دعا نشطاء سياسيون وحقوقيون وأكاديميون بريطانيون إلى تكثيف الجهود من أجل محاسبة شركاء إسرائيل وداعميها من القادة والسياسيين والغربيين في حربها على غزة أمام القضاء الدولي.
جاء ذلك في
ندوة دولية نظمتها مساء أمس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات وسط العاصمة البريطانية لندن بعنوان: "الإبادة الجماعية في غزة: كسر هيمنة جرائم
الحرب الإسرائيلية"، بحضور جمع من الأكاديميين والباحثين والنشطاء وبعض الديبلوماسيين والقانونيين.
وقال أنس التكريتي مدير مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات، والذي أدار الندوة في تصريحات خاصة لـ
"عربي21": "أردنا من هذه الندوة محاولة فحص ما حصل خلال الشهرين الماضيين من العدوان على غزة ومحاولة استقراء ما الذي يمكن أن يحصل، ثم بعد ذلك ما هي المهمات والأعمال الموكلة لأنصار
فلسطين في الخارج عموما وفي
بريطانيا تحديدا، إزاء القضية الفلسطينية وإزاء الجرائم التي ارتكبت بحق غزة".
وأشار التكريتي إلى أن جزءا من هذه المهمات الموكلة إلى أنصار فلسطين في بريطانيا، متابعة المسؤوليات القانونية ضد مرتكبي هذه الجريمة ومحاسبة السياسيين الذين دعموا إسرائيل ودفعوها لارتكاب هذه الجريمة، ومنهم رئيس الوزراء ريشي سوناك ورئيس المعارضة كير ستارمر وكيف يمكن أن نحاسبهم ليس فقط سياسيا إنما أيضا قضائيا وقانونيا.
وأضاف: "في الحقيقة النقاش الذي دار بين المشاركين في الندوة كان نقاشا ثريا وكان حول المآلات القضائية والقانونية وكيف يمكن محاسبة الذين أجرموا وكذلك ما الذي يمكن أن نفعله دعما لغزة سياسيا وإعلاميا وإغاثيا وغير ذلك".
وجوابا على سؤال وجهته له
"عربي21"، حول رؤيته لعمل المؤسسات المؤيدة لفلسطين وما مدى تأثيرها على صناعة القرار وحتى على الرأي العام الشعبي في بريطانيا، قال التكريتي: "إن المشاركين في الندوة لاحظوا بوضوح أن المزاج العام في هذه الجولة من الاعتداءات الإسرائيلية يختلف اختلافا تاما عن الجرائم الإسرائيلية السابقة".
وقال: "الذي نراه ليس فقط كثافة عددية هائلة، إنما تنوع مجتمعي كبير، أصوات يهودية غربية انضمت إلى حملة مناصرة فلسطين وكذلك فشل الإعلام الرسمي، الإعلام المعتاد النمطي رغم أنه نزع رداء الحياء ونزع التمثل بالحيادية والمهنية وغير ذلك وارتمى في حضن الرواية الإسرائيلية بشكل كامل، إلا أن الرواية الإعلامية لم تستطع أن تتغلب على أحقية الرواية الفلسطينية ووجدنا معلقين يتكلمون عن إسرائيل باستخدام مصطلحات لم نسمعها تصف إسرائيل بأنها نظام أبارتايد، وأن إسرائيل ترتكب جريمة حرب وأن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية وغير ذلك من الأوصاف، مما أثر على المواطن البريطاني حتى أن استطلاعات الرأي أشارت إلى أن أكثر من 73 بالمائة من الشعب البريطاني يقف بشكل قوي وواضح مع الحق الفلسطيني".
وأضاف: "إذن الآن الدور المناط بهذه المؤسسات والجمعيات التي كانت منخرطة بحملة دعم فلسطين أو التي وصلت حديثا وانضمت إلى هذه الحملة هو صناعة حقيقة سياسية من هذه اللحظة الاستثنائية كيف يمكن للناخب البريطاني أن يعبر عن استيائه من موقف الحكومة البريطانية في الانتخابات المقبلة؟ وكيف يمكن معاقبة السياسيين الذين دفعوا نتنياهو لارتكاب مزيد من القتل والإبادة والتدمير وما شابه ذلك"، وفق تعبيره.
من جهته قال المسؤول في المجلس الإسلامي البريطاني عبد الله فالق في تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، إن الندوة التي نظمتها مؤسسة قرطبة وشارك فيها أكاديميون وقانونيون وسياسيون بريطانيون، بحثت سبل التعاطي مع حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد قطاع غزة، والتي انتهكت فيها كل القوانين الدولية.
من جهتها أكدت البارونة جيني تونغ أن الخطوة المطلوبة بعد هذه الحرب المدمرة والمواقف المخجلة للسياسيين البريطانيين والغربيين هي المطالبة بالدولة الفلسطينية المستقلة، وأن يعترف المجتمع الدولي بها.
وشارك في الندوة إلى جانب الدكتور أنس التكريتي كل من الدكتور داوود عبد الله المدير المسؤول عن موقع "ميل إيست مونيتور"، والمحامية والناشطة سلمى أيوب، والكاتبة الفلسطينية غادة الكرمي، والناشط الحقوقي المحامي فرانك ماغونيس، والمستشار التربوي الدولي إبراهيم ميسرة، والدكتور أنتوني ليرمان، والبارونة جيني تونغ، وآخرين.