أفادت صحيفة
لبنانية بأن الأمن
اللبناني حصل على صور لعدد من منفذي عملية
اغتيال الصرّاف اللبناني محمد إبراهيم سرور.
وكشفت صحيفة "الأخبار"
اللبنانية المقربة من حزب الله أن التحقيقات الأمنية حددت البصمة للاستخبارات الإسرائيلية،
وحصلت القوى الأمنية على صور لعدد من منفّذي العملية، وحدّدت عدداً ممن تعاونوا معهم
لوجستياً، وبينهم سوريون ولبنانيون.
ورجحت الصحيفة وفق تقديرات أمنية أن مجموعة
الاغتيال غادرت لبنان خلال ٢٤ ساعة من تنفيذ العملية.
اظهار أخبار متعلقة
وحول تفاصيل عملية الاغتيال كشفت الصحيفة
وفق مصادر قضائية أنّ العملية استغرقت ٤٠ دقيقة بين دخول سرور إلى الفيلا وخروج المنفّذين
منها، ما يشير إلى أنّ الهدف كان محدداً بالحصول على هاتفه الخلوي وكلمة المرور واستجوابه
تحت التعذيب قبل قتله. وترجّح مصادر التحقيق أن الاستخبارات الإسرائيلية تشتبه في أن
سرور مسؤول عن التحويلات المالية بين الحرس الثوري في إيران وحركات المقاومة في فلسطين.
وأظهر تشريح الجثة إصابة سرور بتسع رصاصات
في أنحاء مختلفة من جسده، من بينها إصابات في يديه ورجليه، ما يشير إلى أنّ من استجوبوه
أطلقوا النار على أطرافه لإرغامه على الكلام وانتزاع معلومات منه قبل تصفيته.
وعمد الجناة إلى وضع ملابس وقفازات ومسدسين
من طراز «غلوك - 19» وكواتم صوت في أوعية مُلئت بالمياه وبمسحوق تنظيف لمحو البصمات
الوراثية.
وبحسب التحقيقات فإن سرور تلقى في الفترة
الأخيرة اتصالاً من سيدة ادّعت أن اسمها زينب حمود، وأنها تنتظر حوالة مالية من العراق،
طلبت منه إيصالها إلى منزلها في بيت مري بحجة أنها خضعت للتوّ لعملية جراحية.
وبحسب
مصادر مقرّبة من العائلة، فإن الضحية ارتاب بدايةً في الاتصال وفي كيفية حصول المدعوّة
حمود على رقم هاتفه، و"ربما يكون سألها عن ذلك لاحقاً وأجابت بما بدّد شكوكه".
وأفادت المصادر أن حمود اتصلت بسرور في إحدى المرات، وعندما أجابت ابنته أقفلت المتصلة
الهاتف، قبل أن تستدرك وتتصل مرة أخرى لتسأل ما إذا كان الرقم يعود لسرور، فأجابت ابنته
بالإيجاب وبأن والدها ليس موجوداً.
ولفتت إلى أن الضحية عمد في الأيام الأخيرة قبل
مقتله إلى تثبيت كاميرا مراقبة قرب منزله لحماية دراجته النارية من السرقة، من دون
أن يتأكد ما إذا كان ذلك حصل مصادفة أم بسبب تلقّيه تهديدات معينة أو ارتيابه بأمر
ما.
وفي 3 نيسان/ أبريل الحالي، قصد سرور مع
ابن شقيقه منطقة بيت مري لإيصال قيمة الحوالة. ولدى وصوله اتصل بحمود فطلبت منه الدخول،
وعندما أبلغها بأنه برفقة ابن شقيقه، قالت له إنها ستستقبله عند باب الفيللا، وهو ما
حدث. وقال ابن شقيق الضحية للمحققين إن حمود قابلتهما عند باب الفيلا، وكانت تتحدث
بلهجة بعلبكية، وإنه كان واضحاً أنها لم تكن بمفردها.
اظهار أخبار متعلقة
وفي اليوم التالي، تلقى سرور اتصالاً من
حمود تبلغه فيه بوصول حوالة جديدة لإيصالها إليها. وبالفعل، توجه سرور وحيداً هذه المرة
إلى بيت مري.
وكشفت التحقيقات أن عناصر المجموعة استأجروا
الفيلا في بيت مري لمدة سنة مقابل 48 ألف دولار (أربعة آلاف دولار شهرياً)، وذلك عبر
مكتب سمسرة أفاد صاحبه بأن لهجة المستأجر سورية، ولم يتبيّن أن لأصحاب الفيلا أيّ
علاقة بالأمر. كما استخدم عناصر المجموعة في تنقلاتهم سيارة اشتروها بأغلى من سعرها
بأربعة آلاف دولار. وفي إحدى المرات، تواصل المستأجرون مع مهندس إلكترونيات لسؤاله
عن إمكانية تركيب كاميرا وجهاز لتحديد المواقع "Gps" داخل السيارة. وأبلغ المهندس المحققين أنه
قابل سيدة تتحدث بلهجة لبنانية، وأن الأمر اقتصر على السؤال من دون أن يُكلف بالعمل.