تأسست وكالة
الأونروا بموجب
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 (رابعا) في 8 كانون الأول/
ديسمبر 1949 لتنفيذ برامج إغاثة وتشغيل مباشرة للاجئين الفلسطينيين، وبدأت عملياتها
في الأول من أيار/ مايو 1950، حيث تقدم المساعدة الإنسانية وتساهم في حماية
اللاجئين من خلال تقديم الخدمات الأساسية، في المقام الأول في مجالات التعليم
الأساسي والرعاية الصحية الأولية ورعاية الصحة العقلية والإغاثة والخدمات
الاجتماعية والقروض الصغيرة والمساعدة الطارئة، بما في ذلك في حالات النزاع المسلح،
إلى الملايين من لاجئي فلسطين المسجلين والموجودين ضمن أقاليم عملياتها الخمسة (الأردن،
لبنان، سوريا، الضفة الغربية التي تشمل القدس الشرقية، وغزة)، ولا تملك الوكالة
تفويضا للمشاركة في مفاوضات سياسية أو حلول دائمة.
وقد كشفت القناة 12
الإسرائيلية
منذ أكثر من شهر عن وثيقة سرية لوزارة الخارجية الإسرائيلية تتضمن خطة لدى حكومة
الكيان الصهيوني لإخراج وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)
من قطاع
غزة بعد انتهاء الحرب، وأوصت تلك الوثيقة التي تم تصنيفها بأنها "شديدة السرية"، بتنفيذ خطة إخراج الأونروا من غزة على 3 مراحل، تتضمن المرحلة
الأولى: الكشف في تقرير شامل عن تعاون مزعوم بين حركة حماس والأونروا، تليها
المرحلة الثانية التي تهدف لتقليص عمليات الأونروا في القطاع الفلسطيني، والبحث عن
منظمات مختلفة لتقديم خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية للفلسطينيين في غزة، أما
المرحلة الثالثة، فتتمثل في عملية نقل كل مهام وكالة الأونروا إلى الهيئة التي
ستحكم غزة بعد انتهاء الحرب.
بدت بوادر تنفيذ هذه الخطة يوم الجمعة الماضي، بينما العالم ينتظر حكم محكمة العدل الدولية في العدوان الصهيوني على غزة، اتهم الكيان الصهيوني الأونروا بمشاركة موظفيها في الهجوم عليه في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خاصة وأن محكمة العدل الدولية اعتمدت على تقارير للأونروا تفضح التدمير الممنهج الذي درج عليه الكيان الصهيوني لمبانيها، وما فيها من إنسان وشجر ودواب
وقد بدت بوادر تنفيذ هذه
الخطة يوم الجمعة الماضي، فبينما العالم ينتظر حكم محكمة العدل الدولية في العدوان
الصهيوني على غزة، اتهم الكيان الصهيوني الأونروا بمشاركة موظفيها في الهجوم عليه
في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خاصة وأن محكمة العدل الدولية اعتمدت على تقارير
للأونروا تفضح التدمير الممنهج الذي درج عليه الكيان الصهيوني لمبانيها، وما فيها
من إنسان وشجر ودواب.
وقد أدى هذا الاتهام
الصهيوني للأونروا إلى إعلانها فتح تحقيق في تلك المزاعم، بموجبه أنهت عقود بعض
موظفيها، وفي الوقت نفسه سارعت كل من الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا وأستراليا
وفنلندا بتعليق تمويلاتها للوكالة الأممية مؤقتا.
ومن ناحية أخرى، استنكرت
حركة حماس إنهاء الأونروا عقود بعض موظفيها بناء على تلك المزاعم دون استكمال كل
متطلبات التحقيق العادل والنزيه، كما استنكرت وصف أونروا مقاومة الشعب الفلسطيني
بالإرهاب أو الأعمال البغيضة، فليس دور الوكالة الإعلان عن مواقف سياسية حول
الصراع. وأضافت: الموقف السياسي الذي يجب أن تتبناه الأونروا، حسب التفويض الممنوح
لها، هو الدفاع عن حقوق اللاجئين الذين تمثلهم، وفي مقدمتها حقهم في الحماية وفي
مقاومة الاحتلال بكل السبل المتاحة، وكذلك حقهم في العودة إلى الديار التي هجروا
منها بالقوة. وكشفت النقاب عن أن الهجمات الإسرائيلية قتل فيها أكثر من 150 من
موظفي الأونروا، واستهدفت مقراتها ومراكز النزوح، ومع كل ذلك لم تصدر الأونروا
بيانات أو مواقف صريحة تتهم فيها الاحتلال الإسرائيلي بالإرهاب والهجمات البغيضة.
واتهمت حماس أونروا بأنها خضعت للابتزاز من قبل الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي
بحجة استمرار الدعم المالي، وطالبتها بالتراجع الفوري عن قرارها والالتزام
بالتفويض الممنوح لها من المجتمع الدولي.
لم ترُق للكيان الصهيوني في ظل حملته الممنهجة لقتل غزة بالنابالم تارة وبالحصار تارة أخرى، فهذه الدعاية المغرضة والإجراءات الظالمة تأتي من أجل المزيد من خنق قطاع غزة الذي يعاني من حرب ضروس من عدو محتل غاشم ظالم
إن وكالة الأونروا رغم ما
يعتري عملها من تحفظات كما ذكرت حركة حماس، إلا أنها لم ترُق للكيان الصهيوني في ظل
حملته الممنهجة لقتل غزة بالنابالم تارة وبالحصار تارة أخرى، فهذه الدعاية المغرضة
والإجراءات الظالمة تأتي من أجل المزيد من خنق قطاع غزة الذي يعاني من حرب ضروس من
عدو محتل غاشم ظالم، فضلا عن
حصار أدى بأهل القطاع إلى أكل أوراق الأشجار، بل وعلف
الحيوانات، في نفس الوقت الذي ماتت فيه الضمائر العالمية، وصمتت الأصوات في
البلدان الإسلامية صمت القبور.
إن السنة النبوية تكشف عن
حال امرأة دخلت النار في هرة لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض،
فكيف بمن يحاصرون أهل غزة ويغلقون معبر رفح، ويتنازلون عن سيادتهم رغبا ورهبا من
الكيان الصهيوني؟ وكيف بأمة تواطؤ بعض مسؤوليها، وباتت شعوبها عاجزة عن نصرة
إخوانها في غزة؟! إن المسؤولية على الجميع تكافلية وعظيمة، ولا أقل من أن تتحرك
الجهود لنصرة أهل غزة لوقف الحرب الظالمة عليهم وفك الحصار عنهم، وبذل المال
لمساعدتهم، وترسيخ واستمرار المقاطعة لسلع وخدمات عدوهم، "والله غالب على
أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
twitter.com/drdawaba