كتاب عربي 21

لبنان وانتهاء مرحلة الردّ وردّ الردّ

منير شفيق
أطلق حزب الله 340 صاروخا ومئات المسيّرات- جيتي
أطلق حزب الله 340 صاروخا ومئات المسيّرات- جيتي
مع الفقرة الأخيرة في خطاب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله مساء 25 آب/ أغسطس 2024، أكد نهاية مرحلة التصعيد الحاد الذي نجم عن اغتيال الشهيد السيد فؤاد شكر (الحاج محسن)، رئيس هيئة أركان المقاومة الإسلامية، الجناح العسكري لحزب الله. وقد ألمح إلى أن الكيان الصهيوني اكتفى بدوره بما أسماه الردّ الاستباقي، على الردّ الذي أطلقه حزب الله في عملية ضرب كل من موقعي غاليلوت وعين شيمرا.

وكان الوضع من 23 تموز/ يوليو 2024 إلى 25 آب/ أغسطس 2024 ينتظر تصعيدا، بعد الردّ الذي وعد به حزب الله على جريمة الاغتيال التي جاءت إلى جانب أهميتها الكبرى، باستشهاد السيد فؤاد شكر، خرقا لقواعد الاشتباك، من خلال ارتكابها في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، فضلا عن استفزازها الذي يتطلب حتمية الردّ، وبالمستوى القريب لها مكانا وموقعا وأهمية.

بالفعل، بعد انتظار مروّع ومكلف، بالنسبة إلى الكيان الصهيوني كما بالنسبة إلى حالة القلق والتلهف لدى الرأي العام عموما، عربيا وإسلاميا وعالميا، وفي لبنان وغزة على الخصوص، نفذ حزب الله وعده بإطلاق 340 صاروخا ومئات المسيّرات فجر 25 آب/ أغسطس، ضاربا في غاليلوت،
اعتبر حزب الله أن عمليته المركبة المزدوجة، أدّت مهمتها المطلوبة في الردّ على الاغتيال، كما اعتبر العدو أن الرد الاستباقي للكيان الصهيوني كاف للردّ على الردّ، الأمر الذي سمح بالإعلان بأن مرحلة وعد الردّ على اغتيال الشهيد السيد فؤاد شكر، ومرحلة الردّ على الردّ، بأنهما كافيتان بتحقيق الأهداف المطلوبة في تلك المرحلة، التي توجب إغلاق الملف
مركز الاستخبارات العسكرية "أمان"، وفي عين شيمرا، القاعدة العسكرية الجوية في ضاحية تل أبيب، ومحيطها على التتالي.

وكان الجيش الصهيوني قد أحسّ ببعض التغييرات قبيل إطلاق "عملية الأربعين"، فشنّ هجوما واسعا قبل نصف ساعة، سماه الردّ الاستباقي. وقد شمل إلى جانب القصف الصاروخي والمدفعي، تدخّل مائة طائرة حربية.

اللافت للنظر أن جبهتي القتال في ذلك اليوم، تجنبتا قتل المدنيين مثلا. وقد اعتبر حزب الله أن عمليته المركبة المزدوجة، أدّت مهمتها المطلوبة في الردّ على الاغتيال، كما اعتبر العدو أن الرد الاستباقي للكيان الصهيوني كاف للردّ على الردّ، الأمر الذي سمح بالإعلان بأن مرحلة وعد الردّ على اغتيال الشهيد السيد فؤاد شكر، ومرحلة الردّ على الردّ، بأنهما كافيتان بتحقيق الأهداف المطلوبة في تلك المرحلة، التي توجب إغلاق الملف. ولكن السيد حسن نصر الله هدّد بأن أي تصعيد من جانب جيش الكيان الصهيوني، سيعيد فتح الملف، واعتبار وعد الردّ على الاغتيال، ما زال في مرحلته الأولى، ولم يستكمل بعد.

هنا سيحتاج الوضع إلى بضعة أيام قادمة، حتى يطمئن الذين هجروا بيوتهم في جنوب لبنان بأن وضع التصعيد والانتظار، والمواجهة في الردّ والردّ المضاد على الاغتيال الآثم الإجرامي، قد طُوي، وعاد وضع إسناد المقاومة في غزة إلى سابق عهده.

المعركة التي خاضها حزب الله بالردّ على اغتيال الشهيد فؤاد شكر؛ انتهت بهزيمة نتنياهو الذي أراد أن يذهب بالوضع إلى الحرب الإقليمية، بما يتضمن انتصارا جديدا لغزة ولمحور المقاومة كذلك

وقد عبّر أبو عبيدة عن تقدير المقاومة العالي لردّ حزب الله، واعتبره تأكيدا على استمرار اشتعال جبهات المقاومة، مما قد يؤدي إلى دخول الوضع في مرحلة جديدة، اسمها استمرار اشتعال كل جبهات المقاومة.

ومن ثم تقول المحصلة إن المعركة التي خاضها حزب الله بالردّ على اغتيال الشهيد فؤاد شكر؛ انتهت بهزيمة نتنياهو الذي أراد أن يذهب بالوضع إلى الحرب الإقليمية، بما يتضمن انتصارا جديدا لغزة ولمحور المقاومة كذلك، ومن ثم يجب أن يعيد حساباته كل من يتحدث عن صفقات تحت الطاولة.

هذا وإن الموقف الصحيح في تقدير الموقف، في قراءة هذه الجولة من المواجهة العسكرية، عبّر عنه أبو عبيدة باسم المقاومة في غزة، بتقديره العالي لـ"عملية الأربعين" والدخول من بعدها في مرحلة "اشتعال الجبهات".
التعليقات (0)

خبر عاجل