انتقل الحديث عن حرب
غزة من مرحلة تداول صور الدمار الهائل وعداد الشهداء الذي لم يتوقف حتى الآن، إلى مرحلة تداول صور جديدة تنذر بكارثة إنسانية قريبة ضحاياها من بقي حيا في القطاع.
فقد انتشرت صور جديدة عبر الفضاء الإلكتروني، تظهر أطفالا يتجمهرون حول أماكن المساعدات للحصول على الطعام في ظل انعدام المواد الغذائية الأساسية ومقومات الحياة.
قال الطفل محمد أحمد خليل في فيديو تم تداوله على نطاق واسع في منصة إكس (تويتر سابقا): "جيت من غزة نازح، جينا للدكة عشان نوكل، نمشي حالنا بربع رغيف أو نص رغيف".
وأضاف: "بنام بجوعنا، قبل ما أنام أطلب من أمي أكل بتقولي خليك ساكت، لأنه فش أكل أصلا".
يقول محمود وهو أحد أبناء قطاع غزة عبر حسابه في إكس (تويتر سابقا): "الوضع في مدينة غزة وشمال مدينة غزة كارثي لا وجود لأي خدمة صحية ممكن تتقدم للمصابين والمرضى, مجازر مستمرة تصفيات ميدانية وإعدام للنازحين في مراكز الإيواء أو للناس في بيوتهم، مجاعة وحصار مستمر للناس من قبل الجيش والقناصات مع غياب تام للصليب الأحمر في مساعدة الناس وغياب للتغطية".
اظهار أخبار متعلقة
خطر مجاعة يتزايد كل يوم
قالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة في تقرير نُشر اليوم الخميس إن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايد كل يوم.
وذكر التقرير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم.
وأوصلت شاحنات تحمل مساعدات من مصر بعض الأغذية والمياه والأدوية لكن الأمم المتحدة تقول إن كمية الأغذية تساوي 10 بالمئة فقط من الكمية التي يحتاج إليها سكان القطاع الذين نزح معظمهم.
وقال برنامج الغذاء العالمي إن أكثر من أسرة من كل أربع أسر في غزة يواجهون حاليًا الجوع الشديد، وهناك خطر لحدوث مجاعة في غزة ما لم يتم استعادة توفير الغذاء الكافي والمياه النظيفة والخدمات الطبية والصرف الصحي.
وأكد التحليل الأخير للأمن الغذائي في غزة أن جميع سكان القطاع - حوالي 2.2 مليون شخص - يعانون على الأقل من (أزمة غذاء ومعيشة حادة).
وأوضح تقرير مشترك لمنظمات حقوق الإنسان أن 26 في المائة من سكان غزة (577,000 شخص) قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف مع الوضع ويواجهون خطر المجاعة (المستوى الخامس من التصنيف) والموت جوعًا.
اظهار أخبار متعلقة
لا أحد في مأمن من خطر الموت جوعا
تقول المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين: "لقد حذر برنامج الأغذية العالمي منذ أسابيع من هذه الكارثة القادمة، ومن المأساوي أنه بدون التدفق الآمن والمستمر للمساعدات الذي ندعو إليه، فإن الوضع أصبح أسوأ من أي وقت مضى، ولا يوجد أحد في غزة في مأمن من خطر الموت جوعًا".
وأضافت ماكين: "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يتضور الناس جوعًا. هناك حاجة فورية إلى تدفق المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة، حتى يتمكن المدنيون من الحصول على المساعدات الضرورية بأمان".
وأشارت إلى أن "ما نحتاجه الآن أكثر من أي شيء آخر هو السلام، ويكرر برنامج الأغذية العالمي دعوته إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، على العالم أن يتكاتف الآن لإنقاذ الأرواح".
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب تقييمات سابقة، كان خبراء الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي قد أجمعوا على أن سكان غزة قد استنفدوا جميع مواردهم، وانهارت سبل عيشهم، ودُمرت المخابز، وأصبحت المتاجر فارغة، ولا تستطيع الأسر العثور على الطعام.
وقالت المنظمة إن الناس أخبروهم أنهم غالبًا ما يمضون أيامًا كاملة دون تناول الطعام، وأن العديد من البالغين يعانون الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام.