تظاهر مئات
التونسيين، الأحد، رفضا لمشروع تعديل قانون
الانتخابات، قبل أسبوعين من موعد التصويت للانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من تشرين أول/ أكتوبر القادم، وتنديدا بقمع الحقوق و الحريات.
والجمعة الماضية، نظر مكتب البرلمان في مقترح قانون أساسي يتعلّق بتنقيح بعض أحكام القانون الأساسي المتعلّق بالانتخابات والاستفتاء، والمقدّم من قبل مجموعة من النواب، وقرّر إحالته إلى لجنة التشريع العام، مع طلب استعجال النظر .
واحتج المتظاهرون بالعاصمة، من مختلف المكونات السياسية، رافعين شعارات "ديقاج"، أي ارحل، لنظام قيس سعيد، "قوانين عبثية انتخابات مسرحية، يسقط يسقط الانقلاب، لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب، شغل حرية كرامة وطنية ".
وانطلق التحرك الاحتجاجي الذي دعت إليه الشبكة التونسية للحقوق والحريات وساندته عدة أحزاب وشخصيات حقوقية من أمام المسرح البلدي، وانتهى على قرب أمتار من مقر وزارة الداخلية، حيث منعت الحواجز الأمنية المتظاهرين من الاقتراب .
وكانت الشبكة التونسية للحقوق والحريات (منظمات وجمعيات وأحزاب)، قد أعلنت حالة "الطوارئ الشعبية"؛ احتجاجا منها على مشروع قانون مستعجل لتنقيح قانون الانتخابات قدمه 34 نائبا بالبرلمان، مؤكدة أنها ستعلن عن تحركات احتجاجية متتالية للتصدي للمشروع "المهدد لدولة القانون".
وقالت الناشطة السياسية وعضو جبهة "الخلاص" الوطني، شيماء عيسى: "خروجنا اليوم رمزي، وستتبعه تحركات قادمة قريبا؛ لأن ما حصل منذ انقلاب 25 تموز/ يوليو 2021 خطير، وما تبعه أخطر بكثير، وأساسا تجاوز القوانين".
وأوضحت عيسى في تصريح خاص لـ"عربي21": "العبث اليوم في تزايد كبير، وأصبحنا نغير قانون اللعبة في الدقيقة تسعين عبر تعديل قانون الانتخابات قبل أيام من الاقتراع".
ولفتت شيماء عيسى: "على الرغم من أن هذه الانتخابات كريهة وتفتقد للتنافسية، فإنها كانت فرصة لتعرية النظام الذي يحاول إدخال بلبة قانونية في البلاد".
وأكدت عضو جبهة "الخلاص": "نحن في الشارع لنقول قف انتهى لا لمواصلة العبث بالقانون والمس من صلاحيات المحكمة الإدارية".
"اتحاد الشغل"
وأعلن المكتب التتفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، عن رفضه لمشروع تعديل القانون الانتخابي وطالب بالعدول عن ذلك.
واعتبر الاتحاد في بيان له الأحد ، أن تحويل جهة الإختصاص من القضاء الإداري إلى القضاء العدلي غير مبرر فضلا على أنه تشكيك في نزاهة المحكمة الإدارية وحرفيتها .
ودعا الاتحاد الهيئة العليا للانتخابات إلى وجوب الحرص على احترام القانون وطالبها بالتدخل لمنع أي تنقيح لا يحترم التوقيت والآجال ولا يضمن الحيادية، محذرا من مخاطر هذا المشروع على الإستقرار، ومعتبرا إياه "عاملا سلبيا " يضاف إلى عديد الإخلالات التي شابت هذه المحطة الانتخابية و خلقت مناخا مشحونا غير ملائم لانتخابات نزيهة وشفّافة وديمقراطية .
اظهار أخبار متعلقة
يشار إلى أن مشروع القانون الذي تقدم به 34 نائبا بالبرلمان يهدف وفق شرح أسبابه إلى "ضمان وحدة الإطار القضائي، الذي يتعهد بالنظر والبت في النزاعات الانتخابية، وذلك على خلفية ما تمت معاينته من اختلافات وصراعات في القرارات المتخذة والمواقف المعلنة من طرف كل من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والمحكمة الإدارية".
ومن بين مقترحات التنقيح أن يتم الطعن في قرارات الهيئة من قبل المرشحين المقبولين من قبل هيئة الانتخابات أمام محكمة الاستئناف، وأيضا أن تراقب محكمة الاستئناف تمويل الحملة للمترشحين والأحزاب السياسة وقائمات المرشحين".
ومنذ أسابيع، يتواصل الجدل القانوني بتونس بعد رفض هيئة الانتخابات تطبيق قرارات المحكمة الإدارية، القاضية بعودة مرشحين للسباق الرئاسي، ونشر قائمة نهائية تضمنت المرشح العياشي الزمال، زهير المغزاوي، وقيس سعيد .