تعددت أوجه العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة المحاصر منذ 17 عاما، ولم تقف صواريخ جيش الاحتلال عند قتل وإعدام المئات من الأطفال الذين هم طلاب في العديد من المراحل الدراسية، بل إنها امتدت لمزق كتبهم الدراسية وتحرق دفاترهم.
أثناء تجول "عربي21" في حي الرمال المدمر وسط مدينة لرصد جرائم الاحتلال، فقد ظهر جليا الكم الهائل من الكتب الدراسية الممزقة وغيرها، وتناثر كراسات الطلاب الذين هم في المراحل الدراسية الأولى، ليكشف بذلك حجم الاستهداف الإسرائيلي للطفولة
الفلسطينية.
الكثير من المواطنين المصدومين ممن هدمت بيوتهم، لم يناموا ليلتهم، كانوا ينتظرون الصباح لرؤية ما فعلته صواريخ الاحتلال المدمرة والتي هزت المدينة مع أصوات انفجارات مرعبة، بمنازلهم وغرف أطفالهم الذين حلموا طويلا بمستقبل بلا احتلال، من أجل أن لا يعيشوا هذه اللحظة التي يشاهدون فيها تناثر أحلامهم بفعل جرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق كل ما هو فلسطيني.
"عربي21" وثقت جرائم الاحتلال التي طالت المصاحف والكتب الدراسية للأطفال ودفاترهم التي يخطون عليها الأحرف الأولى لهم في مسيرتهم العلمية، التي يتعلمون فيها احترام الإنسان وحياته وحقوقه وعدم الاعتداء عليه، إضافة إلى حب الحياة والعمل على خدمة الإنسانية في شتى المجالات، بالترافق مع حرصهم على عدم التفريط بوطنهم المسلوب ومقدساتهم التي تدنس وتنتهك حرمتها ليل نهار من قبل
الاحتلال الإسرائيلي.
وتواصل طائرات الاحتلال استهداف العديد من مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين وكل ما يمتلكون، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والصحيفين، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
اظهار أخبار متعلقة
وفجر السبت الماضي، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "
حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، استشهاد أكثر من 1200 فلسطيني؛ بينهم مئات الأطفال والنساء، إضافة إلى تسجيل 5339 إصابة بجراح مختلفة، مؤكدة أن "جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة 22 عائلة فلسطينية".