يشهد مجمع الشفاء الطبي في مدينة
غزة، أوضاعا كارثية بعد محاصرة قوات الاحتلال للمستشفى وخروجه عن الخدمة، وسط انقطاع الكهرباء عنه.
وأكدت مصادر طبية، أن عشرات
الجثث مترامية في محيط مجمع الشفاء الطبي، وقامت "الكلاب الضالة" بنهش العديد منها.
وقال وكيل وزارة الصحة في غزة، إن "الكلاب الضالة التي نهشت جثامين الشهداء في ساحة مجمع الشفاء كانت تنهش قلوبنا أيضاً، هذه المشاهد لم نتصور أن نشاهدها من قبل، ولا أظن أن العالم سيتحرك لأنه ضميره قد مات".
وطالب مدير مستشفيات قطاع غزة، الجانب المصري بتحريك سيارات الإسعاف إلى مجمع الشفاء وإنقاذ الجرحى والمواليد.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الأحد، إن جيش الاحتلال يرتكب جريمة "منظمة" في مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة وينشر "أكاذيب" بهدف التنصل من المسؤولية.
وقال المكتب، في بيان عبر "تليغرام": "في هذه الأثناء يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة منظّمة تم التخطيط لها بشكل مسبق ضد مجمع الشفاء الطبي، الذي يضم مئات الجرحى والنازحين والطواقم الطبية أمام مرأى العالم".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "الاحتلال يحاصر مجمع الشفاء الطبي، وينشر العديد من الطائرات المُسيّرة في أجواء المجمع، وهذه الطائرات تطلق النار بشكل مكثف داخل ساحات المستشفى على كل من يتحرك بداخله، الأمر الذي أدى إلى إصابة عددا من المتواجدين بداخله".
وشدد على أن الطواقم الطبية "لم تتمكن من إنقاذ المصابين، بسبب حصار جيش الاحتلال للمجمع، وعدم تمكّن الطواقم من التنقل بين البنايات الداخلية".
وحمّل المكتب الحكومي، في بيانه الأحد، "الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة المستمرة".
وطالب "جميع المؤسسات الدولية في قطاع غزة بلا استثناء، بالتوجه فوراً إلى مجمع الشفاء الطبي من أجل حمايته وحماية الطواقم الطبية وكل من بداخله".
وقالت قناة "سي أن أن" الأمريكية، إن الوضع "يائس" في مجمع الشفاء الطبي، وقد توفي ثلاثة رضع في وحدة
الأطفال حديثي الولادة، بعد خروج المستشفى عن الخدمة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الأطفال الرضع ماتوا بعد أن أدى القصف المجاور إلى انقطاع المولد الكهربائي وإلى عدم إدخال الوقود .
وقال مراسل CNN، بن ويدمان، إن الوضع في
مستشفى الشفاء "كارثي بكل المقاييس، ويزداد سوءًا".
ونقل ويدمان عن المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، قوله: "إن مستشفى الشفاء في هذه المرحلة محاصر بالكامل من قبل القوات الإسرائيلية... وهناك طائرات إسرائيلية مسيرة تحلق فوقه بحيث في حال محاولة أي شخص الخروج من المباني - هناك العديد من المباني التي تشكل مجمع مستشفى الشفاء - وأي شخص يخرج يتعرض لإطلاق النار".
وتابع: "علمنا أن المولدات التي تزود المستشفى بالكهرباء إما نفد منها الوقود أو تضررت بسبب الضربات الإسرائيلية. ونتيجة لذلك، فقد توقفت وحدة العناية المركزة ووحدة الأطفال وأجهزة الأكسجين عن العمل".
وأضاف: "وما نفهمه أساسًا من الأشخاص في المستشفى هو أن هناك 36 طفلًا في المستشفى يتم إبقاؤهم على قيد الحياة بواسطة أجهزة التنفس اليدوية. إذًا، يتعين على الطاقم ضخ الأكسجين والهواء باستمرار إلى رئتي هؤلاء الأطفال الـ36".
وبالإضافة إلى ذلك، هناك عشرات الجثث لأشخاص، متراكمة خارج المستشفى، لكن لا يمكن دفنها بسبب القتال الدائر إضافة إلى أكثر من 10 آلاف نازح.
من جهتها قال وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، إن الاحتلال ارتكب فظائع في مستشفيات قطاع غزة، خصوصاً مجمع الشفاء الطبي.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت الوزيرة في بيان صحفي، اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال لا يقوم بإخلاء المستشفيات، بل بإلقاء الجرحى والمرضى إلى الشارع للموت المحتم، و"هذا ليس إخلاءً بل هو طرد تحت تهديد السلاح".
وأكدت وزيرة الصحة وفاة 12 مريضاً داخل مجمع الشفاء الطبي، حتى الآن، بسبب انقطاع الكهرباء والمستهلكات الطبية، بينهم طفلان من حديثي الولادة.
وقالت إن جميع مرضى الأورام وعددهم ثلاثة آلاف مريض كانوا يتعالجون في مستشفى الرنتيسي والتركي تُركوا الآن للموت، بعد طرد الاحتلال لهم من المشافي.
وأكدت وزيرة الصحة أن جميع الحوامل وذوات الحمل الخطر مهددات بالخطر، حيث لا تجد النساء من يقدم لهن العلاج والخدمات الطبية في غزة، فكل امرأة على وشك الولادة لن تجد من يقدم لها أي خدمة طبية.
وأوضحت أن المرضى والجرحى لا يستطيعون الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي، وقد فقد العديد منهم حياتهم إما وهم ينزفون أو بسبب عدم تلقيهم أدويتهم وعلاجاتهم اللازمة.
وأكدت وزيرة الصحة أن الطواقم الطبية داخل مستشفى الشفاء لا تستطيع التنقل بين أقسام ومباني المجمع الطبي، حيث تطلق طائرة دون طيار النار باتجاه كل من يتحرك داخل المجمع.
وتابعت: "خطر آخر يتهدد حياة المرضى وينذر بحدوث كارثة صحية، وهو عدم استطاعة الطواقم الطبية دفن 100 شهيد بدأت جثامينهم بالتحلل في ساحة المستشفى وأن كلاباً ضالة نهشت بعضهم، وفق إفادات الكادر الطبي الموجود هناك، إضافة إلى المخلفات الطبية المتكدسة داخل الأقسام.
وقالت وزيرة الصحة: المرضى يصابون مرة أخرى وهم على أسرة الشفاء نتيجة قصف الاحتلال للمجمع الطبي، والذي طال آبار المياه ومحطات الأكسجين وبوابة المجمع ومرافق أخرى، فيما فسد مخزون الدم الموجود داخل الأقسام بسبب انقطاع التيار الكهربائي، حيث لم تعد الطواقم الطبية قادرة على إعطاء وحدات الدم للمرضى والجرحى الذين ينزفون.
وأشارت إلى أن الجرحى والمرضى والطواقم الطبية لا يجدون إضافة لكل ما يعانون منه أي شيء لأكله، وكذلك فإن المياه مقطوعة على المجمع.
وأكدت أن الحل الآن هو بإمداد المجمع الطبي بالكهرباء والمستهلكات الطبية والأدوية والوقود، أو بإخلاء آمن للمرضى للعلاج في جمهورية مصر العربية، حيث لم تعد مشافي القطاع قادرة على استقبال مزيد من الجرحى.
ولليوم الـ37 على التوالي يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي خلّف أكثر من 11 ألف شهيد وعددا ضخما من الإصابات، بحسب مصادر رسمية فلسطينية .