سياسة دولية

الوضع كارثي للغاية.. هل تنجح جهود السلام في إنهاء أزمة السودان؟

الجيش السوداني منع عبور شحنات المساعدات من نقطة حدودية هامة- جيتي
الجيش السوداني منع عبور شحنات المساعدات من نقطة حدودية هامة- جيتي
قال مساعد القائد العام للجيش السوداني، إبراهيم جابر، إن "الجيش سوف يواصل هجماته على الرغم من الجهود الدولية للتوسّط في وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 17 شهرا".

وأضاف جابر، خلال حوار لـ"بي بي سي" أن "محادثات السلام يمكن أن تستمر، لكن الجيش لن يتوقف عند ذلك"، وذلك عقب أيام قليلة من إطلاق الجيش عملية عسكرية، من أجل استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، من يد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وأشار إلى أن "السلطات السودانية أكملت تعاملات لشراء أسلحة من إيران"، وفيما نفى أن تكون بلاده في مجاعة، أردف: "عندما يتفق الطرفان (على وقف إطلاق النار)، يمكن للجيش أن يتوقف"، مكرّرا مطالب الجيش بانسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التي احتلتها.

وتابع: "فليمارس المجتمع الدولي الضغط على الميليشيا لوقف القتال وترك المنازل التي استولت عليها"، مبرزا أنه "أصبح أكثر ثقة الآن، بعد أن أصبح لدى الجيش القوة اللازمة للاستمرار في القتال".

وقال الجنرال جابر إن دعم الإمارات المزعوم لقوات الدعم السريع "يُحدث فارقاً كبيرا في الحرب لأن قوات الدعم السريع ما هي إلا ميليشيا تتلقى دعماً بأسلحة متقدمة عالية التقنية، لكنهم في نهاية المطاف لن ينتصروا في الحرب، فهي ميليشيا" على حد وصفه.

اظهار أخبار متعلقة


وفي المقابل، تنفي الإمارات ما يتردد من مزاعم حول تقديمها مثل هذا الدعم لقوات الدعم السريع في السودان، لكن الأمم المتحدة تقول إن هناك أدلة موثوقة على ذلك.

وفي السياق نفسه، اعترف المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، هذا الأسبوع، بأن "المحاولات الدبلوماسية الجديدة للتفاوض على وقف الأعمال العدائية قد فشلت في إحراز أي تقدم".

وأوضح لوسائل إعلام في العاصمة الكينية نيروبي، أن: "الوضع رهيب للغاية وأولئك الذين في موقع يسمح لهم بوقف ما يحدث، يبدو أنهم حريصون بدلا من ذلك على زيادة حدة التوتر".

أما فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية إلى السودان، أكد أن "بضع مئات من الشاحنات المحملة بالمساعدات تمكنت من الوصول إلى المناطق التي كانت محظورة في السابق"، مردفا: "من الواضح أننا بحاجة إلى أن نشاهد أحجاما مختلفة تماما عن ذلك"، في إشارة إلى زيادة حجم المساعدات.

وفي السياق نفسه، يستمر القتال بين الجانبين منذ نيسان/ أبريل 2023، عندما اختلف قادتهما حول مستقبل البلاد، ما خلّف كارثة إنسانية، حيث بات نصف سكان السودان، يعانون من الجوع، فيما أُجبر الملايين على ترك منازلهم.

اظهار أخبار متعلقة


وكان الجيش السوداني، قد منع عبور شحنات المساعدات من نقطة حدودية هامة تسيطر عليها قوات الدعم السريع بين تشاد ودارفور، لعدّة أشهر، غير أنه قد استأنف السماح بمرورها مرة ثانية في آب/ أغسطس الماضي، كما تعهدت قوات الدعم السريع بتسهيل عمليات تسليم المساعدات في المناطق التي تسيطر عليها.

بدورها، كانت مجموعة من الخبراء التابعين للأمم المتحدة، قد خلصت إلى أن "الأوضاع الإنسانية تمهّد لمجاعة في مخيم زمزم للنازحين خارج الفاشر"، وذلك استنادا إلى ما يتوافر لديهم من معطيات، لكنهم أكدوا أيضا أن أجزاء أخرى من السودان معرضة للخطر ذاته أيضا.

إلى ذلك، لم تصدر الحكومة السودانية، أي إعلان رسمي، بعد، تعترف فيه بوجود مجاعة، الأمر الذي قد يؤدي إلى إصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتمكين الوكالات من تقديم الإغاثة عبر الحدود.
التعليقات (0)