أتى حريق على مركز إسلامي لتعليم النساء في غرب لندن، فيما قالت الشرطة إنها
تعتقد أن الحريق تم إشعاله بشكل متعمد. لكن اللافت أن الشرطة كانت قد رفضت قبل ساعات
من الحريق الاستجابة لبلاغ من إدارة المركز عن اقتحامه ونهب محتوياته.
واندلعت النار في مركز الفلاح
الواقع في منطقة هييز في غرب لندن، في السلاعات الأولى من صباح 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، وكشفت
إدارة المركز عن تفاصيل الحادث الثلاثاء الماضي.
فقد اقتحم مخربون لم تُعرف هويتهم بعد؛ المركز مساء 26
أيلول/ سبتمبر وقاموا بنهبه، وفي الساعات الأولى من 27 أيلول/ سبتمبر تم إضرام
النار فيه، ما تسبب بدمار وخسائر مادية بآلاف الجنيهات الإسترلينية.
وقالت مديرة المركز مريم طارق إن الحادثة تسببت بقلق بين
أفراد الجالية المسلمة في المنطقة.
وتحدثت المديرة لمواقع إخبارية بريطانية عن تفاصيل الحادثة قائلة: "تلقيت اتصالا من أحد جيراني
حيث كان يوقف سيارته في الموقف الخاص بالمركز.. قال لي أنا في العمل وزوجتي
أبلغتني بأن أحدهم يطرق الباب بعنف، أحدهم يحاول اقتحام المكان".
وكان ذلك بعد صلاة العشاء (26 أيلول/ سبتمبر)، وحينما
شاهدت مريم الكاميرات عبر هاتفها "رأت فوضى في المطبخ، وهناك أشياء على الأرض.
هو (المطبخ) في العادة نظيف، لذلك اعتقدت أن هناك شيئا قد حدث".
وقالت إنها ذهبت برفقة ابن
إحدى صديقاتها إلى المركز بحدود الساعة العاشرة ليلا. وأضافت: "الباب كان ملقى
على الأرض في موقف السيارات عندما وصلنا إلى هناك.. كل شيء كان محطما".
وكانت صناديق التبرعات قد فُتحت بالقوة، كما تعرضت بعض محتويات المركز للتخريب.
واللافت أن مريم اتصلت بالشرطة لإبلاغها باقتحام
المركز، لكن الشرطة ردت عليها بأنها لن تستطيع الحضور قبل الصباح بحجة أنها مشغولة جدا. وقالت مريم: "لم
أعرف ماذا أفعل إزاء الباب المفتوح، لذلك وضعنا بعض اللاصق لتغطية الأبواب والشبابيك"،
ثم غادرت المكان لأنه لم يبق أحد معها.
لكن عند الساعة الثانية فجرا من 27 أيلول/ سبتمبر
الماضي اتصلت بها شركة التأمين وأبلغتها بأن "هناك شيئا يحدث.. هناك دخان.
اتصلنا بفرق الإطفاء والشرطة".
وتعتقد إدارة المركز أن الحريق بدأ في المكان بعدما تم إضرام النار في نسخ من المصحف الشريف تم تجميعها في إحدى الغرف.
من جهته، قال متحدث باسم شرطة لندن إن "الحريق
يجري التعامل معه كفعل متعمد"، وأضاف أن "الضباط على علم بسرقة تعرضت
لها المدرسة في 26 أيلول/ سبتمبر، ونعمل على فحص ما إذا كان هناك أي رابط بين
الحادثتين". ولاحقا ذكرت الشرطة أنها تتعامل مع الحادثتين باعتبارهما مرتبطتين ببعضهما.
وأوضحت الشرطة أنه لم يصب أحد بأذى، ودعت كل من لديه معلومات عن
الحادثة للاتصال بها.
ويشار إلى أن مريم طارق كانت قد بدأت مشروعها لتدريس
النساء في منزلها قبل عشرين عاما، قبل أن ينتقل المركز إلى المكان المستأجر منذ
نحو 12 عاما.
ويرتبط المركز بعلاقات جيدة في المنطقة، وهو إلى جانب التدريس
الديني والصلاة للنساء، يستقبل الفتيات والنساء من كل الخلفيات لحضور دروس في
الرياضيات واللغة الإنجليزية إلى جانب اللقاءات الاجتماعية.
وأطلق المركز حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت لترميم المركز
بعد الحريق وتغطية الخسائر التي لا يغطيها التأمين، كما دعا المركز المجتمع المحلي
للمساعدة في إعادة البناء.
وقال متحدث باسم المركز: "لا نستبعد أن تكون (جريمة)
إسلاموفوبيا أو جريمة
كراهية". وأضاف: "الأسوأ أنه لم يتم تناول ما حدث
في الصحافة المحلية أو الوطنية" في
بريطانيا.
وعلق النائب العمالي عن منطقة هييز، جون ماكدونيل، على
الحادثة قائلا: "إنها جريمة تخريب بشعة.. لا نستطيع التأكد من أنها مدفوعة
بالعنصرية، لكن في نفس الوقت علينا أن نأخذ هذا الاحتمال بجدية".
وقال لموقع ميدل إيست آي: "نحن مجتمع متعدد
الثقافات، ونحن فخورون حقا بالأسلوب الذي يعيش به مجتمعنا بانسجام"، مضيفا:
"أيا كان الدافع لهذا الهجوم، فإننا لن ندعه يهزمنا"، وفق تعبيره.
وتشير إحصائيات وزارة
الداخلية البريطانية إلى أن الهجمات ضد
المسلمين تمثل نحو ثلث
الاعتداءات المدفوعة
بالكراهية الدينية بين عامي 2022 و2023.
وسجلت منظمات إسلامية العام الماضي تعرض نحو 35 في المئة
من المساجد في بريطانيا لاعتداء واحد على الأقل العام الماضي.