أعلنت
روسيا، الثلاثاء، عن انسحابها من معاهدة أمنية وقعت لفرض قيود على القوات المسلحة
التقليدية في أوروبا في نهاية
الحرب الباردة عندما بدا تشكيل هيكل جديد للأمن
العالمي والأوروبي ممكنا.
وانسحبت
روسيا رسميا من المعاهدة التي تحمّل
الولايات المتحدة مسؤولية تقويض الأمن في حقبة
ما بعد الحرب الباردة بتوسيع
حلف شمال الأطلسي.
وقالت
وزارة الخارجية الروسية، إن روسيا انسحبت رسميا من المعاهدة عند منتصف الليل، مضيفة
أنها أصبحت الآن "من التاريخ".
وقالت
الوزارة: "إن معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا أبرمت في نهاية الحرب
الباردة عندما بدا تشكيل هيكل جديد للأمن العالمي والأوروبي على أساس التعاون
ممكنا، وعندما بذلت المحاولات المناسبة".
اظهار أخبار متعلقة
وقالت
روسيا إن الدفع الأمريكي باتجاه توسيع حلف شمال الأطلسي أدى إلى قيام دول الحلف
"بالتحايل علانية" على القيود التي تفرضها المعاهدة على الحلف، وأضافت
أن قبول عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي وطلب السويد الانضمام إلى الحلف يعني أن
المعاهدة ماتت.
وقالت
الوزارة: "حتى الحفاظ الرسمي على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا أصبح غير
مقبول من وجهة نظر المصالح الأمنية الأساسية لروسيا"، مشيرة إلى أن الولايات
المتحدة وحلفاءها لم يصدقوا على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا المعدلة لعام
1999.
وكانت
روسيا قد علقت مشاركتها في المعاهدة عام 2007 وأوقفت مشاركتها الفعالة فيها عام
2015. وبعد أكثر من عام من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، وقع الرئيس فلاديمير
بوتين في أيار/ مايو مرسوما ببطلان المعاهدة.
ووضعت
معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا عام 1990، والتي جرى التوقيع عليها بعد
عام من سقوط جدار برلين، قيودا يمكن التحقق منها على فئات المعدات العسكرية
التقليدية التي يمكن لحلف شمال الأطلسي وحلف وارسو آنذاك نشرها.
وكانت
المعاهدة تهدف إلى منع أي من طرفي الحرب الباردة من حشد قوات لشن هجوم سريع ضد
الطرف الآخر في أوروبا، لكنها لم تحظ بشعبية في موسكو لأنها أضعفت تفوق الاتحاد
السوفييتي في الأسلحة التقليدية.
وأثارت
الحرب في أوكرانيا أسوأ أزمة في علاقات موسكو مع الغرب منذ الحرب الباردة وقال
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مطلع الأسبوع الجاري إن مستوى العلاقات مع
الولايات المتحدة تحت الصفر.