قال معلم التاريخ "الإسرائيلي" مائير باروخين، الذي خضع لاستجواب بسبب مواقفه من العدوان والقضية الفلسطينية، إن أجهزة أمن
الاحتلال حققت معه بسبب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي المناهضة للاحتلال.
وأضاف باروخين، في مقابلة تلفزيونية: "تلقيت اتصالا هاتفيا من شرطة القدس، تطلب مني الحضور، وفي طريقي إلى هناك اتصلت بمحاميّ الذي أفهمني أنه من أجل إجراء تحقيق مع مواطن إسرائيلي، فإنهم يحتاجون إلى موافقة من الادعاء العام".
وتابع: "وحين لم تحصل الشرطة على الموافقة، قرروا التحقيق بتهمتين أخريين، إحداهما الرغبة بالخيانة، والأخرى الإخلال بالنظام العام من خلال كتابة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي".
اظهار أخبار متعلقة
وأردف: "نحن نعيش وقت الساحرات، أنا يهودي، واعتقلوني، حين ذهبت إلى مركز الشرطة قاموا بتقييد يدي وقدمي، وصادروا هاتفي، واقتحموا منزلي، وقلبوا أثاث منزلي رأسا على عقب، لا أعرف عن ماذا كانوا يبحثون، وبعدها أعادوني إلى مركز الشرطة من أجل التحقيق، وحاولوا زرع كلمات في فمي تدينني".
ومضى بالقول: "بعدها تم اقتيادي إلى غرفة الاحتجاز المنفردة لمدة أربعة أيام قبل الإفراج عني"، مؤكدا أنه "لو كنت فلسطينيا لكان الأمر مختلفا، لكان الأمر أكثر عنفا".
وأوضح باروخين، "أنه منذ عشر سنوات، يحاول إعطاء الفلسطينيين أسماء ووجها، وإضفاء الطابع الإنساني عليهم، لكي يتعرف الإسرائيليون على الفلسطيني كبشر".
اظهار أخبار متعلقة
وأردف: "لقد قتلنا أكثر من 30 ألف شخص في
غزة، و12 ألف طفل، وأكثر من 8 آلاف امرأة، وما نسمعه في الشوارع في إسرائيل هو أساسا غير إنساني، يقولون إنهم لا يكترثون لقتل الأبرياء في غزة بعدما فعلته حماس بنا في السابع من أكتوبر".
وأكد باروخين، أنه يرفض هذه التصريحات قائلا: "أنا المواطن الإسرائيلي ضد هذا القتل الجماعي في غزة، أنا أتشارك المسؤولية في كل هذا، وأنا أرفع صوتي، ومستعد لدفع الثمن".
وأشار: "لعقود طويلة نمارس قتل الفلسطينيين، ولدينا آلاف الفلسطينيين قيد الاعتقال الإداري، ونقوم بسرقة ممتلكاتهم ومياههم، ونقطع شجر الزيتون، ونخرب الأراضي، ونقوم بكل ما يمكن لمحو الهوية الفلسطينية والثقافة الفلسطينية واجتثاث الفلسطيني من الأرض، وحين يحاول الفلسطيني الرد ومقاومة الاحتلال بطريقة عنيفة نلومه".
وتساءل باروخين: "كيف يمكن للفلسطينيين أن يتحملوا الاحتلال إلى الأبد".
ولفت إلى "أن وسائل الإعلام في إسرائيل تتجاهل قتل المدنيين العزل وقتل الصحفيين وتدمير المستشفيات والمدارس والمنشآت العامة".
اظهار أخبار متعلقة
واستدرك، "أن الإسرائيلي العادي لا يرى ذلك، ولا يعلم أي شيء عن ذلك، فقط أولئك من يتابعون القنوات الأجنبية يحصلون على صورة مختلفة تماما عن ما يتحدث عنه الإعلام الرئيسي في إسرائيل".
وكشف باروخين، "أن هناك هجرة واسعة من إسرائيل إلى الخارج، خصوصا إلى بلدان الاتحاد الأوروبي"، مؤكدا أنه كـ"مواطن إسرائيلي ضد القتل الجماعي في غزة".