كتبت الصحافية الفلسطينية لطيفة اغبارية مقالا في موقع "رأي اليوم" تناولت فيه تقريرا بثته القناة العبرية الثانية عنوانه "الرهائن" يتحدث عن "
زواج المتعة" في مخيم
الزعتري، وجاء في المقال:
خِزي عربي بختم
إسرائيلي
عندما يقوم الإعلام اليهودي بالتركيز على قضايا عربية وإنسانية أحيانًا، ويظهر كالمتعاطف المحروق على “العربي” يكون الهدف المخفي غالبًا، وللأسف، هو فضح العرب وخزيهم وبهدلتهم، وإظهارهم بمظهر المتخلفين والشواذ الذين لا تليق بهم الحريّة والحياة الكريمة، فالعرب يستغلّون مآسي أشقائهم في المحن لإشباع نزواتهم ورغباتهم.
سأكتب عمّا شاهدته في التقرير الذي بثته القناة الإسرائيلية الثانية، عنوانه “الرهائن” يتطرّق إلى الأسباب التي تجعل بعض أهالي مخيم الزعتري شمال الأردن تزويج بناتهم السوريات إلى أثرياء من
السعودية، مقابل ثلاثة ألاف دولار، ونترك لكم الحكم في القضية، لأنّني أتحفظّ دائما من الإعلام اليهودي.
الصحفي اليهودي هنريكا توصّل إلى ” نساء دلّالات” أم محمد، في الثلاثينات من عمرها، من حارة “النزهة” بعمّان. تمّد يدها وتصافحه، وهي منقّبة ترتدي عباءة سوداء.
تقول أمّ محمد:” كل واحدة لها قصّة، في كبار وفي صغار، آخر واحدة عمرها 15 سنة، زوّجتها لواحد عمره 70 سنة، تطلقت بعد أسبوع وانهارت البنت”.
العرسان “الختيارية”، لهم شروط يجب أن تتوفر في العروس كأن تكون بكرًا غير متزوجة، ورغم ذلك يقومون بتطليقها بعد فترة وجيزة بهدف ” تجديدها” بقاصر أخرى، أكثر جمالا، نحافة، لها عيون ملوّنة. لكن أهل العروس لا يريدون سوى المال، وهو المبرّر والسبب الوحيد لهذه الزيجات كما تقول أم محمد، فلا مفرّ من الخلاص من
الفقر والتخلص من حياة الخيام والكرافانات، والرمال وغبارها، إلّا الزواج الحلال بدلا من البحث عن أمور غير شرعية.
ولا مانع لدى أم محمد بتزويج بناتها مثل هذه الزيجات:” ممكن، ليه لأ، لأننا في وضع سيئ جدّا، ممكن 12 أو 13 سنة عادي، كيف بدنا نعيش يعني؟”.
هذا النوع من الزواج الذي تتحدث عنه أم محمد مرفوض، وما هو إلّا تستّر باسم الدين، فهي تعرف مسبقا أنّه مؤقت، يتم فيه استعباد الفتيات وانتقالهن من رجل لآخر، وسرعان ما ينتهي بالطلاق وتدمير مستقبلهن، فيما ينظر السوريون إليهن بأنّهن “بضاعة تالفة ” حسب التقرير.
هنريكا سأل علا (13 عاما) التي وافقت على الزواج من رجل في جيل جدّها عمره 60 سنة، فقالت إنّ السبب يعود للأوضاع المالية السيئة لعائلتها.
رزال (16عاما) كانت هي الأخرى ضحيّة لهذا الزواج الذي انتهى بعد شهرين. وعند سؤالها عن شعورها من تجربة الزواج هذه، تحدثت والدموع تنهمر من عينيها بأنّها تعرّضت للضرب والتعنيف من زوجها. وتصف زوجها: “كبير كثير وجهه مجعّد والواحد ما بيقدر يتطلّع فيه بالمرّة”. واستمر مسلسل معاناتها حيث أصابتها أزمة نفسية جعلتها تكره نفسها، وتجلس منزوية في البيت دون أكل وشرب، يحضر الأطباء لمعالجتها من الضرب.
أم محمد يـأتيها اتصال على هاتفها النقال، وتبدأ المكالمة بعد التحيّة والسلام للمتحدّثة معها على الطرف الآخر.
- موجود…عمرها 17 سنة، أديه عمره؟
-55 سنة.
- كويّس، كويّس، آه بترضى البنت، فهمّيه إنها موافقة، وأهلها موافقين، ما معها مصاري،… بتآخذ العقل، خلليه يجي، المهم أديه 3000 ؟
وتغلق أمّ محمد الهاتف.
وتبدأ الدلّالة الثانية “أم مازن”، بتجهيز علا للعريس الجديد . ويستمر الوضع! فيما تقوم القناة الإسرائيلية باستضافة هنريكا في ستوديو القناة ليتحدث عن بطولته وتعرض حياته مع طاقم المصورين للخطر والتهديد، وكل هذا في سبيل فضح وخزي العرب، وأكثر ما نفعله هو تصديق التقرير والاستياء من ذلك، أو تكذيبه بأنّه افتراء صهيوني خالص، فيما تقف الحكومات العربية عاجزة عن إنقاذ وحلّ أزمة أشقائهم في المخيم.