انتقد باحث تركي ما وصفه بـ"سهولة الكذب" لدى طيف من السياسيين الأتراك بشأن اللاجئين السوريين في
تركيا، مشيرا إلى أن السهولة في تحوير الحقائق حول الوجود السوري يُعد "إحدى الديناميكيات الرئيسية للعداء تجاه السوريين"، الذي انتشر في العديد من الولايات بعد أحداث قيصري الأخيرة.
وقال مدير أبحاث مركز "PanoramaTR" التركي، عثمان سيرت، إنه "من النقص أن يتم تفسير رد الفعل المتصاعد ضد السوريين في المجتمع على أنه مشكلة أجنبية فقط، أو افتقار الحكومة إلى سياسة شفافة يمكن التنبؤ بها، أو حادثة واحدة خرجت عن نطاق السيطرة بسبب سوء الفهم أو الاستفزاز المتعمد، كما حدث في قيصري".
وأضاف أن "إحدى الديناميكيات الرئيسية للعداء تجاه السوريين، والذي بدأ في قيصري ثم امتد إلى ولايات مختلفة ووصل إلى مقتل أحمد البالغ من العمر 17 عاما في أنطاليا، هو السهولة التي يمكن بها للسياسيين، على وجه الخصوص، أن يكذبوا حول هذه القضية".
اظهار أخبار متعلقة
وكان فتى سوري يدعى أحمد النايف، لقي حتفه في ولاية أنطاليا غرب تركيا بعد تعرضه للطعن على أيدي مجموعة من المواطنين الأتراك، بحسب صحيفة "يني شفق" التركية.
ووقعت الحادثة في سياق أعمال العنف التي انتشرت في العديد من الولايات التركية خلال الأيام الماضية بعد إقدام عشرات الأتراك على حرق منازل وممتلكات تعود للاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط تركيا، مساء الأحد.
ادعاء وجود 10 ملايين سوري في تركيا
وفي سياق حديثه عن الأكاذيب المروجة ضد اللاجئين السوريين في تركيا، فقد فند الباحث المعلومات المضللة التي يتداولها سياسيون معارضون حول وجود نحو 10 ملايين سوري مقيم على الأراضي التركية، مشيرا إلى أن "الكذبة الأكثر سهولة هي عدد السوريين في تركيا، والذي يتم تحديثه يوميا، تقريبا مثل عداد سيارات الأجرة المتجهة إلى المطار".
وقال الباحث في مقاله الذي نشر في صحيفة "
قرار" التركية، إن "هناك من يقول إن هناك 10 ملايين سوري في تركيا، بينما يقول آخرون إن الرقم 13 مليوناً، بمن فيهم مهاجرون غير شرعيين آخرون".
وأوضح أن هناك "بيئة في البلاد تبيح التشكيك في دقة الأرقام التي تقدمها الدولة".
والشهر الماضي، أصدرت وزارة الداخلية التركية بيانا يوضح وجود 3 ملايين و114 ألفا و99
سوريا يعيشون في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة (الكمليك).
ولفت إلى أن الأرقام الدولية المتعلقة بالسوريين تؤكد ضرورة الوقوف في موقف أكثر منطقية بشأن هذه القضية، مشيرا إلى أن "عدد السكان في سوريا كان أقل من 23 مليون نسمة عام 2011، ومنذ ذلك الحين فصاعدا، أصبح من الصعب جدا الحفاظ على معدل النمو السكاني الطبيعي في بيئة الحرب".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن أكثر من نصف هؤلاء السكان اضطروا لمغادرة منازلهم، حيث نزح نصفهم في البلاد، ولجأ النصف الآخر إلى الخارج، مشيرا إلى أنه من الممكن الافتراض أن عدد اللاجئين "يقترب من 4 ملايين" في تركيا
وبينما هاجر أكثر من مليون شخص إلى الأردن والعراق ولبنان من بلد يبلغ عدد سكانه 23 مليون نسمة في وقت السلم، تم تسجيل ذهاب حوالي مليون شخص إلى أوروبا وبلدان أخرى، ما لا يقل عن 500 ألف منهم في ألمانيا.
وفي حين يتراوح عدد السكان في مدينة إدلب ما بين 3.5 و5 ملايين، ويشار في أكثر التقديرات تفاؤلا إلى أن بشار الأسد قتل نحو 500 ألف شخص، فإن القول إن في تركيا هناك 10 ملايين سوريين دليل على جهل بأساسيات الرياضيات، وفقا للباحث التركي.
ويختم الباحث مقاله بالقول، إنه "في حال لم يكن لدى أولئك الذين ينطقون بهذه الأرقام مشكلة في الرياضيات، وهو ما يبدو كذلك، فإننا نواجه حالة من انعدام الضمير مستعدة لاستغلال كل الحقائق لتحقيق مكاسب سياسية".