أكد ذوو الشهيد
ماهر الجازي لـ "عربي21" أن جثمان الشهيد سيُشيع ظهر اليوم، الثلاثاء، في مدينة معان جنوب المملكة بعد أن تم تسليم الجثمان لهم من السلطات الأردنية.
وفي تصريح خاص لـ "عربي21"، أوضح كاسب الحويطي، شقيق الشهيد، أن صلاة الجنازة ستقام ظهرًا في مسجد الحسينية الكبير في مدينة معان.
وأشار إلى أن "أعدادًا كبيرة من المواطنين والعشائر بدأت بالفعل بالتوافد إلى منزل الشهيد للمشاركة في التشييع"، مؤكدًا أن التوقعات تشير إلى مشاركة جماهيرية ضخمة تعبيرًا عن التضامن مع الشهيد وعائلته.
وأكد كاسب الحويطي أن قرار الدفن ظهراً هو قرار العشيرة، مضيفاً أنه لم تُمارس أي ضغوط للتعجّل بالتشييع، مشيراً إلى إمكانية وصول المشاركين من أي منطق من المملكة خلال الفترة المتاحة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن السلطات الأردنية استلمت جثمان الشهيد من الجانب الإسرائيلي، وأكدت أن الجثمان سيتم دفنه في مسقط رأسه بمنطقة معان.
وكانت قناة "كان" العبرية قد أشارت في وقت سابق إلى أن عملية تسليم الجثمان تمت بعد ضغوطات كبيرة مارستها السلطات الأردنية على
الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى في النهاية إلى إنهاء احتجاز الجثمان وتسليمه للأردن.
من جهتها نقلت قناة "المملكة" (حكومية) عن مصادر قولها إن الأردن مارس ضغوطا كبيرة بعد أن أبدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعنتا ورفضا مطلقا لتسليم جثمان الشهيد ماهر الجازي.
وأشارت المصادر إلى أن "إسرائيل" حاولت المراوغة من خلال مجموعة من الشروط التي رفضها الأردن كليا، مشددة على أن الأردن أصر على استلام جثمان الجازي ودفنه في موطنه، رغم محاولة "إسرائيل" عرقلة ذلك.
وأضافت: "كان هنالك تواصل مع أهل الجازي خلال الفترة الماضية، وجرى استقبالهم والتأكيد لهم أنه لن يتم التخلي عن طلب استلام جثمان ماهر كونه مواطنا أردنيا".
وأكدت المصادر أن القنوات الرسمية الأردنية عملت بهدوء إعلامي، لكن بضغط كبير لتسليم الجثمان. وهو ما حصل في نهاية المطاف.
وبينت أن الجهود مستمرة لإعادة المعتقلين الأردنيين الاثنين، وهناك إصرار أردني على عودتهما.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية أعلنت أنه جرى
استلام جثمان المواطن الأردني ماهر الجازي، ليتم دفنه في الأردن بعد تسليمه لذويه.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير
سفيان القضاة في تصريح صحفي، الثلاثاء، إن الوزارة وبالتنسيق مع الجهات المعنية في
الأردن تواصل جهودها للإفراج عن المواطنين الأردنيين مصلح العودات وحسين النعيمات، المحتجزين جراء حادثة إطلاق النار التي وقعت في معبر الكرامة من الجانب الفلسطيني في
الثامن من شهر أيلول الحالي.
ومنذ تسعة أيام تواصل وفود شعبية وحزبية
وفصائل فلسطينية التوافد على منزل الشهيد الأردني ماهر الجازي في محافظة معان جنوب
المملكة.
وحضر ممثلون عن فصائل فلسطينية بينها حركة
"فتح"، وأحزاب أردنية، لتقديم واجب العزاء باستشهاد الجازي.
والجمعة 13 أيلول/ سبتمر خرج آلاف الأردنيين في مظاهرات حاشدة في
العاصمة عمان ومدينة إربد (شمالا) هاتفين للشهيد ماهر
الجازي، منفذ عملية "معبر الكرامة".
وطالب المتظاهرون السلطات الأردنية
باستعادة جثمان الشهيد ليتم تشييعه في بلده بصورة لائقة.
ورفع ناشطون صور ماهر الجازي المنتمي إلى
قبيلة الحويطات، معتبرينه أيقونة أردنية، بعد قتله ثلاثة حراس أمن إسرائيليين.
وفي ذات الجمعة خرج الآلاف في المغرب في تظاهرات أشادت بعملية الجازي، ورددوا شعارات مؤيدة للفلسطينيين والمقاومة، وأخرى
تشيد بعملية "معبر الكرامة"، منها: "طنجة النخوة والشهامة، حيو الأردني النشامى،
حيو شهيد الكرامة"، و"من قلب الأردن طلعت شهادة، شهيد البطل الماهر الجازي".
وأعلنت وزارة الداخلية الأردنية في 8
أيلول/ سبتمبر أن سائقا أردنيا أطلق النار في معبر الكرامة بين الأردن وفلسطين
المحتلة الذي يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي؛ ما أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين ومنفذ
العملية الذي تنسق عمّان لتسلم جثمانه.
وأفادت في بيان بأن "مطلق النار مواطن
أردني اسمه ماهر ذياب حسين الجازي، من سكان منطقة الحسينية، في محافظة معان (جنوبا)،
وكان عبر الجسر سائقا لمركبة شحن تحمل بضائع تجارية من الأردن إلى الضفة الغربية".
وأضافت الداخلية، أن "النتائج الأولية
للتحقيق تشير إلى أن الحادث عمل فردي، والتحقيقات مستمرة للوصول إلى تفاصيل الحادث
كافة".
وتابعت بأنه "يُجرى التنسيق بين الجهات
المعنية لاستلام جثة منفذ العملية ليصار إلى دفنها في الأردن".