يتنزع
أطفال غزة
حقهم في التعليم، داخل خيام مخيم مدينة
رفح رغم
الحرب والنزوح والظروف الصعبة التي
يعيشها
النازحون جراء العدوان الهمجي الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر
من 6 أشهر.
وتقدم المعلمة جميلة
حلاوة دروسًا من مناهج الأطفال، برفقة زملائها المدرسين رغم غياب الإمكانات، للأطفال
النازحين، بهدف الحفاظ على استمرارية التعليم في غزة، رغم ابتعاد الأطفال عن مقاعد
الدراسة نتيجة تدمير المدارس في القطاع، بحسب الأناضول.
يواصل المدرسون جهودهم
بتفان وإخلاص، متحدين الصعوبات التي يواجهونها وأبرزها نقص الإمكانيات وعدم توفر فصول
دراسية وأدوات تعليمية، تحاول "حلاوة" التي كانت مديرة "مدرسة مصعب
بن عمير للبنات" قبل الحرب، ملء الفراغ الذي يعاني منه الأطفال جراء ويلات الحرب
وما خلفتها.
لاقت مبادرة حلاوة
والمدرسين استجابة وتفاعلا كبيرين من الطلاب والأهالي النازحين، الذين اعتمدوا على
تلك الخيمة الصغيرة لتعليم أطفالهم، داخل الخيمة، يصدح صوت المدرسة الفلسطينية وهي
تعلّم الأطفال حروف اللغة العربية، فيما يتسابق الطلاب على نطقها واستخراج كلمات عربية
مفيدة منها.
تستخدم المعلمة صبورة
صغيرة وطباشير لإعطاء الدروس للأطفال ضمن المنهج الفلسطيني وتعليم الحروف، بالإضافة
إلى تعليم قراءة القرآن الكريم بأحكامه ومعانيه.
تقول حلاوة:
"جاءت المبادرة بعد رؤيتي لأحفادي وهم يمسكون بالقلم والدفتر ويتوقون للتعليم
الذي تركوه بسبب الحرب على قطاع غزة".
وتضيف: "أعجبتني
الفكرة وأعجبت بعض المدرسين، لذلك قمنا بمبادرة إعطاء الدروس للأطفال في المخيم وافتتحنا
خيمة بسيطة باستخدام بعض الدفاتر والأقلام والطباشير".
وتتابع: "حظيت
الفكرة بترحيب من الأهالي في المخيم والطلاب والمؤسسات المحلية، وتم تقديم بعض الدعم
الأولي لتأسيس الخيمة بشكل بسيط لتقيم الدروس للأطفال من الصف الأول والثاني".
وأشارت المعلمة إلى
أنها تسعى بكل جهد رغم الظروف الصعبة لمواصلة إعطاء الدروس للأطفال ضمن المنهاج الفلسطيني،
بهدف تجنب خروج جيل أُمّي.
وأوضحت أنها تعتزم
فتح خيام أخرى في حال استمرار الحرب على قطاع غزة، بعد تدمير العديد من المدارس والمؤسسات
التعليمية في الحرب التي شنتها إسرائيل.
وتحدثت حلاوة عن
صعوبات تواجهها في الخيمة، مثل نقص المستلزمات الدراسية من كتب وقرطاسية، والارتفاع
الشديد في درجات الحرارة داخل الخيمة، حيث تفتقر لوسائل التبريد.
بدورها، تقول المعلمة
ريهام أبو مطر، التي نزحت من شمال القطاع: "نعطي الدروس التعليمية بخيمة للأطفال
في ظل الحرب ونقص الإمكانيات المتاحة".
وأضافت: "نريد
أن يكون الجيل متعلمًا وليس جاهلاً، لذلك نعطيهم دروسا باللغة العربية والرياضيات والتربية
الإسلامية واللغة الإنجليزية"، متمنية دعم مشروع تعليم الطلاب في قطاع غزة
الذين يعانون من ويلات الحرب.
ومن ناحية أخرى،
تقول الطالبة ليان المجبر (16 عامًا): "انقطعنا عن الدراسة بسبب الحرب، واليوم
عدنا لها في أحد الخيام التي تقدم دروسًا باللغة الإنجليزية والعربية وحفظ القرآن الكريم".
وأضافت: "الحرب
قتلت الكثير من الأطفال وجعلتنا ننسى التعليم، والخيمة اليوم تعيد لنا ما نسيناه من
العلم"، متمنية أن ينتهي كابوس الحرب وتعود إلى مقعد
الدراسة من جديد.
وأنشأ الفلسطينيون
النازحون مخيمات مؤقتة في مدينة رفح المكتظة بنحو مليون و300 ألف نازح، يعيشون ظروفا
صعبة جراء الحرب، وفق مسؤولين حكوميين في غزة.
وتفتقر هذه المخيمات
لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث
يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.