ملفات وتقارير

"قائمة غزة".. حزب جديد يناضل من أجل فلسطين في النمسا (شاهد)

النمسا شهدت ولادة قادة نازيين أهمهم هتلر الذي ضمها إلى ألمانيا- الصفحة الرسمية لحزب قائمة غزة
النمسا شهدت ولادة قادة نازيين أهمهم هتلر الذي ضمها إلى ألمانيا- الصفحة الرسمية لحزب قائمة غزة
يواصل الحراك المؤيد لفلسطين نشاطه في أوروبا، دعما لغزة، وتصديا لحرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع والتي اندلعت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ولا يختلف الحال كثيرا في النمسا، فبالرغم من أن حكومة البلاد تعد من ضمن الجهات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة، إلا أن الحراك الشعبي والحزبي على أرض الواقع كان له رأي آخر.

وقرر المؤيدون لفلسطين في النمسا تغيير استراتيجيتهم الداعمة لغزة لتتحول إلى المشاركة في الحياة السياسية والبرلمانية النمساوية، في محاولة لإجبار البرلمان النمساوي على مناقشة العديد من القرارات التي تخص دعم غزة.

وفي محاولة لرفع اسم "غزة" في الأوساط النمساوية، نجح مؤيدو فلسطين في تأسيس حزب سياسي يحمل اسم "قائمة غزة" يشارك في الانتخابات البرلمانية النمساوية القادمة والمقرر إقامتها في أواخر أيلول/ سبتمبر الجاري.

 

وأصبح اسم "غزة" مطبوعا في الأوراق الانتخابية التي تصل إلى يد كل ناخب نمساوي، منذ قرار التأسيس الرسمي للحزب، وهو ما يعد وسيلة دعائية لزيادة الوعي تجاه القضية الفلسطينية هدف إليها القائمون على تأسيس الحزب.

انتشار الوعي بغزة

وقالت المرشحة على قوائم حزب "قائمة غزة" في الانتخابات البرلمانية سالي عطية، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن الهدف الأساسي من تأسيس الحزب كان نشر الوعي تجاه القضية الفلسطينية خاصة في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة النمساوية للاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت أن الفكرة في البداية كانت كيفية وضع اسم "غزة" ضمن قائمة الانتخابات في البرلمان النمساوي، وإيصال رسالة ضمنية لكل ناخب لتذكيره وتعريفه بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.



وأضافت عطية أن الحزب بالفعل نجح في الهدف الأول وتم تأسيس الحزب بشكل رسمي بالحصول على عدد التوقيعات المطلوبة في كل محافظة من محافظات النمسا، وأصبح الحزب قادرا على المشاركة في الانتخابات في 7 محافظات من إجمالي 9 محافظات نمساوية.

وتابعت عطية في حديثها أن "الشعب النمساوي بطبعه لا يحب الحروب ولا يشارك فيها، وبحسب القانون والدستور النمساوي يمنع المشاركة في الحروب أو الدعم، إلا أن الحكومة (اليمينية الحاكمة) تدعم الاحتلال بشكل غير مباشر من خلال الاتحاد الأوروبي، وهو ما يسعى الحزب إلى زيادة وعي الشعب النمساوي تجاهه، وبيان ما يحدث من حقائق"، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من القائمين على الحزب نمساويو الأصل.

فتح ملف غزة في البرلمان
ومن ناحية أخرى أكدت المرشحة على قوائم الحزب أن قادة الحزب قرروا الانتقال من الهدف الأول بانتشار اسم غزة في الانتخابات النمساوية، إلى هدف جديد بعد تحقيق الأول.


وأشارت عطية إلى أن الحزب يسعى لدخول البرلمان ولو بعضو واحد لفتح ملف دعم غزة في البرلمان، وتوجيه رسائل رسمية للحكومة ومناقشتها في وقف الدعم للاحتلال الإسرائيلي بشكل رسمي أمام الرأي العام.

طريقان لدخول البرلمان
وأشارت سالي عطية إلى أن هناك طريقين للفوز بمقعد داخل البرلمان النمساوي لتحقيق هدف الدخول للبرلمان، حيث يعد الطريق الأول هو الحصول على نسبة 4% من أصوات الناخبين، الأمر الذي يعتبره القائمون على حزب "قائمة غزة" صعبا نسبيا.



وأضافت أن الطريقة الأخرى والتي تعد أسهل نسبيا هي الحصول على 35 ألف صوت انتخابي خلال الانتخابات تحت اسمها وفي المنطقة الخاصة بها حتى تتمكن من دخول البرلمان.



وتمنت عطية النجاح في تحقيق ذلك الهدف حتى ينتقل الحراك الميداني إلى حراك دبلوماسي وبرلماني ويكون لدى الحزب القدرة على دعم غزة ووقف دعم الاحتلال الإسرائيلي ومواصلة النضال من أجل القضية الفلسطينية، وجعل اسم غزة منتشرا في كل أرجاء النمسا، متوقعة أن دخول الحزب الجديد إلى البرلمان، سيجبره على مناقشة الحرب في غزة.
 


دعم النمسا للاحتلال
وكانت النمسا من بين الدول العشر التي رفضت بشكل واضح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد هذا المشروع، يوم 12 كانون الأول/ ديسمبر 2023.

وتعد النمسا والتشيك، الدولتان الأوروبيتان الوحيدتان اللتان اتخذتا هذا الموقف من الحرب على غزة، وأصرتا عليه مجددا بعد الجلسة الأولى التي عقدت نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد تراجع كرواتيا والمجر عن الوقوف ضد القرار كما فعلتا سابقا.



وشهدت النمسا ولادة قادة نازيين عدة؛ أهمهم: أدولف هتلر، وعُدّت ضحية للسياسات النازية بحكم أن هتلر ضمها إلى ألمانيا. وبعد الحرب العالمية الثانية.

وبقيت النمسا لعشر سنوات تحت وصاية الحلفاء، وبعد ذلك حاولت الحفاظ على وضع محايد في السياسة الدولية، متأثرة نسبيا بتجربة جارتها سويسرا، وكانت فيينا حريصة على علاقات دبلوماسية مع تل أبيب مباشرة بعد قيامها، حتى تعزز صورتها كونها "الضحية الأولى للنازية"، وحتى تتفادى مساءلتها عن الجرائم التي ارتكبها قادتها بحق اليهود خلال الحرب.


التعليقات (0)