قال رئيس مجلس الشورى
اليمني، أحمد عبيد بن دغر، الأحد؛ إن
غزة غيرت كثيرا من مسلمات الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدا أن المشهد ذاته لن يعود كما كان قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث انطلقت عملية طوفان الأقصى ضد قوات
الاحتلال في غلاف غزة.
وأضاف ابن دغر في منشور له على "فيسبوك": "من المؤكد أن
الفلسطينيين وهم شعب جبَّار، عركته عقود ثمانية من الاضطهاد وقوافل من الشهداء، قد
غير معادلة القوة وكسر هيبة العدو، ولذلك، لن يقبل هذا الشعب حلولا منقوصة لا
تمنحه حقوقا كاملة".
وقال رئيس مجلس الشورى اليمني: "نقف اليوم على أعتاب مرحلة
مختلفة في المنطقة، من اللحظات الأولى لم تكن مجرد اشتباك بين الفلسطينيين
المدافعين عن أرضهم، وعدو غاصب وقاتل ومجرم".
وتابع: "من المؤكد أن اليمن لن يكون بعيدا عن تأثيرها، ولن
يمضي وقت طويل دون أن تترك أثرها على القوى الفاعلة في الساحة الوطنية؛ الشرعية
والانتقالي والمكونات السياسية".
وقال: "فيما انغمس فيها الحوثيون في بواكيرها الأولى بجهل من
ناحية وتبعية من ناحية أخرى، ولا شك أن التحالف العربي بقيادة السعودية ينظر
باهتمام لأحداث المرحلة بوعي ثاقب، وعقل يقظ".
ولفت المسؤول اليمني إلى أن الشرعية اليوم عادت لتدين الأعمال
الإجرامية العدوانية لإسرائيل على قطاع غزة، وكذلك فعلت المملكة، بثبات في المواقف
ومبدئية، وقبل ذلك مصر وكل الدول العربية، لإدراك كلّ من التحالف والشرعية والعرب، أن استمرار العدوان الغاشم على غزة المخالف للقوانين الدولية، الذي بلغ حد جرائم
الحرب، لا بد أن يكون له تبعات وتداعيات إقليمية ودولية، قد لا تتمكن أطرافه
الفاعلة في وقفها.
وأكد رئيس مجلس الشيوخ اليمني، أن العرب والمسلمين والشعوب الحرة لن
يقبلوا تصفية القضية الفلسطينية بالمنظور الإسرائيلي سلما أو حربا، خاصة وقد حرص
العرب في ذات الوقت على حل عادل لمأساة الفلسطينيين، وفقا للمواثيق الدولية وقرارات
مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد أعربوا عن ذلك في خطة السلام
العربية، وقبلوا بحلول وفقا لمشروع الحل العادل والشامل بدولتين.
وأردف قائلا: "بالنسبة للعرب جميعا، حتى الصامتون منهم، كانت قضية
فلسطين وستبقى قضيتهم المركزية والأولى، فهي تسكن وجدان الأمة وجرحها الغائر، وقد
شكلت وعيها المقاوم حتى إزاء ذاتها".
وقال ابن دغر: "للعروبة عند العرب جميعا باب أول يأخذهم نحو
فلسطين والأقصى والقدس الشريف"، موضحا أنه "طالما ظل هذا الباب مغلقا في وجه
الحلول، فإنه سوف يدق ويطرق بقوة وعنف، بيد الفلسطينيين وبأيدي العرب جميعا، شاء
من شاء وأبى من أبى".
واختتم حديثه بالقول:
"رحم الله عرفات وأحمد ياسين، وكل شهداء فلسطين".
وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، أن حصيلة ضحايا العدوان
المتواصل على القطاع ارتفعت إلى أكثر من 8 آلاف شهيد، محذرة من خطر انتشار متسارع
للأوبئة بين النازحين بسبب الحصار المفروض وانقطاع المياه.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة؛ إن "الاحتلال ارتكب 56
مجزرة خلال الساعات الماضية، راح ضحيتها 302 من الغزيين، غالبيتهم من النازحين إلى
جنوب قطاع غزة، الذي يزعم الاحتلال الإسرائيلي أنه آمن".