يوافق الاحد الذكرى السادسة والعشرين لاندلاع الانتفاضة
الفلسطينية الأولى أو "
انتفاضة الحجارة" كما أطلق عليها الفلسطينيون والتي اشتعلت احتجاجاً على أوضاع المخيمات الفلسطينية التي شهدت في تلك الفترة انتشار القمع اليومي الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية ضدهم.
وبدأت الانتفاضة يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، وكان ذلك في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين المحتلة.
ويعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة لقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز بيت حانون "إيريز" شمال القطاع.
وكانت حركة "حماس" أول من استخدم مصطلح "الانتفاضة"، لوصف الثورة الشعبية في أول بيان صدر عنها في قطاع غزة يوم 11 ديسمبر/ كانون الأول عام 1987، وأطلق البيان لفظ "الانتفاضة" على التظاهرات العارمة التي انطلقت، حيث قال: "جاءت انتفاضة شعبنا المرابط في الأرض المحتلة، رفضاً لكل
الاحتلال وضغوطاته، ولتوقظ ضمائر اللاهثين وراء السّلام الهزيل، وراء المؤتمرات الدولية الفارغة".
ويقول الكاتب والمؤرخ الفلسطيني محسن الخزندار إن "انتفاضة الحجارة تميزت بحركة عصيان وبمظاهرات، وبعد اندلاعها في مخيم جباليا انتقلت إلى مخيمات خان يونس والبرج والنصيرات ومن ثم غطت كل القطاع وانتقلت بعد ذلك إلى مدن ومخيمات الضفة الغربية".
ويوضح أن الأطفال والشباب عموماً هم من تولوا الانتفاضة حيث كانوا يرشقون الجنود بالحجارة ويقيمون حواجز من عجلات مشتعلة، كما كانوا يجتمعون حول المساجد ويتحدون الجيش بأن يقوم بتفريقهم.
ويشير الخزندار إلى أن "الشباب كانوا يستعملون مكبرات الصوت في المساجد لدعوة السكان إلى التظاهر كما كانت توزع المناشير ويتم الكتابة على الجدران للثورة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وشهدت الانتفاضة عددا من العمليات ضد الأهداف الإسرائيلية مثل عملية ديمونا بالنقب عام 1988 حينما تمت مهاجمة حافلة تقل عاملين متوجهين إلى مفاعل ديمونة، كما كان يتم كذلك اختطاف جنود يهود لمبادلة أسرى بهم، وملاحقة وقتل العملاء وسماسرة الأراضي فرديا وجماعيا. وعرفت الانتفاضة ظاهرة حرب السكاكين إذ كان الفلسطينيون يهاجمون الجنود والمستوطنين الإسرائيليين بالسكاكين ويطعنونهم.
وتقدر حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين قضوا على أيدي القوات الإسرائيلية أثناء انتفاضة الحجارة بحوالي 1,162 شهيدا، بينهم حوالي 241 طفلا ونحو 90 ألف جريح، فضلاً عن تدمير ونسف 1,228 منزلاً، واقتلاع 140 ألف شجرة من الحقول والمزارع الفلسطينية، أما من الجانب الإسرائيلي فقتل 160، منهم فقط، وفق احصائية صادرة عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم".
وتم اعتقال ما يقارب من 60 ألف أسير فلسطيني من القدس والضفة والقطاع وفلسطيني الداخل بالإضافة للأسرى العرب، وفق إحصائية أصدرها مركز الأسرى للدراسات في مارس/ آذار عام 2008.
وهدأت الانتفاضة في العام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين الكيان الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.