة حقّا مع كبير مستشاري الرئيس وصهره جاريد كوشنر. بعد مغادرته، ظهرت إشاعات أن الصندوق السعودي استثمر ملياري دولار في صندوق جاريد الجديد الذي أطلقه وكان يديره، هل تعتقد أن ذلك يرسل رسالة خاطئة حتى لو لم يكن هناك صفقة تقوم على الانتفاع المتبادل؟
نحن نبحث عن الفرص والاستثمارات، لدينا الكثير من الاستثمارات في جميع أنحاء العالم مع الكثير من الأشخاص، ناهيك عن فرص استثمارية هائلة.
لذا إذا أصبح ترامب رئيسا مرة أخرى، فسوف تترك الملياري دولار مع جاريد كوشنر.
إنه التزام لدى صندوق الاستثمار العام الذي يملك الكثير من الالتزامات مع الكثير من المستثمرين التي عليه أن يحافظ عليها.
إظهار أخبار متعلقة
هل سيؤثر ذلك على قراراتك في حال عودة إدارة ترامب؟
حسنا، المملكة العربية السعودية كبيرة جدّا، لذلك أنا متأكد تماما من أن أي شخص في جميع أنحاء العالم بشكل مباشر أو غير مباشر لديه علاقة بالمملكة العربية السعودية. لذلك، إذا كان ذلك يمكن أن يؤثر على قرار الرئيس ترامب في حال أصبح رئيسا، فهذا يعني أن ذلك سيؤثر على قرار كل رئيس في العالم وكل صانع قرار في العالم؛ لأنه يملك بشكل مباشر وغير مباشر مصالح أو مسائل مشتركة مع المملكة العربية السعودية.
حسنا، ها نحن ذا. لنمر إلى السؤال الآخر الذي أريد أن أطرحه عليك، وهو: هل أنت من محبي الرياضة؟
نعم بالتأكيد.
أين كنت عندما فازت السعودية على الأرجنتين في كأس العالم، وكيف كانت ردة فعلك؟
كنت مع عائلتي وإخوتي وزوجاتهم وأطفالهم نشاهد المباراة. وفي الواقع، كنا نريد فقط الخروج من هذه اللعبة دون مهانة أو عار. وكانت النتيجة مفاجئة.
أعني أنها أثارت حماس الناس هنا، لقد تحدثت إلى عدد كبير منهم وكانوا متحمسين حقّا. هل تعتقد أن كرة القدم في الولايات المتحدة تغير الديناميكية هنا، حيث إنها تقريبا هوية وطنية أخرى؟
حسنا، حسنا، بهدف تحفيز اقتصادنا، ينبغي أن نعمل في جميع القطاعات؛ على سبيل المثال التعدين، والبنية التحتية، والتصنيع، والنقل، والخدمات اللوجستية والقائمة تطول. وتعد السياحة جزءا لا يتجزأ من هذه الجهود. وإذا كنت تريد تنمية قطاع السياحة، فأنت بحاجة إلى تطوير قطاعك الثقافي وقطاع الترفيه والرياضة لأنك بحاجة إلى إنشاء أجندة. يمكننا أن نرى أن السياحة كانت تساهم في الناتج المحلي للسياحة بنسبة ثلاثة بالمائة، واليوم أصبحت تبلغ سبعة بالمائة. في المقابل، كانت الرياضة تساهم في الناتج المحلي السعودي بنسبة 0.4 بالمائة. واليوم، بلغت هذه النسبة 1.5 بالمائة، وهذا يعني تعزيز النمو الاقتصادي والوظائف وجدول الأعمال والترفيه والسياحة.
ويمكنك أن ترى أننا نحتل في الوقت الحالي المرتبة الأولى في الشرق الأوسط. قبل ست سنوات، لم نكن حتى ضمن العشرة الأوائل في الشرق الأوسط. وفي سنة 2022، بتنا نحتل المرتبة العاشرة على مستوى الزيارات على الصعيد العالمي. وهذا نجاح عظيم حقا. نحن نهدف إلى تجاوز 100 مليون زيارة في سنة 2030 وربما حتى 150 مليون. في السنة الماضية وصلنا إلى ما يقارب 40 مليون زيارة من داخل المملكة العربية السعودية والعالم. لذلك، يبدو أننا نسير على الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف المنشودة.
نعم، يقول وزير السياحة لديكم؛ إنكم تستمرون في رفع سقف الأهداف المرجوة.
لأننا وصلنا إلى الهدف بسرعة.
نعم، أنت تنفق أموالا هائلة على الرياضة، و مبالغ ضخمة، من خلال الاستثمار في جلب المشاهير الرياضية وشراء الفرق الكبيرة والمرافق الضخمة. ماذا تقول للأشخاص الذين يزعمون أن هذه الجهود تندرج ضمن الغسيل الرياضي الذي تحاول استخدامه لتبيض صورتك بطريقة أو بأخرى أو التأثير عليها بطريقة أو بأخرى؟
حسنا، إذا كان الغسيل الرياضي سيؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة واحد بالمائة، سأستمر في القيام بالغسيل الرياضي.
ليس لديك أي اعتراض على استخدام هذا المصطلح؟
أنا لا أهتم، لدي نمو بنسبة 1% في الناتج المحلي الإجمالي متأت من الرياضة وأهدف إلى 1.5 إضافية. دعوهم يطلقون الألقاب كما يحلوا لهم، ودعونا نحصل على نسبة 1.5 بالمائة.
هل أنت لاعب غولف؟
أنا مبتدئ، لست جيدا جدا.
ليس لديك الكثير من الوقت للتدريب؟
هذا جزء من الأمر، ولكني أحاول أن أبذل قصارى جهدي.
ماذا تريد من ليف غولف وربما هذا الاندماج مع دوري بي جي إيه للغولف؟
حسنا، هذا سيغير قواعد اللعبة بالنسبة لصناعة الغولف، فلن تكون هناك منافسة وستركز على تطوير اللعبة، وهذا أمر جيد للاعبين والمشجعين الذين يحبون الغولف.
هل تشعر أن هناك شيئا يتغير في البلد بسبب كل ما قمت به، مثلا هل ترى الشباب يدعمون تلك الإنجازات، وهذا في حد ذاته سيغير قواعد اللعبة ليس من القمة إلى القاعدة، وإنما العكس؟
حسنا، ليس كل ما أنجزته، بل كل ما أنجزناه في المملكة العربية السعودية، أنا مجرد فرد منهم، وإذا لم يقتنع الناس بتلك الرؤية فلن تنجح، لذا، يجب على الناس أن يؤمنوا أولا به، ويجب على الجميع الدفع لتحقيق كل التقدم الذي نحققه في المملكة العربية السعودية، ويبدو أن الأمور تسير بشكل جيد حقّا، فنحن إحدى أسرع الدول نموا في العالم، ولدينا أكثر المشاريع طموحا في جميع القطاعات. لذلك علينا أن نتحرك بشكل أسرع في كل صناعة على هذا الكوكب.
في وقت ما، سوف تصبح ملكا هنا، كيف حال والدك؟
يبلغ من العمر 88 عاما، وهو بصحة جيدة، وأتمنى له طول العمر والعافية.
إن شاء الله. خادم الحرمين الشريفين هو لقب يحمله الملك السعودي، وهي مسؤولية كبيرة حقا، وتدرك الولايات المتحدة ذلك جيدا. هل يمكنك أن تقول شيئا لمشاهدينا حول المسؤولية التي تقع على عاتق الملك السعودي في هذا الشأن، ما مدى أهمية ذلك في العالم الإسلامي الأوسع؟
حسنا، إن الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية مقدسان لجميع المسلمين. في مكة، يوجد الكعبة المشرفة التي تعد قبلة المصلين عند تأدية صلواتهم الخمس اليومية وعليهم زيارتها مرة واحدة في الحياة، ونحن نتحدث عن ملياري مسلم تقريبا في الكوكب. أما في المدينة المنورة، يوجد قبر النبي ﷺ. لذلك من واجب أي ملك للمملكة العربية السعودية وواجب جميع الشعب السعودي، خدمة هذين الحرمين وخدمة زوار تلك الأماكن، وأعتقد أننا حققنا إنجازا رائعا على هذا الصعيد.
شكرا لك على إجابتك عن كل هذه الأسئلة، لقد أمضيتُ الأيام الثلاثة الماضية هنا وزرت البلاد عدة مرّات من قبل، ولاحظت شخصيا التحولات الكبرى التي شهدتها المملكة، ليس فقط فيما يتعلق بوضع النساء، ولكن أيضا المباني وكيف ينظر الناس إلى هذا البلد. بالنسبة للأشخاص من الخارج الذين ينظرون إلى هذا، ماذا تريد أن تخبرهم إذا كانوا يريدون الزيارة، فربما يشعرون بالقلق بشأن القدوم إلى السعودية بسبب ما كتب في الماضي وماذا يشاهدون؟ ماذا ستقول لهم؟
سأخبرهم أن أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين هي المملكة العربية السعودية، هذه هي قصة هذا القرن هل تريد أن تفوتها أم لا، القرار يعود لهم.
وهل تعتقد أنك سوف تبطئ وتيرة التقدم؟
على الإطلاق لا، نحن نحاول الإسراع ومجاراة التطور بشكل يومي.
صاحب السمو الملكي، نحن نقدر حقّا الوقت الذي منحتنا إياه. شكرا.
شكرا.