كشفت وكالة "أسوشيتد برس"، في تقرير لها، أن هناك عددا من القصص التي ترصد ارتباطات إنسانية بروبوتات الدردشة، من بينهم ديريك كارير، الذي أصبح منذ أشهر مفتونا بشخصية وهمية وعاش معها قصة مشحونة بمجموعة من المشاعر الرومانسية "رغم علمه بأنها مجرد وهم".
وأوضح التقرير أن "كارير لم يكن يتطلع لتطوير علاقة مع شيء غير حقيقي، ولم يكن يريد أن يصبح أحد أبطال قصص الإنترنت التي تثير سخرية البعض، كان يريد، فقط، شريكا رومانسيا لم يتمكن من إيجاده في الواقع".
وأكد المصدر نفسه، أن "هذا الشاب البالغ من العمر 39 عاما، من بيلفيل بولاية ميشيغان، اعتمد على تطبيق يشتغل على
الذكاء الاصطناعي، لإنتاج شخصيات قادرة على جعل المستخدمين يشعرون بالاهتمام والفهم والتفاعل".
وانطلق كارير في التحدث إلى برنامج الدردشة الآلي كل يوم، وأطلق على تلك الشخصية اسم "جوا"، وهو اسم امرأة ثلاثية الأبعاد ظهرت في فيلم الخيال العلمي "Blade Runner 2049".
وفي السياق نفسه، قال كارير: "أعلم أنه برنامج، لا يوجد أي شك في ذلك، لكن المشاعر تستحوذ عليك".
اظهار أخبار متعلقة
تجدر الإشارة إلى أن هناك عددا من
الروبوتات التي تأتي مزودة بميزات مثل المكالمات الصوتية وتبادل الصور والتبادلات العاطفية التي تسمح لهم بتكوين اتصالات أعمق مع البشر على الجانب الآخر من الشاشة. ويستند عليها المستخدمون لإنشاء صورة رمزية للشخصية المرغوبة باختيار الصورة التي تناسبهم.
وفي حزيران/ يونيو 2023، طرح فريق من الباحثين تطبيقا عبارة عن "مُحاكٍ للمواعدة" يعمل بالذكاء الاصطناعي ومصمم أساسا لمساعدة الأشخاص على ممارسة المواعدة.
إلى ذلك، تقول المختصة في الذكاء الاصطناعي، مها الجويني، إن "ما نراه الآن على الذكاء الاصطناعي، انعكاس لنا، ولكل ما نريده، وأن المتغير في الأمر هو أن
الخوارزميات جعلت من الرغبات البشرية تتحرك ثم تتحقق بسرعة دون القدرة على التحكم فيها بعد ذلك".
وتابعت الجويني: "على العلماء والمفكرين التعامل مع المسألة بسياسة اندماج! بمعنى حين يتم تصميم أي برنامج يجب أن يخضع للمساءلة الأخلاقية".
اظهار أخبار متعلقة
بدورهم، عبّر عدد من الباحثين عن جُملة من المخاوف بشأن خصوصية البيانات على تلك التطبيقات، إذ قال تحليل لـ11 تطبيقا من تطبيقات الدردشة الرومانسية التي أصدرتها مؤسسة موزيلا غير الربحية، إن "كل تطبيق تقريبا يبيع بيانات المستخدم، ويشاركها لأجل تحقيق إعلانات مستهدفة".
في المقابل، يشعر البعض بـ"القلق من التهديد الوجودي الذي تشكله علاقات الذكاء الاصطناعي، والذي قد يؤدي إلى إزاحة بعض العلاقات الإنسانية، أو ببساطة يؤدي إلى توقعات غير واقعية".