سياسة دولية

كلينتون يتهم حماس من ولاية ميشيغان بإجبار "إسرائيل" على قتل الفلسطينيين.. واستياء

ناشطون دعوا إلى عدم التصويت إلى حزب الديمقراطيين ردا على تصريحات كلينتون- الأناضول
ناشطون دعوا إلى عدم التصويت إلى حزب الديمقراطيين ردا على تصريحات كلينتون- الأناضول
أثار اتهام الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بإجبار الاحتلال الإسرائيلي على قتل المدنيين في قطاع غزة، موجة من الاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها كلينتون ضمن تجمع انتخابي لدعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في ولاية ميشيغان التي تضم أكبر تجمع من المواطنين الأمريكيين من أصول عربية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الرئيس الأمريكي الأسبق في خطابه هذا الأسبوع، إن "أصعب قضية هنا في ميشيغان هي الشرق الأوسط. أفهم لماذا يعتقد الشباب الفلسطينيون والأمريكيون العرب في ميشيغان أن الكثير من الناس ماتوا".


وأضاف: "لكن إذا كنت تعيش في أحد تلك الكيبوتسات في إسرائيل بجوار غزة مباشرة، حيث كان الناس هناك أكثر تأييدا لفلسطين، وأكثر تأييدا لحل الدولتين من بين أي مجتمع إسرائيلي آخر. كانوا بجوار غزة مباشرة وذبحتهم حماس"، على حد قوله.

وتابع كلينتون خلال حديثه: "يبدو كل هذا لطيفا إلى أن تدرك ماذا ستفعل إذا كان الأمر يتعلق بعائلتك ولم تفعل شيئا سوى دعم وطن للفلسطينيين، وفي يوم من الأيام جاءوا إليك وقتلوا الناس في قريتك".

اظهار أخبار متعلقة


ومضى قائلا: "ستقول، حسنا، يجب أن تسامحني، أنا لا أحسب بهذه الطريقة. الأمر لا يتعلق بعدد الأشخاص الذين اضطررنا إلى قتلهم، لأن حماس تتأكد من حماية نفسها من المدنيين، وسوف تجبرك على قتل المدنيين إذا كنت تريد الدفاع عن نفسك"، حسب ادعائه.

وزعم الرئيس الأمريكي الأسبق أن انتقاد رد الفعل الإسرائيلي غير المتناسب على هجوم السابع من أكتوبر "كان مضللا"، وحمّل حماس المسؤولية عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة، معتبرا أن الحركة الفلسطينية "أرادت قتل الإسرائيليين وجعل إسرائيل غير صالحة للسكن".

وأثارت هذه التصريحات موجة من الاستياء عبر منصات التواصل الاجتماعي، سيما أن كلينتون أدلى بها في ولاية ميشيغان التي يعد فيها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والدعم الأمريكي للاحتلال من أكثر الملفات التي تثير استياء الناخبين من أصول عربية.

وانتقد الصحفي الأمريكي مهدي حسن تصريحات كلينتون المذكورة، متسائلا عن قرار إرساله إلى ولاية ميشيغان من أجل "إلقاء محاضرة على المسلمين حول أن حماس هي المسؤولة عن ذبح إسرائيل للأطفال".

وأضاف أن الديمقراطيين يستحقون في هذه المرحلة خسارة ميشيغان، حسب موقع "ميدل إيست آي".

من جهتها، قالت مغردة على منصة "إكس" (تويتر سابقا) تدعى سنا سعيد، "إن مقطع فيديو كلينتون هو واحد من أبشع الخطب التي يوجهها زعيم أمريكي منذ عقود"، حسب تعبيرها.


وأضافت أن الرئيس الأمريكي السابق "صريح للغاية في دعمه لإبادة الفلسطينيين"، معتبرة أن الحزب الديمقراطي "حزب أحمق مليء بأشخاص أغبياء يضعون أحذيتهم على أعناقنا ويسمون ذلك خلاصا".

بدورها، اعتبرت أميرة هويدي أن "كلينتون يريد أن يعلم الأمريكيون العرب أن الإسرائيليين الذين قتلوا في السابع من أكتوبر كانوا طيبين ومحبين للسلام، لكنه لا يملك المفردات اللازمة لوصف 43 ألف فلسطيني بريء قتلوا في غزة منذ ذلك الحين".


أما ريان روزبيان، فقد قال في تدوينة عبر "إكس" إن بيل كلينتون تسبب في خسارة كامالا هاريس لجميع الناخبين في ميشيغان، مطالبا بعدم التصويت لصالح الديمقراطيين.

من جهته، أشار معلق عبر حساب يحمل اسم "أبو عيد"، إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق "يختتم ما بدأه في كامب ديفيد في يوليو/تموز 2000، حيث تبنى المواقف الإسرائيلية وألقى باللوم على الفلسطينيين لعدم قبولهم".

وقال المعلق: "لا أدري ما الذي كان يدور في ذهنه (كلينتون)، ولكن هذا لن يساعد حملة هاريس في إضافة صوت واحد من الأمريكيين العرب".

اظهار أخبار متعلقة


يأتي حديث كلينتون في ظل احتدام السباق الانتخابي بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس على وقع اقتراب موعد الاقتراع، لا سيما في ولاية ميشيغان التي تعد ساحة معركة رئيسية بين المرشحين البارزين.

ويسعى كل طرف إلى جذب أصوات العرب والمسلمين تحت وعود تحقيق السلام في الشرق الأوسط الذي يشهد توترات متصاعدة بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان والهجمات المتبادلة بين الاحتلال وإيران.

ومن المقرر أن يتوجه المرشح الجمهوري إلى مدينة ديربورن ذات الأغلبية العربية بولاية ميشيغان اليوم الجمعة، وهو ما من شأنه أن يجعل ترامب أول مرشح بارز للانتخابات الرئاسية لعام 2024 يزور هذه المدينة، حسب وكالة "أسوشيتد برس".

وكانت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تعمل من خلال وكلاء على تخفيف التوترات في أوساط الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين، إلا أنها أجرت محادثاتها مع رئيس بلدية ديربورن الديمقراطي عبد الله حمود خارج المدينة.



التعليقات (0)