سياسة دولية

رئيس وزراء فرنسا يبدأ عمله بتظاهرات حاشدة ضده.. كيف رد ماكرون؟

الرئاسة الفرنسية تؤكد أن بارنييه لديه قدرة على "الجمع على أوسع نطاق ممكن"- جيتي
الرئاسة الفرنسية تؤكد أن بارنييه لديه قدرة على "الجمع على أوسع نطاق ممكن"- جيتي
خرج الآلاف من مناصري اليسار في فرنسا بتظاهرات حاشدة ضد تعيين ميشال بارنييه من يمين الوسط رئيسا للوزراء.

ووصف الرافضين لتعيين بارنييه بـ"استيلاء" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على السلطة، وعدم أخذه في الاعتبار نتائج الانتخابات التشريعية.

وشهدت مدن عدة احتجاجات حاشدة، أبرزها باريس، إضافة إلى نانت في الغرب ونيس ومرسيليا في الجنوب وستراسبورغ في الشرق.



ورفع المتظاهرون شعارات أبرزها "إنكار للديمقراطية"، و"الفرنسيون لم يصوّتوا لذلك"، و"ليستقل" ماكرون.

اظهار أخبار متعلقة


وسادت التظاهرات أجواء من السخط والاستياء والغضب؛ جراء تكليف ماكرون بارنييه من حزب "الجمهوريون" بتشكيل الحكومة، بعدما استبعد تعيين لوسي كاستيه التي اقترحتها "الجبهة الشعبية الجديدة"، وهي التحالف اليساري الذي تصدّر نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في يوليو.

ووضع تعيين بارنييه حدا لستين يوما من الترقب في أعقاب الانتخابات المبكرة التي لم تفرز غالبية صريحة، وأسفرت عن انقسام الجمعية الوطنية إلى ثلاث كتل هي اليسار، ويمين الوسط، واليمين المتطرف.

ونُظمت نحو 150 مسيرة في كل أنحاء فرنسا، وكانت مقررة حتى قبل تعيين بارنييه الخميس.

وبحسب الشرطة، نزل 26 ألف شخص إلى الشارع في باريس، في حين قال حزب "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) إن العدد بلغ 160 ألفا.



وكان الغضب سمة مشتركة بين المتظاهرين في مختلف مدن فرنسا.

وقالت سيندي روندينو، وهي مصورة تبلغ 40 عاما شاركت في تظاهرة في نانت مع شريكها أوبين غورو (42 عاما) وهو مزارع: "نشعر بأنه لا يتم الاستماع إلينا كناخبين". وأكدا أنهما "في حالة غضب شديد".

اظهار أخبار متعلقة


وخلال تظاهرة في مرسيليا (جنوب شرق) رُفعت أعلام حزب "فرنسا الأبية" وأعلام فلسطينية. وقدرت الشرطة عدد المشاركين فيها بـ3500 شخص، بينما قدرهم المنظمون بـ 12 ألف شخص.

وقالت أوريلي مالفان (24 عاما) وهي طالبة: "نشعر كأننا تعرضنا للسرقة". وشهدت التظاهرات مشاركة واسعة للجيل الشاب.


وقال مانون بونيجول (21 عاما) الذي تظاهر في باريس: "بالنسبة لماكرون، أعتقد أن نتيجة التصويت غير مهمة، كان يعرف مسبقا من يريد أن يعيّن في السلطة (...) أعتقد أنه على أي حال، لن يكون للتصويت أي فائدة طالما ماكرون في السلطة". 

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن اختيار بارنييه (73 عاما)، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي خلال مرحلة مغادرة المملكة المتحدة للتكتل القاري، أملته قدرته على "الجمع على أوسع نطاق ممكن" في مشهد سياسي مجزأ.

ولن يتمكن رئيس الوزراء الجديد من الاعتماد على اليسار، إذ أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي أوليفييه فورا أنه "لن تكون هناك أي شخصية من الحزب الاشتراكي في حكومته"، مؤكدا أن قوى اليسار ستقدّم اقتراحا بحجب الثقة وإدانة "إنكار الديموقراطية" في ما يتعلق بنتائج الانتخابات التشريعية.
التعليقات (0)