كشف قيادي في
القوة الجوية لحزب الله بعض أسرار القوة التي تعتبر الآن رأس حربة الحزب في مواجهة
الاحتلال الإسرائيلي.
وقال القيادي،
الذي لم يذكر اسمه، لصحيفة الأخبار
اللبنانية أن التفكير الجدي بإنشاء قوة جوية
بدأ في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، مضيفا أن القوة في بدايتها كانت عبارة عن
"مجموعة من المقاومين، وكان الشهيد حسان اللقيس (اغتيل عام 2013) أبرز من عملوا
في مرحلة النشأة، وكان معه فريق تدرّبوا بداية على الطائرات الشراعية، بهدف القيام
بعمليات استشهادية خلف خطوط العدو أو ضد مواقعه".
تاريخ القوة
وبحسب القيادي
فإنه بعد عام 2000، تغيّر كلّ شيء حيث انطلقت في إيران ورشة كبرى في ملف المسيّرات، "وكان
علينا الاستفادة من ذلك". مؤكدا نجاح الحزب في خلق مفاجآت في حرب 2006، حيث حصلت
عدة عمليات إطلاق لمسيّرات.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح القيادي
أن إنتاج الاحتلال للقبة الحديدية التي تعمل على أربع طبقات من الدفاع أربك العمل،
"لكنّ القرار بالتطوير كان متخذاً، ولا مجال للتراجع أو التوقّف".
وكشف القيادي
دور حسان اللقيس في تطوير سلاح
المسيرات ليس لدى الحزب فقط بل في إيران كذلك. وقال
إن "الإيرانيين يحفظون له دوره الكبير في تطوير المسيّرات، فهو كان يردّد دائماً
أنّ هذا السلاح نوعيّ ومؤثر، وسنعتمد عليه في الحروب القادمة. ولذلك، سلّم له الجميع،
وكان حضوره في إيران كحضوره في لبنان في مجال تطوير المسيّرات".
وكشف
القيادي دور القوة الجوية في المعارك التي خاضها الحزب في سوريا، وحتى في العراق.
وعن مرحلة ما بعد
"طوفان الأقصى"، قال القيادي إن القوة الجوية "واجهت أصعب سيناريو كان
يمكن أن تتوقعه، لأن كلّ الخطط لم تكن تقوم على أساس أنّ عملنا سيكون محصوراً بالحافة.
مع ذلك، بدأنا مهام الاستطلاع، ثم التنفيذ".
وأضاف: "هنا
تكمن الصعوبة الكبيرة، لأننا مقيدون بضوابط كثيرة. لو كنا في حالة حرب شاملة، حيث لا
تكون هناك قيود أو ضوابط، فإن قدرتنا على العمل تصبح مختلفة جداً. والعدو يعرف أنه
في الحرب الشاملة لن يكون قادراً على التفرّغ فقط لسلاح المسيّرات، بل سيكون أمام تحدٍّ
آخر، حيث ستسقط يومياً آلاف الصواريخ على كلّ مراكزه العسكرية والحيوية، من أنواع عدة
ومديات مختلفة. والمعركة لن تكون ساحتها جبهة الحدود".
الحرب المحمومة والحرس الثوري
وكشف القيادي دور
محور المقاومة وخصوصا الحرس الثوري الإيراني في تطوير سلاح القوة الجوية، وقال:
"في بداية الحرب، كانت نسبة النجاح قليلة، لكن، مع الوقت، انقلبت الآية... وقد
وصلنا إلى مرحلة بتنا قادرين فيها على تحديد الثغرات عند العدو، والتنبّؤ بخطواته...
وعندما نقول إننا نعمل على معالجة الأمور، فهذا يعني أنّ كل الخبراء في محور المقاومة
يعملون على هذا الأمر، بمَن في ذلك إخواننا في الحرس الثوري في إيران".
وكشف القيادي
عن الحرب المحمومة التي يشنها الاحتلال للحيلولة دون تقدم سلاح القوة الجوية لدى
الحزب، وقال إن "العدو عمل على تهديد أي شركة تتعاون معنا أو معاقبتها، والعمل
على إتلاف مصانع الإنتاج وتدميرها. وقد اعتدى العدو على شركات إيرانية وهدد شركات أوروبية،
وحاول خداعنا عبر إرسال مواد تفسد المنتج. ونجح في بعض محاولاته، ولكنه فشل كثيراً".
وتناول
القيادي بالتفصيل الحرب الإلكترونية التي يشنها الاحتلال ضد القوة الجوية، والتي
تمثلت في الحرب الناعمة حيث عمل على 7 طبقات من الحرب الإلكترونية، وكان يأمل
بالتخلص من هذا الأرق دون استخدام أي من وسائل الدفاع الجوي، "لكنه فشل"
بحسب القيادي، لينتقل إلى الحرب الخشنة التي تستخدم فيها أدوات تقنية وأسلحة موجهة،
مثل منظومات باتريوت، والقبة الحديدية، وسلاح الدفاع الجوي (سبايدر - ديبي). بالإضافة
إلى المروحيات والمقاتلات على أنواعها، والآن أضاف الفولكان (يد السماء)، وهي عبارة
عن رشاشات قادرة على إطلاق 6000 طلقة بالدقيقة".
الكلفة
وحول تكلفة
المسيرات كشف القيادي أن كلفتها تقل بأضعاف كثيرة عن المسيرات التي تستخدمها الدول رغم أنها بكفاءة عالية.
وقال إن "هناك مسيرات تشتريها الجيوش بنصف مليون دولار. أما نحن، فيمكننا صناعة نسخة عنها بأقل
من 5000 دولار، بل ونضيف عليها نظام الحماية من التشويش. ولنأخذ مثالاً آخر، فإن سرب
"scan eagle" الأمريكي يشتريه الأردن بـ10 ملايين دولار، وهو
عبارة عن 4 مسيرات مع قاعدة تحكم أرضية. ويمنع الأمريكيون الأردن من إجراء عمليات الصيانة،
وهو أمر مكلف. لكننا ننتج السرب نفسه بكلفة تقلّ عن 100 ألف دولار".
وكشف القيادي أن
الحزب تمكن من بناء مصانع للطائرات المسيرة مع قدرة إنتاج كبيرة. وقال: "بتنا
في وضع مرتاح لجهة التصنيع، في النوع والكمية والاستمرارية".
الغموض البناء
وبالنسبة
لترسانة الحزب من المسيرات أشار القيادي إلى أن استراتيجية الحزب في هذا الملف هو "الغموض
البنّاء".
وقال إنه يوجد
لدى الحزب عدد مختلف من المسيرات تتميز كل فئة بطبيعتها ووظيفتها؛ فهناك المسيرات الإلهائية،
والانقضاضية، والهجومية، وهناك أيضاً مسيرات لوجستية للنقل، ورمي المناشير.
وكشف القيادي
عن نوع من المسيرات التي لم تستخدم بعد ويمكنها القيام بكل المهمات، وتتميز بفعالية
عالية في الاشتباك المباشر مع القوات البرية، ويمكن لمقاتل أن يديرها ويتحكم فيها،
عدا عن أن كلفة تصنيعها بسيطة، ويمكن إنتاجها في أماكن قريبة جداً من موقع المعركة.