مقابلات

حصري| أمير الجماعة الإسلامية يتحدث عن دورهم في "إسقاط حسينة".. ماذا عن الجيش؟ (شاهد)

شفيق عبد الرحمن: "الجيش جزء من الشعب وكان دوره هذه المرة إيجابيا"- عربي21
شفيق عبد الرحمن: "الجيش جزء من الشعب وكان دوره هذه المرة إيجابيا"- عربي21
- الجماعة الإسلامية لم تكن وحدها في الشارع في المظاهرات الأخيرة، بل كل الشعب

- اتهامنا بارتكاب جرائم حرب عام 1971 كان الهدف منه التمهيد لحظرنا

- محاكمات قادتنا كانت ظالمة كذلك إعدام بعضهم كان قرارا ظالما

- الجيش جزء من الشعب وكان دوره هذه المرة إيجابيا

- ندين ونكره الجرائم البربرية التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني


قال أمير الجماعة الإسلامية في بنغلادش، الدكتور شفيق الرحمن، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، في لقاء حصري مع "عربي21"، وهو أول حوار صحفي  بعد سقوط الشيخة حسينة؛ إنه "فور وصول النظام السابق للحكم في عام 2009، تم ارتكاب مذبحة جماعية مخطط لها في مقر شبه عسكري، نتج عنها مقتل 57 من أفراد الجيش".

وأكد أن "الاحتجاجات الأخيرة لم تشارك فيه الجماعة الإسلامية فحسب، بل شارك فيها عموما الشعب وكثير من الجماعات والأحزاب السياسية، وإن قتل الطلاب المتظاهرين ساهم في تأجيج مشاعر الاحتجاج الغاضبة من تصرفات النظام السابق".

وحول ما إذا كان لدى الجماعة مخاوف من خداع الجيش في بنغلادش للشعب، قال شفيق الرحمن، "في هذه المرة أدى الجيش دورا إيجابيا من أجل استقرار البلاد، وندعو الله أن يتمكن المدنيون والجيش متحدين من بناء مستقبل أفضل".



وتاليا نص الحوار كاملا:

كيف تصف الوضع والأحداث في بنغلادش خلال الأسابيع الماضية؟ هل تعدها ثورة؟ وكيف تصف علاقتكم مع النظام السابق؟


هذا سؤال مهم جدًا، ربما لاحظتم أن النظام السابق حكم لمدة 15 عاما ونصف تقريبا، حيث وصل للحُكم عام 2009، وعندها حدثت أول إبادة جماعية في عهده، وهي قتل 57 من أفراد الجيش، كان بعضهم من كبار المسؤولين أيضا.

ولقد حدث ذلك في مقر شبه عسكري، كان اسمه في ذلك الوقت (BDR)، وأطلق الناس عليه تمرد (BDR)، ولكن في الواقع لم يكن تمردا، بل كان إبادة جماعية مخططا لها، وتلك كانت هي الحالة الأولى.

وفي عام 2010 شن النظام حملة وإجراءات صارمة ضد الجماعة الإسلامية؛ لأنها أكبر حزب إسلامي في بنغلادش، وهو حزب وطني مُجرب، وكان من المهم جدّا بالنسبة لهم تدمير تاريخه.

وقد رفعوا بعض القضايا ضد كبار قادتنا، بما في ذلك أمير الجماعة في ذلك الوقت مولانا الشيخ مطيع الرحمن نظامي، والأمير الذي سبقه غلام أعظم، علما أن الأول كان وزيرا سابقا وخدم في وزارتين مهمتين في بنغلادش، كذلك كان وقتها الأمين العام هو علي أحسن محمد مجاهد، وشغل هو أيضا منصب وزير.

كما اتهموا قادتنا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ولكن من المدهش أننا نلاحظ أنه في الماضي لم يتم توجيه اتهام واحد في أي من أقسام شرطة بنغلادش ضد أي أحد ارتكب جرائم حرب، ومنهم مثلا الجنرال البريطاني دييري.

لكنهم بعد 40 عاما، وجهوا اتهامات لقادتنا، وبالطبع كانت اتهامات كاذبة تماما، وملفقة ومُدبرة، وباطلة، والتحقيق كان مدفوعا بدوافع سياسية، والشهود أيضا كانوا كاذبين.

إظهار أخبار متعلقة



وخلال هذه الإجراءات المثيرة للجدل، أعرب المجتمع الدولي وهيئات حقوق الإنسان الشهيرة، مثل منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ومنظمة العفو الدولية، ولجنة حقوق الإنسان في آسيا، عن قلقهم واحتجاجهم مرارا وتكرارا، لكن حكومتنا، لم تستمع لهم.

حيث تم إعدام خمسة من قادتنا، ومات ستة أخرين تحت التعذيب، ليس هذا فحسب، بل طردوا عددا كبيرا من أعضاء حزبنا، الذين يحبون أو يدعمون حزبنا من وظائفهم في المؤسسات العامة والخاصة، واستولوا على العديد من المؤسسات، بما في ذلك القطاع المصرفي، والقطاع التعليمي، والقطاع الصحي، وما إلى ذلك، التي كانت مخصصة تماما لخدمة الشعب.

وقاموا بتخريب منازلنا، وستتفاجؤون حينما تعلمون أن منزل أحد نوابنا السابقين، الذي كان عالما مشهورا، قد تم تخريبه بواسطة مثيري الشغب، وهذا مثال واحد فقط على ما حدث لقادتنا.

بالطبع لم تكن الجماعة الإسلامية وحدها من تعرض للقمع، بل تعرض الشعب كله للقمع، بسبب سياسية ومنهاج "عقيدة" الشيخة حسينة وجماعتها.

لكن نحن لم نعترف بهم قط كحكومة شرعية؛ لأن كل انتخابات يزعمون فيها أنهم فازوا بها بأغلبية ساحقة، لكن نتيجة أول انتخابات قاموا بها كانت كاذبة وزائفة تماما.

وخلال حركة الاحتجاج الأخيرة حظروا حزبنا بأمر تنفيذي، وادعوا أن الجماعة الإسلامية هي القوة الرئيسية وراء هذه الثورة الشعبية، وأن أعضائها قاموا بتخريب العديد من المنشآت العامة، وهو ادعاء زائف تماما، ولهذا طالبنا بإجراء تحقيق محايد وعادل من قبل لجنة مستقلة، وربما يتم ذلك قريبا إن شاء الله.

لذا، فإن كل شيء سوف يصبح واضحا، بمعنى معرفة من هم الجناة الحقيقيين، كما نطالب بالعدالة ومعاقبة الجناة، وهذا هو السيناريو والمشهد الحقيقي في بنغلادش، نعم حظروا حزبنا، لكن أهل هذه البلاد رفضوا حظرهم وإعلانهم.

والله لم يجعل الحظر يُكمل أربعة أيام، فهم حظرونا في الأول من آب/ أغسطس، ولكن في اليوم الخامس من ذات الشهر هم من تم حظرهم من قبل الشعب، هذه عدالة الله سبحانه وتعالى.

بالمحصلة، كان النظام السابق معاديا تماما للجماعة الإسلامية، وفعلوا كل ما في وسعهم ضدها، فأغلقوا جميع مكاتبها، كما نشروا كراهيتها بين الناس من خلال وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها، وكان هذا هو السيناريو الفعلي في بنغلادش، لذلك لم يكن هناك مجال للتخفيف من حدة الأمر، أو إجراء حوار قيم معهم، لم يكن هناك مجال لذلك.

هل كان للجماعة الإسلامية دور في الإطاحة بالنظام السابق؟
الحمد لله، بما أننا جزء من الشعب، ونمارس السياسة من أجل الشعب، وقد كانت الاحتجاجات انتفاضة شعبية، بدأها الطلاب حقّا، مطالبين بحقوقهم، لكن الحكومة لم تتعامل مع هذا الأمر بطريقة سلمية.

بل قمعوا تحرك طلابنا بقسوة، وأزهقوا الأرواح، وفي البداية قتلوا طالبا بريئا تماما، حيث لم يكن يحمل سلاحا في يده، اسمه أبو سعيد، ربما سمعتم به، حيث أطلقت الشرطة النار عليه ثلاث مرات.

وقد لامس مقتله عقول الناس، لذلك لم يقتصر الأمر على الجماعة الإسلامية، وليس فقط الحزب الوطني أو المنظمات السياسية الأخرى، بل خرج الشعب بأكمله إلى الشارع.

حتى إنه هناك أم تحمل طفلا عمره شهر ونصف نزلت أيضا إلى الشارع، وسألها الإعلام، لماذا أتيتِ إلى هنا؟ فأجابت، هؤلاء كلهم أبنائي، لذلك لا أستطيع البقاء في البيت، يجب أن أبقى بجانب أبنائي.

من ثم، كانت هذه مشاعر الناس جميعا، والواقع أيضا، حيث إن الجماعة الإسلامية تمارس السياسة من أجل الناس، وكان إسقاط النظام مطلبا عاما، ولذلك شاركت الجماعة الإسلامية بقوتها الكاملة في الاحتجاجات.

لكن هل كنت تتوقع سقوط النظام في بنغلادش نتيجة لهذه الاحتجاجات؟
الأمر برمته كان عملية مستمرة، حيث نظمت الأحزاب السياسية في بنغلادش العديد من المسيرات، والاحتجاجات قبل حركة التظاهرات الأخيرة، لكننا لم نتمكن من وضع اللمسات الأخيرة ورسم النهاية.
وكنا نتوقع حدوث شيء من هذا القبيل، وإن حدوثه كان قريبا جدّا، ولكن كان الأمر يفوق توقعات الناس أو مخاوفهم، لذا فإن كل الفضل يعود إلى الله سبحانه وتعالى الذي منحنا هذا النصر، نصر الشعب كله، وليس لفئة أو حزب معين، بل للشعب بأكمله.

هل لديكم علاقات بالجماعات والأحزاب الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي؟
أولئك الذين يعملون من أجل قضية الله سبحانه وتعالى، ويقاتلون من أجل إقامة العدالة الاجتماعية في المجتمع، وفقا لقواعد وإرشادات القرآن والسنة، كلهم إخوة لنا، سواء كانوا في فلسطين عامة أو في غزة، أو في أي بلد من بلدان الشرق الأوسط أو أي جزء من العالم، فنحن حقا متحدون تحت كلمة واحدة لا إله إلا الله محمد رسول الله، لذلك نحن نُقدر الجميع ونحترمهم.

هل لديكم اتصالات دبلوماسية مع بلدان عربية؟
نعم، لدينا اتصال منتظم مع البعثات الأجنبية هنا، لكن الحكومة السابقة مارست ضغوطا هائلة علينا، حتى لا نتمكن من التحرك بحرية، لذلك كان الأمر مُقيدا للغاية، لكن نأمل هذه المرة أن نتقدم فيها، إن شاء الله، وفقا لرؤيتنا وأهدافنا.

هل تعتقد أننا سنرى تدخلا خارجيا سواء أكان إقليميّا أم دوليّا في بنغلادش، كما حصل عربيا بعد الربيع العربي، وهل ستؤدي الهند دورا مشابها؟

هذا سؤال كبير جدا، بالطبع الهند جارتنا الكبرى، وبلا شك الإنسان يستطيع أن يغير موقفه، ولكنه لا يستطيع أن يغير جيرانه، لذلك نحن نؤمن بالتعايش السلمي بين الجيران مع الاحترام المتبادل، ولكن من المدهش أن الهند لم تستطع في بعض الأحيان أن تلتزم بهذه القاعدة.

وفي الاحتجاجات الأخيرة وما تبعها من أحداث، حاولوا إلقاء اللوم على شخص ما أو حزب ما، مشيرين بشكل أساسي إلى جماعة الإسلام، فرفعوا إصبعهم مشيرين إليها، وهذا أمر سخيف وكاذب تماما.

لأنه في هذا الوضع، جماعة الإسلام هي الحزب الوحيد الذي تحمل مسؤولية توفير الحماية للمؤسسات الدينية لمختلف الجماعات الدينية، حيث نشرنا قوات حماية ليلا ونهارا، وكانوا حراسا لهذه المؤسسات، وعلى الرغم من ذلك، اتهمتنا الهند بتخريب مبنى كذا أو مؤسسة كذا، وهو ما كان خاطئا تماما.

إظهار أخبار متعلقة



وثبُت أنهم جمعوا بعض الصور القديمة حتى من أحداث حصلت في الهند، التي يتباهون بها باعتبارها أحداث تخريب حصلت في بنغلادش خلال الاحتجاجات الأخيرة، ونحن نشكر العديد من المدنيين في المجتمع المدني في الهند، الذين احتجوا على ذلك، قائلين؛ إنه لا ينبغي أن يكون كذلك توجيه الاتهامات لنا.

إن بنغلادش تسير في مسارها الصحيح، ولقد تحدث رئيس حكومتنا المؤقتة مع رئيس وزراء الهند مؤخرا، وأكد أن مثل هذه الأشياء الخاطئة لن يُسمح بها في بنغلادش، ونحن ندعم هذا دائما، أيضا نحن سنساعدهم في أي أحداث إن شاء الله.

لأننا نؤمن بأنه لا يوجد أقلية أو أغلبية في البلاد، فإن من شارك في بنغلادش هو مواطنو بنغلادش المجيدين، وكل مواطن له حقوق متساوية، ونحن نؤمن بهذا، بغض النظر عن العرق أو الدين، ولم نعتقد أن الهند دولة معادية لبنغلادش، لكنها في بعض الأحيان، تقوم ببعض الأشياء والأمور العدائية، وهذا أمر غير عادل.

بعد استقالة الشيخة حسينة، شاهدنا صورة لك وأنت تبكي، ما الذي أبكاك؟
في الحقيقة كنت أقدم أعظم امتناني وشكري لله سبحانه وتعالى، ليس أكثر؛ لأنه أراحنا من هذا الظلم، ولهذا السبب بكيت.

هل تعتقد أن الجيش سيخدع الشعب كما حدث مع الشعب المصري بعد ثورة عام 2011؟
لا نتوقع حدوث ذلك، فهذه المرة قام الجيش بدور إيجابي للغاية، من أجل استقرار البلاد، ودوره كان مسؤول للغاية، لذلك ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتمكن المدنيون والجيش معا من بناء مستقبل جيد، والجيش هو مؤسسة الدولة ككل، وليس لشخص أو حزب.

نعم، قد يدعم الجيش بعض الأشخاص أو بعض الأحزاب، ولكن نظرا لأنها مؤسسة حساسة للغاية، فهم عادة لا يشاركون في أي سياسة، إنهم في الواقع يخدمون البلاد ويحمونها، فهم دقيقون، وهم قوة كاملة، لذا إذا كان هناك أي عناصر متحمسين، آمل ألا يفعلوا أي شيء لتحقيق مصالحهم، فهم لن يكونوا قادرين على فعل أي شيء.

لذلك، نطلب العون من الله سبحانه وتعالى، وإذا أصبح الناس متحدين، فلن يتمكن أحد من فعل أي شيء ضد الشعب، أيضا الجيش هو جزء من الشعب، وهم شركاء في هذا البلد، إنه بلدنا، إنه بلدهم، إنه بلد الجميع، لذلك فإن أي خير للبلد هو خير للجميع، وأي شيء سيئ هو سيئ للجميع، وهم يدركون ذلك أيضا.

ما تعليقك على اتهامات أنصار الشيخة حسينة لكم بتوجيه الشارع لتحقيق أهداف سياسية خاصة وخدمة لأجندات خارجية؟

نحن نحترم كل الجماعات الدينية، أولئك الذين يحبون الله سبحانه وتعالى والذين يعملون من أجل الوطن أيضا، ولكل شخص الحق في الاحتجاج أو تنظيم أي مظاهرة، لذلك إذا قام شخص ما بذلك بشكل جيد، فلا يوجد خطأ في ذلك.

هل اتصل بكم رئيس الوزراء المُكلف محمد يونس وعرض عليكم حقائب وزارية؟ وإن فعل ذلك هل توافقون؟

لدينا حوار فعال وجميل للغاية، وفيما يخص الحقائب الوزارية، لا، لا يوجد مجال لأي سياسي أو عضو حزب سياسي للمشاركة في هذه الحكومة، كل عنصر فيها غير حزبي، كل مستشار فيها غير حزبي تماما، إنه مجلس استشاري، مستشار رئيسي و20 مستشارا آخرين، وقد يتزايد العدد إذا شعروا بالحاجة لذلك.

هل ستتفاوضون مع الحكومة الانتقالية للسماح لكم بالمشاركة في الانتخابات؟
إن شاء الله سنشارك في الانتخابات مستقبلا، حيث نتوقع إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية، ولذا سنشارك إن شاء الله.

ما ردكم على الاتهامات الموجهة للجماعة الإسلامية بارتكابها جرائم حرب خلال حرب الاستقلال عام 1971؟

قلت سابقا؛ إن هذه التهمة ضدنا كانت كاذبة تماما، في الواقع، أدرجت الحكومة 195 مجرما لارتكابهم جرائم في أثناء حرب التحرير عام 1971، وكان كل واحد منهم عضوا في الجيش الباكستاني، ولم يكن أي مدني في هذه القائمة.

ولكن عن عمد ومن أجل فرض هذا الحظر على الجماعة الإسلامية، وجهوا اتهامات إلى زعيمنا، ولم تتم محاكمته، بل تعرض للاضطهاد، لذلك سنذهب إلى المحكمة إن شاء الله ضد هذا الاضطهاد.

ما هي خططكم للمرحلة القادمة؟
عندما نشارك في الانتخابات، سيكون هناك بيان من جانبنا، وسنذهب إلى الناس وندعوهم للنظر فيه، وإذا اختارنا الناس، وأعطانا الله سبحانه وتعالى الفرصة لتشكيل حكومة، سنحاول إقامة العدالة الاجتماعية في المجتمع والبلد.

وإذا تم إرساء العدالة الاجتماعية بين الناس، فإن البلاد سوف تتقدم في العالم، وسوف ينعم الجميع بالسلام والهدوء، وسيكونون مواطنين مجيديين لبنغلادش إن شاء الله. إن التزامنا هو عدم التسامح مطلقا مع أي فساد أو مخالفات، ولن نتهاون في أي حال من الأحوال مع أي فساد.

إذا شاركت الجماعة الإسلامية في الانتخابات المقبلة وفازت، هل تعتقد أن الغرب سيتقبل قيادتكم للبلاد؟

بما أنهم يروجون للديمقراطية نتوقع أن يُظهروا تقديرا لمشاعر الناس وقناعتهم القلبية العميقة، وهذه هي توقعاتنا.

لكن هل لديكم أي علاقة أو أي وسيلة لإجراء حوار مع الحكومات الغربية، على سبيل المثال الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي؟

في الحقيقة، بحكم الأمر الواقع، وُلدنا جميعا لنسافر إلى أي مكان في العالم، وبعد سنوات عديدة، اغتنمت الفرصة لمراقبة الغرب هذه المرة، لكن القادة الآخرون لم يرغبوا في التحرك خارج البلاد، لذا خارج أراضي بلادنا، لم نتمكن من تقديم أي حوار مثمر للآخرين.

ولكن داخل البلاد، هناك العديد من الشعوب الأجنبية، ونحن منخرطون معهم ونتبادل وجهات النظر معهم، وإن شاء الله، إذا أصبحت حركتنا حرة، فسوف نتحرك خارج حدود بنغلادش إن شاء الله، وننخرط مع جميع المجتمعات، وليس المجتمعات الغربية فقط.

ما الذي يمكن أن تقدمه الجماعة الإسلامية في بنغلادش للفلسطينيين في غزة؟


الحمد لله نحن نفعل ذلك الان، أولا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يساعدهم، نحن مسلمون، وهم مسلمون أيضا، بل هم أكثر إسلاما من معظم الناس.

ثانيا لقد قمنا بتنظيم العديد من الاحتجاجات والمسيرات في بنغلادش، وليس فقط الجماعة الإسلامية من قامت بذلك، بل إن شعب بنغلادش بأكمله ينظم العديد من المسيرات والاحتجاجات في الشوارع.

دبلوماسيا، نحن نحاول بناء فهم مشترك بأن الشعب الفلسطيني محروم من حقوقه، ويجب أن يتمتع بحقوقه، هذه هي الحضارة وهذه هي الإنسانية.

إن ما يجري في فلسطين هو أعمال بربرية يومية، وليس فقط في فلسطين، فإن مثل هذه الأنشطة، أينما تحدث، نحن ندينها ونكرهها دائما، موقفنا واضح جدا وصوتنا يصدح بذلك عاليا، ونحن متعاطفون جدا مع إخواننا وأخواتنا.

وربما أصبح هناك أكثر من 40 ألف شهيد وآلاف الأشخاص أصبحوا معوقين، ومصابين، ومتأثرين، نحن متعاطفون حقا معهم.

أخيرا ما هي رسالتك للشعب البنغالي ومحبيه؟
رسالتي صغيرة جدا، وهي أننا نريد دولة حرة ديمقراطية مزدهرة، حيث تسود العدالة الاجتماعية، لذا، فإن كل شعب بنغلادش وكل من يحب بنغلادش، نطلب مساعدتهم، ونأمل أن يمدوا يد العون للشعب، وتحقيق رغبة شعب بنغلادش، وهذا ما نتوقعه أيضا من المجتمع الدولي.

وبالطبع شكرا جزيلا لكم على أسئلتكم هذه الذي طرحتموها عليّ، وأعطيتموني الفرصة للتحدث معكم.
التعليقات (0)