يتهم تقرير لمعهد واشنطن
الحشد الشعبي العراقي بأن ولاءه
هو لإيران وليس للعراق، وأنه يأتمر بأمر المرشد
الإيراني وليس بأمر الحكومة
العراقية.
ويعتمد التقرير على تفسيرات لتصريحات رئيس أركان الحشد
الشعبي تثبت تلك التهم.
يقول التقرير إن رئيس أركان هيئة "الحشد الشعبي"
العراقي، عبد العزيز المحمداوي (المعروف أيضاً بأبو فدك)، قال في 5 نيسان/ أبريل
إن "قوات الحشد الشعبي جزء أساسي من المعركة في غزة وفلسطين". وكان آنذاك
في طهران للمشاركة في مسيرة "يوم القدس" عندما توقف للتحدث إلى وسائل الإعلام.
اظهار أخبار متعلقة
واعتبر معدا التقرير أن هذا التصريح "اعتراف علني نادر
من قبل القائد العسكري الأعلى لقوات الحشد الشعبي بأن منظمته المموّلة من قبل الدولة
(العراقية) تشارك في نزاع إقليمي ليست الدولة العراقية طرفاً فيه".
ويزعم التقرير أن
أبو فدك كان "صريحاً للغاية بشأن الحقيقة
بأنه يتلقّى أوامر من مسؤول أجنبي، هو المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حين يقول
نحن ننتظر بيان رأي السيد القائد [المرشد الأعلى] ماذا بعد... كيف سيكون الرد على الاعتداء
على القنصلية الإيرانية وقتل بعض قادة [«الحرس الثوري الإيراني»]؟... بعد [الهجوم]
الإجرامي على القنصلية في دمشق، جئنا إلى الجمهورية الإسلامية أولاً لتجديد تضامننا
مع برنامج السيد القائد والسيد الإمام… وثانياً لتجديد عهدنا [أي الولاء للمرشد الأعلى]
وننتظر ما هو موقف السيد القائد"..
ويشير التقرير إلى أن أبو فدك بدا وكأنه يسير مع زياد
النخالة، رئيس "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" التي يصفها التقرير
بـ"الإرهابية" كما تصنفها واشنطن (مع العلم أن الدولة العراقية لا تصنفها
كذلك).
وأبو فدك، بحسب التقرير، هو أيضاً شخصية بارزة في ميليشيا
"الحشد الشعبي" و"كتائب حزب الله" التي تصنفها الولايات المتحدة
منظمة إرهابية، ويبدو أن تصريحاته في "يوم القدس" تعكس الخلافات والشكوك
التي برزت مؤخراً حول دور هذه الجماعة في "المقاومة". فمنذ أن علقت
"كتائب حزب الله" عملياتها ضد القوات الأمريكية في شباط/ فبراير، أبدت العديد
من علامات عدم الارتياح بشأن قرارها البقاء غير فعالة نسبياً وعدم المساهمة في الهجمات
والاستفزازات في الخارج، بما في ذلك التهديدات الأخيرة ضد الأردن. وهنا، يبدو أبو فدك
في حيرة من أمره بشأن دوره في الدولة العراقية ومسؤولياته تجاه "محور المقاومة"
الإيراني، على حد تعبير التقرير.
لقد أوقفت "كتائب حزب الله" بشكل علني هجماتها
"لعدم إحراج الحكومة العراقية"، كما أعلن أمينها العام أحمد محسن فرج الحميداوي
(المعروف أيضاً بأبو حسين) في بيان صدر في 30 كانون الثاني/ يناير. وتم تأنيب
"كتائب حزب الله" من قبل زميلتها ميليشيا "حركة حزب الله النجباء"،
على خلفية هذا القرار، وربما يشعر أبو فدك بأن مؤهلاته ومؤهلات "كتائب حزب الله"
أصبحت موضع شك.
ويحذر معدا التقرير من أن تصريح أبو فدك ذاك سيؤدي إلى إحراج
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني علناً وبصورة مباشرة قبل زيارته لواشنطن للاجتماع
بالرئيس الأمريكي بايدن. فموقف بغداد الرسمي منذ فترة طويلة من قوات "الحشد الشعبي"
هو أنها منظمة عسكرية عراقية تحت قيادة رئيس الوزراء بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.
اظهار أخبار متعلقة
ويبدو أن الحادث المحرج دفع مكتب السوداني إلى إرسال المستشار
حسين علاوي في جولة إعلامية لخلق انطباع معاكس لذلك الذي خلّفه تصريح أبو فدك. فقد
صرح علاوي لشبكة "الحدث" التلفزيونية العربية بقوله: "إذا راجعتم مقطع
الفيديو بعناية، [سوف تسمعون] رئيس أركان «الحشد الشعبي» وهو يعبر عن تضامنه مع الأمة
الإيرانية فيما يتعلق بضحاياها [في الهجوم على القنصلية]، وهذا هو الموقف الذي عبرت
عنه الحكومة العراقية". وعندما واجهه أحد مذيعي "الحدث" بشأن تصريحات
أبو فدك الواضحة حول انتظار قرار المرشد الأعلى بشأن الخطوات التالية، ادّعى علاوي
أن التصريحات قد أسيء فهمها.