شدد
عماد الدايمي، مستشار الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، على أهمية الدعوى القضائية التي رفعتها
جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب
الفلسطيني في قطاع
غزة.
وقال الدايمي في حديثه لـ"عربي21" من أمام مبنى العدل الدولية في لاهاي؛ إن "دعوة جنوب أفريقيا ضد الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية في غزة، ستقود إلى إدانة "إسرائيل" وتحميلها مسؤولية كل الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "نعول كثيرا على هذه المحاكمة لنشر صورة حقيقية عن ما يحدث في غزة، وتحميل مرتكبي الجرائم في جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية جرائمهم".
وحول دور مؤسسة المجلس العربي التي يترأسها الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، أوضح الدايمي لـ"عربي21" أنها تقوم منذ بداية العدوان على غزة بأنشطة قانونية مكثفة، مشيرا إلى "تقديم عدد من العرائض أيضا في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة".
إظهار أخبار متعلقة
وعبّر الدايمي عن أسفه "بسبب عدم تجرؤ الدول العربية على المشاركة في دعوى الإبادة الجماعية" ضد دولة الاحتلال، مشيرا إلى أن "التاريخ سيحفظ لجنوب أفريقيا أنها انتصرت للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي تخلت عنها أغلب الأنظمة العربية".
وتابع: "كان بالإمكان أن تكون هذه القضية قضية الدول العربية مشتركة".
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، استأنفت محكمة العدل الدولية جلسات الاستماع في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد دولة الاحتلال، للاستماع إلى مرافعة ممثلي "إسرائيل" في هذه الدعوى.
والخميس، قدمت جنوب أفريقيا مرافعتها في أولى جلسات القضية، حيث أكدت وجود نية الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لدى الاحتلال على المستويين السياسي والعسكري.
ويتكون ملف الدعوى الذي أعدته جنوب أفريقيا من 84 صفحة، ويتضمن تفاصيل بشأن استمرار دولة الاحتلال في قصفها قطاع غزة، الذي خلف عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
إظهار أخبار متعلقة
ويواصل الاحتلال لليوم الـ98 على التوالي، ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 23 ألف شهيد، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ59 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن تدمير 70 بالمئة من الأبنية والبنية التحتية.