يعد إضراب
الهستدروت
الإسرائيلي، واحدا من أهم التحركات داخل مجتمع
الاحتلال، منذ بداية العدوان على
قطاع
غزة، باعتباره الجسم الأكبر الذي يمثل الموظفين العموميين لدى الاحتلال.
والهستدروت، هو
المنظمة العامة للعمال في "إسرائيل"، وهو أكبر جسم نقابي وتنضوي تحت
مظلته العديد من القطاعات العمالية لدى الاحتلال والكثير منها قطاعات حساسة مثل
وزارة الحرب والداخلية والصناعات العسكرية، وغيرها من القطاعات التي تشكل تأثيرا
كبيرا على الاقتصاد الإسرائيلي.
اظهار أخبار متعلقة
وتأسس الهستدروت، عام
1920، على يد المهاجرين اليهود، الذين تسللوا إلى فلسطين المحتلة، إبان حكم
الاحتلال البريطاني، وبدأ في إنشاء مؤسسات ومرافق اقتصادية وبات قوة ضاربة في
الاقتصاد الإسرائيلي، على مدار سنوات قليلة، قبل أن تجري محاولات لإضعاف قوته عبر
سحب الكثير من الامتيازات التي يمتلكها.
ويبلغ عدد الأعضاء
المنضوين تحت جناح الهستدروت، قرابة المليون موظف إسرائيلي، في المرافق العمومية،
والتي أعلنت الانضمام إلى الإضراب اليوم، للمطالبة بصفقة تبادل مع حركة حماس بعد
استعادة الاحتلال مؤخرا ست جثث لأسراه من غزة.
ونستعرض في التقرير
الآتي أبرز
الإضرابات العامة التي نفذها في تاريخ الاحتلال:
ثورة البحارة
في عام 1951، اندلع
إضراب للعاملين في القطاع البحري لدى الاحتلال، وعرف حينها بإضراب البحارة، أو
"ثورة البحارة"، بسبب محاولات لجنة البحارة المنضوية تحت إطار
الهستدروت، تحصيل حقوق لمنتسبيها، ولخلافات مع قيادة المنظمة بسبب علاقاتها مع شركة
زيم الإسرائيلية للشحن البحري.
ونفذ الموظفون
العموميون إضرابا استمر لمدة 43 يوما، تسبب في شل التجارة البحرية بالكامل، بقيادة
نمرود إيشيل، وتمت مهاجمة المضربين بعنف، واتهامهم بالشيوعية، قبل أن ينتهي
الإضراب، بالاتفاق على سن جملة من القوانين، مثل تنظيم
حقوق الإضرابات، وتسوية النزاعات، وإصدار قوانين حول حقوق العمال، وساعات العمل
وأوقات الراحة والإجازات وحماية الأجور.
إضراب المراسيم
في عام 1979، اندلعت العديد من
الإضرابات المحدودة، للجان عمالية تحت مظلة الهستدروت، بسبب مراسيم اقتصادية فرضها
وزير مالية الاحتلال ييغال هورفيتش، و لكن قيادة الهستدروت، قررت الدعوة إلى إضراب
عام وشامل لكافة الأعضاء، رفضا لقرارات الوزير.
اظهار أخبار متعلقة
لكن التفاهمات السياسية بين قيادة الهستدروت الحكومة، حالت دون المضي في الإضراب العام، ما دفع 13 من رؤساء اللجان
العمالية الكبيرة، مثل شركة الكهرباء والخطوط الجوية "العال"، وهيئة
الموانئ وغيرها، إلى التحرك بمفردها، وتشكيل منتدى يعمل بصورة منفصلة مع لجان أقل
قوة، تنضوي تحت رعايتها.
إضرابات العدالة الاجتماعيةوفي عام 2011 دعمت
الهستدروت احتجاجات ما عرفت بـ"العدالة الاجتماعية"، والتي طالبت
بزيادات في الأجور والامتيازات للموظفين الحكوميين بسبب الأعباء المعيشية، والتي
تضمنت إضرابات واحتجاجات واسعة وتوقفات عن العمل.
إضراب الحد الأدنى من الأجور
تلا ذلك في عام 2012،
الدعوة إلى إضراب عام، لدعم الموظفين الذين يتقاضون الحد الأدنى من الأجور،
والعمال غير المنظمين في قطاعات عمالية، وأصحاب الأعمال في القطاع الخاص، ومنحهم
مزايا تمنح للموظفين الحكوميين.
واستمر الإضراب مدة 4
أيام، وتم الإعلان عن تسوية حصل فيها المضربون على مكاسب مع التزام بوقف مؤقت
للاحتجاجات لمدة ثلاثة أعوام.
إضراب التعديلات القضائية
وفي عام 2023، خلال
احتجاجات التعديلات القضائية، التي أراد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو،
إقرارها لمزيد من السيطرة على التيار القضائي، أعلن رئيس الهستدروت، أنون بار
ديفيد، الدخول على خط مساندة الاحتجاجات الواسعة في ذلك الوقت، والدعوة إلى إضراب
عام، خاصة مع إعلان نتنياهو نيته إقالة وزير الحرب يوآف غالانت.
وما لبث الإضراب أن توقف في
نفس اليوم، بعد إعلان نتنياهو الدخول في مفاوضات مع المعارضة بشأن التعديلات
القضائية ووقف التشريعات التي تقدمت بها حكومته، بعد أيام من الاتفاق مع المعارضة.