مقابلات

"حملة إسقاط مساعدات جوية لغزة" تناشد دول العالم للمشاركة (شاهد)

حاطوم ناشدت جميع دول العالم بأن لا يضعوا المصالح السياسية فوق الاعتبارات الإنسانية- عربي21
حاطوم ناشدت جميع دول العالم بأن لا يضعوا المصالح السياسية فوق الاعتبارات الإنسانية- عربي21
ناشدت الناشطة البريطانية سارة ويلكنسن، والصحفية اللبنانية والناشطة في مجال حقوق الإنسان ليلى حاطوم دول العالم للمشاركة في "حملة إسقاط مساعدات جوية لغزة"، لمنع حدوث كارثة إنسانية ومجاعة في القطاع.

وأشارت الناشطتان المشاركتان في الحملة إلى أنهما زارتا الأردن لأنه كان البلد الوحيد الذي أسقط المساعدات الإنسانية عبر الجو فوق قطاع غزة، وذلك لتنسيق الجهود ودفع بقية دول العالم للقيام بمثل ما قام به.

المجاعة تقترب أكثر وأكثر

وقالت المراسلة الحربية والناشطة ليلى حاطوم، "توجهنا إلى الأردن لأنه الوحيد الذي قام بإنزال المساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة جوا، وحتى لو كانت المساعدات طبية فقط، من أجل مناشدتهم لتنويع المساعدات التي يسقطونها من الجو لتتضمن الغذاء والمياه النظيفة".

وأوضحت أن هذه المناشدة جاءت "لأن أهلنا في شمال قطاع غزة يعانون من المجاعة وكثرة الأمراض التي تأتي من شرب المياه الآسنة، ونحن نتكلم هنا عن أمراض مثل التيفوئيد والكوليرا وأيضا مرض التهاب الكبد الوبائي".

Image1_22024919852872460391.jpg

وأكدت حاطوم خلال حديثها لـ"عربي21"، أنه "كان هناك تجاوب كبير من قبل المسؤولين الأردنيين وأيضا من الهيئات النقابية والمجتمعية والناشطين على الأرض".

اظهار أخبار متعلقة


وتابعت: "كذلك ناشدنا دول العالم أجمع أن تتعاون مع الأردن في هذا الموضوع، وسمعنا صدى الحملة قد وصل لمجلس الأمن، والذي ناقش إمكانية إنزال مساعدات إنسانية عاجلة فوق قطاع غزة، وأيضا سمعنا أن الجزائر وتركيا يتحدثان عن موضوع إسقاط المساعدات الغذائية والمياه النظيفة والطبية فوق قطاع غزة".

واستدركت بالقول: "لكن للأسف حينما نُسأل عن الحملة، نرى أن التجاوب من قبل دول العالم كلامي فقط، حيث لم نجد لغاية اليوم أي تجاوب فعلي ملموس على الأرض، ولو على الأقل من الدول التي لديها علاقات ثنائية ومميزة مع إسرائيل أو قامت بالتطبيع معها".

وتساءلت الناشطة ليلى حاطوم قائلة، "أولا، ما فائدة التطبيع إذا لم تكونوا قادرين على الطلب من حليفكم الإسرائيلي أن يسمح لكم بإسقاط المساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة، ثانيا، إذا سمح لكم بهذا الأمر، لماذا تضعون الاعتبارات أو المصالح السياسية فوق المصالح الإنسانية وتقومون بتأخير إسقاط هذه المساعدات؟! ما الذي ينقصكم؟".



وأضافت: "لهذا حينما يأتي أحد ويسألنا أين ستذهبون بعد الأردن، نقول إننا لدينا أقل من عشرة أيام من الآن من أجل مساعدة أهلنا في شمال غزة، لأنه رأينا حتى الآن طفلة صغيرة وشخصا آخر بالغا ماتا بسبب الجوع، ولدينا فقط عشرة أيام حتى نرى أشخاصا آخرين يموتون بسبب الجوع".

وأوضحت أنه "أصبح هناك أمراض كنا نعتبر أنها اختفت منذ زمن بعيد مثل مرض الأسقربوط وهو ناتج عن النقص الحاد في فيتامين سي، والذي يؤدي لضمور الأعضاء الداخلية".

وأوضحت حاطوم أنه "لهذا كان لدينا تأكيد في حملتنا بأننا نحتاج أيضا للفواكه المجففة لإسقاطها بشكل عاجل فوق قطاع غزة، إضافة للمياه النظيفة والغذاء وحليب الأطفال، لأنه لا يمكن لهم شرب طحين مذاب أو غيره من البدائل كما تفعل بعض الأسر".

وأكملت: "نعم ربنا بعث أمطار الخير والتي كان أهل غزة يشربونها والحمد لله، ولكن إلى متى سيستطيعون الصمود بدون مساعدات تصل إليهم؟ فإسرائيل تمنع دخول المساعدات عبر معبري رفح وكرم أبو سالم في جنوب القطاع".

وأكدت أنه "حتى لو دخلت المساعدات من الجنوب فإن هناك صعوبة في إيصالها لشمال القطاع بسبب قيام الاحتلال الإسرائيلي بتدمير معظم البنية التحتية والطرقات المؤدية للشمال، أيضا معبر إيرز في شمال قطاع غزة يسيطر عليه الإسرائيليون".

وختمت الصحفية ليلى حاطوم حديثها بالقول: "أناشد جميع دول العالم بأن لا يضعوا المصالح السياسية فوق الاعتبارات الإنسانية ولا يكونوا كالوحوش".

اظهار أخبار متعلقة


مجازر وتجويع إسرائيلي
من جهتها قالت الناشطة البريطانية سارة ويلكنسن، "إن المجازر التي تحدث في جميع أنحاء غزة في الوقت الحالي تحدث حرفيًا كل يوم، كما أن هناك العديد من المذابح تحدث هناك".

وتابعت ويلكنسن خلال حديثها لـ"عربي21": "لكن يجب وصف هذه المجازر بشكل صحيح بأنها إبادة جماعية، فهناك العديد من وسائل الإعلام الصحفية التي تستخدم مصطلح الحرب أو حرب الإبادة الجماعية أو العمل العسكري على الأرض، لكن ما يحدث يجب أن يُسمى بالاسم الذي يعبر عنه، إنها إبادة جماعية ذات أبعاد شنيعة تستهدف بشكل رئيسي النساء والأطفال".

وأوضحت أن "السبب وراء القيام بهذه الحملة التي بدأها شاب يدعى يوسي في أمريكا، هو أن شمال غزة يموت جوعا، ويوجد في هذه المناطق 600 ألف فلسطيني، وما يشار إليه الآن بشمال غزة هو في الواقع المناطق الشمالية لوسط غزة، إنه ليس شمال غزة كما هو الحال في جباليا".

وأكدت أن "سكان هذه المناطق الـ 600 ألف لا يحصلون على أي مساعدات إنسانية، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الإسرائيليين قسموا غزة إلى قسمين، ولذلك فإن أي شاحنات مساعدات تحاول المرور سيتم إطلاق النار عليها من قبل القناصين الإسرائيليين أو ستقصفها الدبابات".

وأضافت: "لذلك فإن سكان المناطق الشمالية يتضورون جوعا، ويواجهون أيضًا أمراضًا فظيعة يمكن علاجها في الوقت العادي، ولكن نظرًا لعدم وجود أدوية، فمن الممكن اليوم أن يموتوا بسبب أمراض مثل التيفوئيد والكوليرا ومرض الشيغيلا والحصبة والتهاب الكبد الوبائي (أ)، والاسقربوط الناتج عن نقص فيتامين (ج)".

وأكدت أنه "لأجل هذا كله تطلب الحملة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين أن يساعدها في جمع سلسلة من المساعدات"، مضيفة: "لم نكن نضغط على الملك ليفعل أكثر مما فعله بالفعل، ولكننا كنا نأمل في إحراج الدول الأخرى لحملها على مساعدة الأردن وأن تصبح جزءًا من قوات التحالف الجوية التي يمكن أن تستمر في إسقاط الغذاء على الفلسطينيين لتجنب موت 600 ألف شخص".

وحول قضية جنوب أفريقيا في العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي قالت الناشطة البريطانية، سارة ويلكنسن، إن "تقديم النظام الإسرائيلي إلى المحكمة واتهامه بارتكاب جرائم إبادة جماعية كان حدثًا تاريخيًا، وكان من المهم للغاية أن يسمع الأشخاص الذين كانوا يجلسون على –السياج- أن الإسرائيليين متهمون بالفعل بارتكاب جرائم إبادة جماعية".

وتابعت: "لذلك أشيد بجنوب أفريقيا لقيامها بهذه الخطوة، وما حدث هو أن القرار بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية لا يعني في الواقع الغذاء، ولا يعني في الواقع المساعدات الطبية أيضًا، بل يمكن أن المساعدة هنا تعني ممرضة أو مسعفًا واحدًا فقط أي أنها مساعدة صغيرة، هذا كل ما يقوله القرار في الواقع إذا التزمت بكل كلمة، وهو ما سيفعله الإسرائيليون، فكل ما عليهم فعله هو التأكد من وصول مسعف واحد إلى المناطق الشمالية، وقد قاموا بتغطية هذا الشرط نوعًا ما".

وأكدت أنه "على الرغم من ذلك، كان قرارًا تاريخيًا، وعلى الرغم من ذلك أيضا، كان من غير المسبوق رؤية الإسرائيليين أمام المحكمة، ولكن ما لم تفعله هو التخفيف من المجازر أو وقفها، ومن المؤكد أن القرار لم يخفف من حدة المجاعة والجوع والمرض الذي يحدث، ولم يخلق ذلك وضعاً مختلفاً على الأرض، وبينما كان الإسرائيليون في قفص الاتهام فعلياً، كانوا أيضاً يقصفون غزة في الوقت نفسه، وكرروا القصف في اليوم التالي. وفي اليوم الذي يليه".

اظهار أخبار متعلقة


وأضافت: "في الواقع، يتم ارتكاب مذبحة بكل بساطة كل يوم منذ قرار محكمة العدل الدولية، وبقدر ما رحبت بحقيقة وجود النظام الإسرائيلي في المحكمة، فإن ما لم يفعله القرار هو بأي حال من الأحوال التسبب في وقف إطلاق النار أو خلق وضع حيث يحصل الفلسطينيون على فرصة للأمل، هناك حالة من اليأس حيث يتضور الناس جوعا حتى الموت، المياه غير نظيفة، كما تعلمون، لم تغير شيئا".

وحول نتائج جولتها ضمن الحملة، قالت ويلكنسن، "لقد عدت للتو من مصر، وكنت قد حاولت الوصول إلى رفح للحصول على صور للشاحنات التي كانت تنتظر خارج المعبر الحدودي لتنتقل إلى غزة، وفي الجنوب، ولكن كان من الواضح أن السلطات المصرية كانت تمنع الصحفيين من تصوير شاحنات المساعدات وهي واقفة في صفوف وصفوف".

ولفتت إلى أن "خط وقوف الشاحنات وصل لأميال، وكانت رابضة هناك لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، لذلك كنا نعلم بالفعل أن المساعدات لم تكن تصل إلى جنوب غزة، ناهيك عن شمالها".

وأضافت: "لذلك مع أخذ هذا في الاعتبار، فقد حاولت عدة مرات الوصول إلى هناك للحصول على الصور بنفسي، وأرسلنا أيضا صحفيًا، لكن تم تهديده بضبط هاتفه على إعدادات المصنع وحذف كل الفيلم إذا حاول التقاط أي صور فوتوغرافية".

وأوضحت أنه "لأجل هذا المنع المصري من التصوير كان من الصعب حقًا الحصول على دليل على وجود شاحنات هناك، لكن فعل ذلك عدد قليل من الناس، وتعتقد أن شخصا ما أرسل طائرة بدون طيار، وهناك بعض اللقطات المتاحة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الآخرين لإثبات أن الشاحنات كانت واقفة هناك".

وتعتقد الناشطة البريطانية أن "السؤال عن المدة التي قضتها الشاحنات هناك هو ما تحتاج إلى دليل عليه، لكنها تعلم أن هناك مواد قابلة للتلف كانت تنفجر حرفيًا في الشمس، لذلك كان من المهم جدًا أن تصل هذه المعلومات إلى مصر".

وخلصت بالقول: "بالطبع لا يمكنك الاحتجاج هناك ومن الصعب جدًا حتى الحصول على موعد مع المسؤولين، فمثلا كان نائب عن ولاية لويزيانا، وهو عضو في الكونجرس الأمريكي، قد حاول للتو أن يقدم لوزارة الخارجية المصرية رسالة يطلب منها الإفراج عن المساعدات الإنسانية والسماح لها بالمرور كقافلة، لكن تم القبض عليه وأُخفي لمدة أربعة أيام في مكان معزول عن العالم ثم تم ترحيله، إذن هذا هو مدى صعوبة الأمر، لا يمكنك حتى أن توصل رسالة في مصر إلى مسؤول حكومي".

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد قالت في نهاية شهر كانون الثاني/يناير إن 750 ألف شخص في قطاع غزة يواجهون جوعا كارثيا.

كما دعت الوكالة في بيان لها إلى زيادة المساعدات بشكل كبير في ظل تزايد خطر حدوث المجاعة.
وأوضحت أن القتال العنيف ورفض وصول الإعانات وانقطاع الاتصالات تعيق قدرتها على تقديم المساعدات بأمان وفعالية.

كما أكد برنامج الغذاء العالمي اليوم أن كميات قليلة جدا من المساعدات الغذائية تجاوزت جنوبي قطاع غزة إلى شماله منذ بداية الحرب، وأن خطر تشكل جيوب مجاعة في مناطق القطاع لا يزال قائما.
ووفقا للمتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي في الشرق الأوسط، عبير عطيفة، فإنه من الصعب الوصول إلى أماكن تحتاج للمساعدات، خاصة في شمالي القطاع.

يُذكر أن الأردن أسقط عدة مرات مساعدات طبية عبر الجو فوق قطاع غزة، كما شاركت فرنسا في إحدى هذه الطلعات، كذلك شاركت هولندا، وهذا ما دفع النشطاء لمطالبة الدول بإسقاط المساعدات عبر الجو فوق قطاع غزة المُحاصر منذ 17 عاما.
التعليقات (0)