لا يتوقف رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تأكيد رغبته بالسيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع
غزة ومصر، زاعما أن دونه لن يستطيع القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فيما تؤكد القاهرة أنها "تضبط حدودها وتسيطر عليها بالكامل".
في غضون ذلك، يقف
الفلسطيني جميل عبد الكريم عيسى، على مقربة من الحدود الفلسطينية المصرية في محافظة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، يتخيل ما ستذهب إليه الأوضاع حال أعادت "إسرائيل" احتلال
محور فيلاديلفيا.
ويرفض عيسى مجرد التفكير في الهجرة من قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية مع تلويحات إسرائيل بإعادة احتلال محور فيلاديلفيا، وفقا لوكالة الأناضول.
وكان نتنياهو قال السبت الماضي؛ إنه "من دون السيطرة على محور فيلادلفيا في غزة، لا يمكننا أن نقضي على حركة حماس".
وقال متحدث الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، تعليقا على تصريحات نتنياهو الأخيرة؛ إن مصر "تضبط حدودها (مع غزة) وتسيطر عليها بشكل كامل".
إظهار أخبار متعلقة
وأضاف أبو زيد أن هذه "مسائل تخضع لاتفاقيات أمنية وقانونية، وأي حديث بهذا الشأن يخضع للتدقيق، ويتم الرد عليه بمواقف معلنة"، دون توضيحات أكثر.
ولجأ آلاف النازحين الفلسطينيين إلى المناطق الحدودية بين مصر وقطاع غزة؛ لعلها تكون أكثر أمنا عليهم، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي.
ويقول عيسى للأناضول: "هذا النزوح الرابع لي منذ بداية العدوان على قطاع غزة، كانت البداية من مخيم البريج باتجاه مخيم النصيرات (وسط)، ومن ثم نزحنا إلى بلدة الزوايدة (غرب وسط)، قبل التوجه قريبا من الحدود المصرية، وما يحدث معنا الآن لم تشهده هجرة 1948".
ويضيف أن "جيش الاحتلال يدعي أن هذه المنطقة آمنة، لذلك توجهنا إليها، أين نذهب بعد هذا المكان، لم يبق مكان نذهب إليه ونخشى من عملية تهجيرنا إلى سيناء المصرية، الموت في بيوتنا أشرف من أن نهجر إلى سيناء، ونرفض أي محاولة للتهجير".
ويشير عيسى إلى معاناة النازحين قرب محور فيلاديلفيا والأوضاع الصعبة جدا؛ فالمياه سيئة وهناك شح كبير، وظروفنا معقدة ولا يمكن احتمالها، وفقا لحديثه لوكالة الأناضول.
ويوضح أنه لم يستحم منذ 25 يوما بفعل النقص الحاد في المياه، كما أن الطعام سيئ للغاية، ويتابع: "إذا بقي الوضع على حاله، فإننا أمام أزمة إنسانية حقيقة".
من جهتها، ترفض الفلسطينية أحلام محمد صالح من سكان شمالي غزة، والنازحة إلى منطقة محور فيلادلفيا أقصى جنوبي مدينة رفح، فكرة التهجير إلى سيناء.
وتوجد صالح البالغة 35 عاما على مقربة من الحدود المصرية منذ 15 يوما، وتعيش معاناة حقيقية بسبب انعدام مقومات الحياة في تلك المنطقة.
وتقول في تصريحات لوكالة الأناضول: "سمعنا تهديدات الجيش الإسرائيلي باحتلال الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المصرية ما يعرف بمحور فيلادلفيا، وهذا يبدو خطوة ضمن محاولات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء".
وتضيف: "حياتنا كانت صعبة قبل العدوان الإسرائيلي بفعل الحصار والأزمات، لكن بمجرد وصولنا إلى هذه المنطقة، تأكدت أن هذا الموقف هو الأصعب في حياتي، وشعرت بخوف وقلق شديدين وأنا أقف على الحدود".
إظهار أخبار متعلقة
وتتذكر صالح وهي تقف على بعد أمتار من الحدود المصرية الفلسطينية، تضحيات الشعب الفلسطيني وما تعرض له من حروب واعتداءات إسرائيلية لدفعه إلى الهجرة، وضريبة تمسكه بأرضه ووطنه.
وتقول الشابة الفلسطينية: "هذه الحرب علمتنا ما لم نتعلمه طوال سنوات طويلة، عشنا ألما كبيرا، وسالت دماء كثيرة، وكبرنا سنوات عديدة، ويعاني الأطفال معاناة شديدة؛ لذا سنبقى متمسكين بها، والموت فوق ترابها أحب إلينا من النعيم على غيرها".
وتمضي قائلة: "نكبة عام 1948 كانت أهون بكثير مما يجري معنا الآن".
وتطالب صالح العالم أجمع ودعاة السلام بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين، الذين يعيشون حربا مدمرة قتل فيها الأطفال والنساء والشيوخ، ودمرت المباني والمنشآت المدنية، ونزح سكان غزة والشمال.
ولليوم الـ106 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 24 ألف شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ62 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن الدمار الهائل في الأبنية والبنية التحتية.