وقف يستقبل ضيفه ذو الأصول
الجزائرية بحفاوة.. قبل أن يجالسه في جلسة بدت عائلية بدخول ولدي شقيقه.. في مشهد يراه الشعب الجزائري لأول مرة منذ نحو 7 أشهر، قضاها الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة في العلاج من جلطة دماغية، أصيب بها في أبريل/ نيسان الماضي، ولم يبد منذ ذلك الوقت إلا جالسا، حتى خلال لقاءاته الرسمية.
الصور التي بثها التلفزيوني الجزائري لبوتفليقة مساء أمس كانت محل جدل وتأويل، فسره خبير جزائري في تصريحات للأناضول بأن "الآلة الانتخابية لبوتفليقة من أجل تحقيق ولاية رئاسية رابعة، انطلقت على كافة المستويات".
ونقل التلفزيون الرسمي الأحد الماضي صورا لبوتفليقة وهو يستقبل المبعوث الأممي والعربي لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، بمقر رئاسي غربي الجزائر العاصمة.
وكان الرئيس الجزائري طيلة الأسابيع الماضية يستقبل ضيوفه من مسؤولين محليين، وأجانب وهو جالس، كما أن صورة تذكارية نشرتها وسائل الإعلام الرسمية له مع الحكومة الجديدة التي عينها مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي بقصر الرئاسة أظهرته، وهو جالس على كرسي يتوسط وزراءه وهم واقفون.
وتزامن بث هذه الصور مع تصاعد مطالب مؤيدي بوتفليقة له بالترشح لولاية رابعة، خلال
انتخابات مقررة شهر أبريل / نيسان القادم، في حملة يقودها حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، الذي أعلن ترشيحه رسميا للمنصب.
واعتبر محمد مسلم وهو صحفي جزائري متخصص في الشأن السياسي في تصريح خاص للأناضول أن "هذه الصور تحمل رسالة سياسية، مفادها أن الملف الصحي للرئيس طوي نهائيا، وهو قادر على الحكم لوقت آخر".
وقال "هذه الصور أيضا جاءت بعد يومين من تصريحات لوزير الصحة السابق جمال ولد عباس، يقول فيها إن بوتفليقة سيقوم بنفسه بتنشيط حملته الدعائية بعد تعافيه من المرض".
ويقترب بوتفليقة -76 سنة- الذي وصل الحكم العام 1999 من إنهاء ولايته الثالثة في أبريل/ نيسان 2014، غير أنه لم يعلن حتى اللحظة إن كان سيغادر السلطة أو يترشح لولاية رابعة خلال الانتخابات المقررة أبريل / نيسان القادم.ويمنح الدستور الحالي بوتفليقة حق الترشح لولاية أخرى، إلا أن المعارضة تدعوه لمغادرة الحكم ؛ نظرا لوضعه الصحي.
في السياق ذاته قالت الناشطة السياسية
جميلة بوحيرد إنه "إذا قرر الرئيس بوتفليقة الترشح لفترة رئاسة رابعة فسأنزل إلى الشارع وأتظاهر ضده".
واضافت بوحيرد: سأنزل إلى الشارع للتنديد بـ "الأضرار التي لحقت بالجزائر".
وأكدت ان السياسة في الجزائر تتعرض للتقويض وجبهة التحرير الوطني الحقيقية لا وجود لها والحزب الآن في أيدي غير أمينة.